موقع نبي الرحمة

8- علاج مشكلة الفقر استعاذ النبي (صلى الله عليه وسلم) من الفقر وقرنه بالذلّة فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلةِ والذلةِ»([i]). وقرنه كذلك بالكفر فقال: «... وأعوذ بك من الفقر والكفر...»([ii]). وهذا يدل على خطورة الفقر، وأنه يمكن أن يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله.وحارب النبي (صلى الله عليه وسلم) مشكلة الفقر بالحث على العمل وتبشيع سؤال الناس أموالهم، فقال (صلى الله عليه وسلم) : «لأن يأخذ أحدكم حَبْلَه، ثم يغدو إلى الجبل، فيحتطب، فيبيع، فيأكل، ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس»([iii]). وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «لا ينبغي لمؤمن أن يذلّ نفسه»([iv]). وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «لو أنكم توكلون على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا»([v]). فالطير تغدو لطلب الرزق، وتذهب وتجيء، ولا تقع إلا حيث ترى طعامًا، ولا تزال تسبح في الهواء حتى ترى ماء فتنزل لتشرب، وكلّ ذلك ابتغاء الرزق، فالعمل والأخذ بالأسباب وقبل ذلك التوكل على الله تعالى واللجوء إليه هو السبيل الأول للتخلص من الفقر في الإسلام.ثم تأتي بعد ذلك الزكاة لغير القادرين على العمل، أو للذين يعملون ولا تكفيهم أموالهم فهؤلاء يأخذون من أموال الزكاة، وهي فريضة تؤخذ من مال الأغنياء فتعطى للفقراء ثم تأتي الصدقات التي يخرجها الأغنياء باختيارهم طمعًا في الأجر والثواب الجزيل من الله تعالى.[المعارج:24-25]. [الإنسان:8]. وقال (صلى الله عليه وسلم): «من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زادٍ، فليعد به على من لا زاد له»([vi]). ولما كانت أسوأ نتائج الفقر أن يفقد الفقير أهم مقومات الحياة ومنها الطعام واللباس فقد جاءت توجيهات رسول الله محمد غ مرغبة في إطعام الطعام وفي كسوة اللباس حتى أنها جعلت كفارات للعديد من الخطايا.

* * *

9- علاج مشكلة الإخلال بالبيئة

أسهم النبي (صلى الله عليه وسلم) في علاج المشكلات الناجمة عن إخلال الإنسان بالتوازن البيئي وذلك عن طريق التوجيه والإرشاد للحفاظ على المياه والحفاظ على الأرض والحفاظ على التوازن البيئي واحترام الحياة حتى للحيوان الذي ليس من وجوده ضرر.قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «ما من مسلم يزرع زرعًا، أو يغرس غرسًا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كانت له به صدقة»([vii]). ونهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قضاء الحاجة في طرق الناس وموارد المياه وأماكن الظلّ، فقال غ: «اتقوا الملاعن الثلاث: البَرازُ في الموارد، وقارعة الطريق، والظلّ»([viii]). ونهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الإسراف في الماء فقال: «لا تسرف في الماء وإن كنت على نهرٍ جارٍ»([ix]).ونهى عن قتل الحيوان بغير فائدة فقال: «من قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقّها إلا سأله الله عنها يوم القيامة». قيل: يا رسول الله! فما حقُّها؟ قال: «أن يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها فيرمي به»([x]). وحافظ النبي غ على نظافة الأرض، حيث شبهها بالمسجد في الطهارة والنظافة، فقال (صلى الله عليه وسلم): «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»([xi]).

وعن النبي (صلى الله عليه وسلم): «أن نملةً قرصت نبيًّا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أفي أن قرَصتك نملةٌ أهلكتَ أمةً من الأمم تسبحُ». وفي رواية: «فأوحى الله إليه فهلَّا نملة واحدة»([xii])، وفي هذا من الحفاظ على التوازن البيئي ما فيه، لأن كل إنسان إذا تأذى من حيوان ما قام بقتل المئات أو الآلاف من ذاك الحيوان لم يبق من جنس هذا الحيوان شيء، وهذا مخالف للنظام البيئي الذي خلقه الله تعالى.وأمر النبي غ بتنظيف البيوت وتطهيرها حتى لا تنتشر الأوبئة فقال غ: «طهروا أفنيتكم»([xiii]). وحث النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) على الزراعة التي تعتبر الصديق الوفي للبيئة فقال (صلى الله عليه وسلم): «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها»([xiv]).

-------------------------------------------------------------------------------
1- رواه أبو داود (1320)، وأحمد (7708).
2- رواه أبو داود (4426)، وأحمد (19514).
3- رواه البخاري (1386)، وأحمد (10033).
4- رواه الترمذي (2180)، وأحمد (22327).
5- رواه الترمذي (2266)، وأحمد (200).
6- رواه مسلم (3258)، وأبو داود (1416).
7- رواه البخاري (2152)، ومسلم (2904).
8- رواه أبو داود (24)، وأحمد (2580)، وابن ماجه (323).
9- رواه أحمد (6768)، وابن ماجه (419).
10- رواه النسائي (4369)، وأحمد (6264).
11- رواه البخاري (419)، ومسلم (811).
12- رواه البخاري (2796)، ومسلم (4157).
13-رواه الطبراني (4057).
14-رواه أحمد (12512).