Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          من وفائه صلى الله عليه وسلم بالعهود : ماروى حذيفة بن اليمان عن نفسه قال : ( مامنعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حُسيل فأخذنا كفار قريش ، قالوا إنكم تريدون محمدا ؟ فقلنا مانريده ، مانريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنّ إلى المدينة ولانقاتل معه ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر ، فقال :( انصرفا ، نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم ) رواه مسلم .

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
محمد رسول الله

10- الرشـــــــوة الرِّشوةُ مرضٌ خطيرٌ يدلُّ على فسادِ الذممِ وضياعِ الحقوقِ، وقد شدَّدَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) في النهي عن هذهِ الآفةِ الخطيرةِ التي تُفسدُ المجتمعَ وتَهدمُ صورتهُ الحضاريةَ فقالَ (صلى الله عليه وسلم): «لعنةُ اللهِ على الراشي والمرتشي»([i]). وخصَّ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) الرشوةَ في الحكمِ بين الناسِ بالتحذيرِ لأنها تؤدي إلى أكلِ حقوقِ الناسِ بالباطلِ، وربما أدتْ إلى حبسِ من لا يستحقُّ الحبسَ وقتلِ من لا يستحقُّ القتلَ، فعن أبي هريرة ت قالَ: «لَعَنَ رسولُ اللهِ غ الراشي والمرتشي في الحكمِ»([ii]).

* * *
11- المظهرية الجوفاء

كانَ رسولُ اللهِ محمدٌ (صلى الله عليه وسلم) دائمًا ما يعلمُ أصحابَهُ أنَّ المظاهرَ خداعةٌ وأنَّ المرءَ ينبغي أنْ يقاسَ بدينِهِ وتقواهُ للهِ ﻷ وليس بقوةِ بدنهِ أو جمالِ صورتهِ أو حسنِ ثيابهِ، فعن سهلِ بن سعدٍ الساعديِّ ت قالَ: مرَّ رجلٌ على النبيِّ غ، فقالَ لرجلٍ عندَهُ جالسٌ: «ما رأيكَ في هذا؟» فقال: هذا رجلٌ من أشرافِ الناسِ، هذا واللهِ حريٌّ إنْ خطبَ أن يُنكحَ(*)، وإنْ شَفَعَ أنْ يُشفَّعِ، فسكتَ رسولُ اللهِ غ، ثمَّ مرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ له رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «ما رأيكَ في هذا؟» فقالَ: يا رسولَ اللهِ! هذا رجلٌ من فقراءِ المسلمينَ؛ هذا حريٌّ إنْ خطبَ ألَّا يُنكحَ، وإن شَفَعَ ألا يُشفَّعَ، وإنْ قالَ ألا يُسْمَعُ لقولِهِ، فقالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «هذا خيرٌ من ملءِ الأرضِ من مثلِ هذا»([iii]). ومثلُ ذلك ما وردَ عن أبي هريرةَ ت قالَ: قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «ربَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبوابٍ، لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّهُ»([iv]).

وعن عقبةَ بنِ عامر أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: «ليسَ لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ إلا بدِينٍ، أو عملٍ صالحٍ، حَسْبُ الرجلِ أنْ يكونَ فاحشًا بذيًّا بخيلًا جبانًا»([v]). وكانَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يكرهُ السخريةُ بالآخرينَ فعن ابن مسعودٍ ت قالَ: كنتُ أجتني لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) سواكًا من الأراكِ، فكانتِ الريحُ تكفؤهُ، وكانَ في ساقهِ دقَّةٌ، فضحكَ القومُ، فقالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «ما يُضحِكُكم؟» قالوا: من دقَّةِ ساقيهِ. فقالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «والذي نفسي بيده لهما أثقلُ في الميزانِ من أُحدٍ»([vi]). وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يكرهُ أنْ يعيَّر إنسانٌ بأبيهِ وأمهِ، فعن المعرورِ بنِ سويدٍ قالَ: مررنا بأبي ذرٍ بالربذةِ، وعليهُ بردٌ، وعلى غلامِهِ ـ خادِمِهِ ـ مثلُهُ، فقلنا: يا أبا ذرٍ لو جمعتَ بينهما كانَ حُلَّةً، فقالَ: إنه كان بيني وبين رجلٍ من إخوتي كلامٌ، وكانت أمهُ أعجميةٌ، فعيَّرتُه بأمهِ، فشكاني إلى النبيِّ غ، فلقيتُ النبيَّ غ فقالَ: «يا أبا ذرٍ إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ» قلتُ: يا رسولَ اللهِ! مَنْ سبَّ الرجالَ سَبّوا أباه وأمَّه. فقال: «يا أبا ذرٍّ! إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ. هم إخوانُكم جعلَهم اللهُ تحتَ أيديكم، فأطعمُوهم مما تأكلونَ وألبسُوهم مما تلبسونَ، ولا تكلِّفُوهم ما يغلِبُهم، فإنْ كلفتُموهم فأعينُوهم»([vii]).

* * *

12- الكـــسـل

الكسلُ صفةٌ ذميمةٌ تصيبُ الأفرادَ والشعوبَ والأممَ، فتؤخرَها وتعوقَها عن اللحاقِ بركابِ النهضةِ والتقدمِ والرقيِّ.وقد نعتَ اللهُ أهلَ النفاقِ بهذه الخصلةِ الذميمةِ فقالَ: [النساء:142].وقد استعاذَ النبيُّ غ من الكسلِ فقالَ: «اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من العجْزِ والكسلِ»([viii])، وقرنَهُ بالعجزِ، لأنه إذا كَسَلَ عَجَزَ عن أداءِ ما كُلِّفَ به من مَهماتٍ.

* * *

13- اليــــــأس

يصيبُ كثيرًا من الناسِ اليأسُ من رحمةِ اللهِ ومغفرتِهِ، نظرًا لعظم ما ارتكبوه من جرائمَ ومخالفاتٍ، ولكنَّ النبيَّ غ أخبرَ أنه لا مجالَ لليأسِ في الإسلامِ، فرحمةُ اللهِ واسعةٌ لمن تابَ وأنابَ وعَمِلَ صالحًا.قالَ تعالى: ﴿[الزمر:53].وقالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «الندمُ توبةٌ، والتائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ له»([ix]). وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «جعلَ اللهُ الرحمةَ مائةَ جزءٍ، فأمسكَ عنده تسعةً وتسعينَ جزءًا، وأنزلَ في الأرضِ جُزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزءِ تتراحمُ الخلقُ، حتى ترفعُ الفرسُ حافرَها عن ولدِها، خشيةَ أنْ تصيبَهُ». وفي لفظٍ: «الرحمةُ عندَ اللهِ مائةُ جزءٍ، فقسَّمَ بين الخلائقِ جزءًا، وأخَّرَ تسعًا وتسعينَ إلى يومِ القيامةِ»([x]). وفي الحديثِ القدسيِّ، قالَ اللهُ تعالى: «يا ابنَ آدمَ! إنك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان منك ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ! لو بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ، ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أبالي. يا ابنَ آدمَ! لو أنك أتيتني بقُرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُك بقرابِها مغفرةً»([xi]).

* * *

14- الانتحـــــــار

أكدَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أنَّ النفسَ الإنسانيةَ أمانةٌ لدى صاحبِها، لا يجوزُ له التخلصُ منها لأيِّ سببٍ من الأسبابِ. فقالَ (صلى الله عليه وسلم): «من قتلَ نفسَهُ بحديدةٍ، فحديدتُهُ في يدِهِ، يتوجَّأُ بها في بطنِهِ، في نارِ جهنمَ خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شَرِبَ سُمًّا فقتلَ نفسَهُ، فهو يتحسَّاه في نارِ جهنمَ، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبلٍ فقتلَ نفسَهُ، فهو يتردى في نارِ جهنمَ خالدًا مخلدًا فيها أبدًا»([xii]). ومن هنا فإنَّ الدولَ الإسلاميةَ على ما فيها من مشكلاتٍ وفقرٍ وغيرِهِ فإنها أقلُّ دولِ العالمِ في نسِبَ الانتحارِ.وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «الذي يخنقُ نفسَهُ يخنقها في النارِ، والذي يطعنُها يطعنُها في النارِ»([xiii]).

* * *

15- الظلم والاعتداء

من الناسِ من تسوِّلُ له نفسُهُ وتدعوه قوتُهُ ومكانتُهُ إلى ظلم الآخرينَ وأخذِ حقوقِهم وقَد أَمِنَ من العقوبةِ في الدنيا فجاءَ القرآنُ ليحذِّرَ هؤلاءِ عاقبةَ أمرِهم وليبينَ أنهم ليسوا خارجَ السيطرةِ والعقابِ.

قالَ تعالى: [إبراهيم:42-43].

قالَ تعالى: ﴿ [البقرة:190].

قالَ غ: «اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلمَ ظلماتٍ يومَ القيامةِ»([xiv]).

وقالَ غ: «من ظَلَمَ معاهدًا أو انتقصهُ، أو كلّفهُ فوقَ طاقتهِ، أو أخذَ منه شيئًا بغيرِ طِيبِ نفسٍ، فأنا حجيجُهُ يومَ القيامةِ»([xv]).

وقالَ غ فيما يرويه عن اللهِ ﻷ: «يا عبادي إني حرمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُهُ بينكم محرمًا فلا تظالموا»([xvi]).

وقالَ النبيُّ غ يومًا لأصحابِهِ: «أتدرون من المفلسُ؟» قالوا: المفلسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ، قالَ: «إنَّ المفلسَ من أمتي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعطى هذا من حسناتِهِ، وهذا من حسناتِهِ، فإنْ فَنيتْ حسناتُهُ قبلَ أنْ يقضي ما عليه أُخذَ من خطاياهم، فطُرحتْ عليه، ثم طُرحَ في النارِ»([xvii]).

فهلْ يجرؤُ أحدٌ على الظلمِ بعدَ ذلكَ؟

* * *

 

--------------------------------------------------------------------------------

(*) يُنكَح: يُزوج.

 

-------------------------------------------------------------------------------
1- رواه أحمد (6689)، وابن ماجه (2304).
2- رواه الترمذي (1256).
3- رواه البخاري (4701)، وابن ماجه (4110).
4- رواه مسلم (4754).
5- رواه أحمد (16675).
6- رواه أحمد (876).
7- رواه البخاري (29)، ومسلم (3140).
8- رواه البخاري (2611)، ومسلم (4874).
9- رواه الطبراني (775).
10- رواه البخاري (5541)، ومسلم (4942).
11- رواه الترمذي (3463)، وأحمد (20499).
12- رواه البخاري (5333)، ومسلم (158)، واللفظ له.
13- رواه البخاري (1276)، وأحمد (9245).
14- رواه مسلم (4675).
15- رواه أبو داود (2654).
16- رواه مسلم (4674).
17- رواه مسلم (4678).