Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده. متفق عليه. لكن اعتكاف المرأة مشروط بإذن الزوج وبأمن الفتنة تماماً، ولذلك منع من اعتكاف الشابة غير واحد من أهل العلم .

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
محمد رسول الله

12- من حقوق المسنين كبارُ السنِّ قد بلغوا من العمر ما يشعرون معه بالوحدة وتتوالى عليهم فيه آثاره من ضعف ومرض وغيرهما، وهم أيضًا أهلُ الخبرةِ والتجاربِ والحكمةِ، وينبغي على المجتمعِ ألا يهملَ هؤلاءِ، وإنما يقدِّرُهم ويحترمُهم ويستفيدُ من تجارِبهم وخبراتِهم. ولقد احتفى النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بكبارِ السنِّ، وبيَّنَ فضْلَهم وسابقتَهم وعظيمَ حقِّهم على الجميعِ فهو (صلى الله عليه وسلم) يقولُ: «من شابَ شيبةً في الإسلامِ كانتْ له نورًا يومَ القيامةِ»([i]). وحثَّ (صلى الله عليه وسلم) على إكرامِ أصحابِ السنِّ، فقال (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ من إجلالِ اللهِ تعالى إكرامَ ذي الشيبةِ المسلمِ»([ii]). وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يُؤثرُ الأشياخَ بالشرابِ، وانظرْ إلى هذا الحديثِ العجيبِ الذي يتجلى فيه احترامُ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) للأشياخِ والأطفالِ على حدٍّ سواءٍ، فعنْ سهلِ بن سعدٍ الساعديِّ ت أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أُتي بشرابٍ، فشربَ منه، وعن يمينه غلامٌ، وعن يسارِهِ أشياخٌ، فقال للغلامِ: «أتأذنُ لي أنْ أعطيَ هؤلاءِ؟»، فقالَ الغلامُ: لا واللهِ، لا أوثرُ بنصيبِ منكَ أحدًا، فتلَّه(*) رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) في يدِهِ([iii]). ويا للعجب! رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينَ، يستأذنُ غلامًا، ليبدأ بالأشياخِ الذين على يسارِهِ احترامًا لهم ولسنِّهم والغلامُ يرفضُ لأنه يريدُ أنْ يشربَ بعد رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فتمسَّ شفتاه موضعَ شفتي النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) ، فأبى أنْ يؤثرَ بذلك أحدًا، وإنما استأذنَهُ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) لأنَّ السُّنَّة هي أنْ يبدأَ الإنسانُ بمن على يمينهِ في الشرابِ ونحوِهِ.

* * *

13- من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

هناك طائفةٌ من الناسِ كان قدرهم أن يصابوا ببعض البلاء في أعضائهم، فانعكس عليهم ذلك حياتيًا، وربما أن بعض الناس لا يهتم بهم، ولا ينتبهون لأحاسيسِهم ومشاعرِهم ومشكلاتِهم. لم ينسَ النبيُّ غ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، وإنما حباهم بعطفِه ورعايتِه. فهذه امرأةٌ كانَ في عقلها شيءٌ، أوقفتْ النبيَّ غ وقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي إليك حاجةً، فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) لها: «يا أمَّ فلان! خذي في أيِّ الطريقِ شئتِ، قومي فيه حتى أقومَ معك»، فخلا معها رسولُ اللهِ غ يناجيها، حتى قضى حاجتَها([iv]). وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يزورُهم في بيوتهم، فقالَ يومًا لأصحابِهِ: «انطلقوا بنا إلى بني واقفٍ نزورُ البصيرَ ـ رجلٌ مكفوفُ البصرِ ـ»([v]). وانظر كيف سمَّى الأعمى بصيرًا تفاؤلًا.

وبشَّرَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) هؤلاءِ المبتلَيْن ببشاراتٍ عظيمةٍ منها قولُهُ (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ـ أي بذهابِ نورِ عينيه ـ فصبرَ، عوضتُه منهما الجنةَ»([vi]). وحثَّ (صلى الله عليه وسلم) على هدايةِ الأعمى وضعيفِ البصرِ فقالَ (صلى الله عليه وسلم): «وبصرُكَ للرجلِ الرديءِ البصرِ صدقةٌ»([vii]). وجاءتِ امرأةٌ بها لمَمٌ ـ نوعٌ من الجنونِ ـ إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فقالتْ: يا رسولَ اللهِ! ادعُ اللهَ لي. فقالَ: «إنْ شئتِ دعوتُ اللهَ فشفاكِ، وإنْ شئتِ صبرتِ ولاحسابَ عليكِ»، قالتْ: بل أصبرُ ولا حسابَ عليَّ([viii]). وقالَ ابنُ عباس لعطاءٍ: ألا أريكَ امرأةً من أهلِ الجنةِ؟ قالَ عطاءٌ: بلى، قالَ ابنُ عباسٍ: تلك المرأةُ السوداءُ، أتت النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) فقالتْ: إني أُصرعُ، وإني أتكشَّفُ، فادعُ اللهَ لي، قال: «إن شئتِ صبرتِ ولك الجنةُ، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يُعافيَكِ، فقالتْ: أصبرُ، فقالتْ: إني أتكشفُ، فادعُ اللهَ لي أنْ لا أتكشَّفَ، فدعا لها([ix]).

* * *

 

--------------------------------------------------------------------------------

(*) فتله: فوضعه.

 

--------------------------------------------------------------------------------

1- رواه الترمذي (1558)، والنسائي (3091).

2- رواه أبو داود (4203).

3- رواه البخاري (2271)، ومسلم (3786).

4- رواه أحمد (13535).

5- رواه الطبراني (1533).

6- رواه البخاري (5221)، وأحمد (12012).

7- رواه الترمذي (1879).

8- رواه أحمد (9312).

9- رواه البخاري (5220)، ومسلم (4673).