بقلم خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمةً للعالمين ، نبيِّنا مُحمَّد ، وعلى آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد اطلعتُ على قصيدةٍ سوَّدها الشاعر سعدي يوسف ، بشأن زواج نبيِّنا وسيدنا مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلم من السيِّدة عائشة أم المؤمنين ، واطلعتُ كذلك على عدد من الردود والمواقف الرافضة والمنددة بهذه القصيدة الفاسدة.
ولما أوجب الله جلَّ وعلا من الدِّفاع عن نَبيِّه محمدٍ عليه الصلاة والسلام والانتصارِ له وإجلالِه وتوقيرِه؛ فإني أحرر هذه الأسطر ذَبًّا عن جنابه الشريف، وعن فراشه الطاهر المنيف.  
وقد تمنيت من المذكور وهو مقبلٌ على تمام الثمانين من عمره أن يكون عنده من بقية الإيمان أو الرشد أو العقل أو الأدب ما يحجزه عن هذا الإفك العظيم والهذيان البغيض.
ثم ينبغي أن يدرك الشاعر المذكور وغيره ممن يفتري على نبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام بأن ما توهمه في قصيدته لو كان عيباً يعاب به - وحاشاه - لما توانى عن التشبُّث به كفار قريش إبَّان حياته الشريفة عليه الصلاة والسلام ، وإنما كان ذلك جارياً على عرف البيئة العربية آنذاك ، بل والأعراف الإنسانية بعامة.
ولذا فإني أسجل في هذا المقام الثناء والتقدير لمنظمة شعراء بلا حدود التي أعلنت استنكارها لتلك القصيدة الساقطة، وأكدت سحبها اسم الشاعر سعدي يوسف من الفائزين بلقب أفضل مائة شاعر عربي لعام 2013 ، وأكدت على السبب: "وذلك لقيامه بنسج قصيدة رخيصة فنياً وأخلاقياً ، يسيء فيها لأم المؤمنين السيدة عائشة إساءات بالغة، تؤشر على نفسه المريضة وطائفيته البغيضة، وهو ما تم استهجانه من أبناء الأمة ومثقفيها على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم".
وبعد: فإن المأمول من شعراء الأمة ومثقفيها أن يتشرفوا بمعين السُّنة والسيرة النبوية المشرفة ليسهموا في إيصالها لعموم أفراد الأمة ، وللشعوب الإنسانية بعامة ، فنحن جميعاً أحوج ما نكون لهذا المورد العذب والمنهل الصافي لننال عزة الدنيا وفوز الآخرة بإذن الله.
والواجب علينا جميعاً أن نتعاون في صد الأطروحات المتهافتة ضد القرآن والسنة ، والتي استحوذ الشيطان على أهلها فأنساهم ذكر الله.
والله المسئول أن يوفقنا جميعاً للخيرات ، وأن يعيذنا من الضلال، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد.
21 المحرم 1435هـ