Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          آخر كلمات الحبيب:

كان   آخر   كلام   رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم   رواه أحمد وأبي داود وصححه ابن حبان  والألباني

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
(حبه صلى الله عليه وسلم)

استطيع أن أقول أنه لا يوجد مسلم واحد لا يحمل في نفسه

العرفان بالجميل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما غمره

به من حب وعون وهداية والهام فهو القدوة الطيبة التي

ارسلها الله رحمة لنا وحبا بنا حتى نقتفي أثره..

لقد رسم حبيبنا منهجاً للمتحابين في الله عز وجل يرتفع معه معدل الحب وتقوى أواصره، يتمثل في الخطوات التالية:

1- التصريح به.

أخرج
الشيخان عن عمرو بن العاص أن النبي بعثه على حين ذات الدبل فأتيته
فقلت:(أي الناس أحب إليك؟ قال:عائشة، فقلت:من الرجال؟ قال:أبوها).

(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه).

(لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام ومودته) صحيح البخاري.

(و الذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي)قالها مرتين.

من كتاب"مناقب الأنصار"للبخاري.

-
إن التصريح بالحب في الله عز وجل سبيل الأطهار لغزو القلوب وأسر الأفئدة،
وهو السبيل الوحيد لإشاعة روح الود، وتقوية الصلات، وسد منافذ الشيطان
الحريص على التحريش بين المسلمين.

- فلقد علم الرسول أن حديثه
محفوظ، وكلامه منقول، وهاهو يعلن صراحة حبه لزوجه أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها والذي حلَّ في المرتبة الأولى في قائمة المحبوبات من الخلق.

في
حين نجد أن البعض يحجم عن الإفصاح بحبه لزوجه، لتبقى حواسها عطشى لكلمة
تنم عن رقة طبع، وصدق مودة، وسلامة قلب، ووفاء ضمير!وقد نجم عن ذلك تصدع
خطير في جسر العلاقات الزوجية، يهدد بانهيارات سريعة لبعض الزيجات وبحياة
ملؤها الكدر و الغصات لزيجات أخرى..

- الكبرياء أو الحياء من الأسباب النفسية التي بسببها يحجم صنف من الرجال عن الإفصاح عن حبه فضلاً عن الجهر

به
علناً في منتدى يضم نفراً من الرجال..وأضف إلى الموانع النفسية السابقة
هناك موروثات اجتماعية ومنظومات ثقافية تكرِّس نظرية كتمان المشاعر وإخفاء
العواطف،لأن ذلك من خوارم المروءة ونواقص الذكورة!

- أضف إلى السابق فهناك ((عار))آخر يضاف إلى سجل

بعض الأعراف الاجتماعية إنه البوح باسم الانثى فضلاً عن إشاعته!!

2 - طاعة المحبوب وفقاً لما جاء به الشرع.

إن الإنسان إذا أحب سعى لإرضاء المحبوب والعمل من أجله

(فالمحبة أصل كل حركة في العالم العلوي والسفلى) ابن القيم.

وقد
جاء في بعض الروايات (أن الرسول كان يحب عائشة رضي الله عنها فإذا هويت
شيئاً طاوعها عليه،ففي حجة الوداع رغبت عائشة رضي الله عنها أن تأتي
بالعمرة وكان رسول الله رجلاً سهلاً إذا هويت شيئاً تابعها عليه)البخاري.

-
إن من أصدق دلائل المحبة طاعة المحبوب والأخذ بمشورته،والنزول عند
رأيه،والرضا بما يرضيه،شريطة ألا يؤثر طاعته على طاعة ربه عز وجل وألا يقدم
رضاه على رضا مولاه.

- إن الشخصية السوية والنفس السهلة،إذا أحبت
فإن عاطفتها تتسم بالاعتدال والتوازن تعرف للمحبوب قدرة،وتبذل له بما يتفق
مع هذا القدر،غير متجاوز ثوابت الدين وغير مفرط في ضوابطه..والاطلاع الشامل
على سيرة سيد الهداة رسول

خير دليل تربوي على اعتداله وتوسطه في الأمور كلها..

ولكن
عدد من الناس إزاء عاطفتهم ودورها في التأثير في حياتهم والتحكم في
مواقفهم مابين متشدد ومتساهل، فالأول لا مكان للعاطفة في قلبه ولا أثر لها
في سلوكه،إنما هو غليظ قاسي،والثاني تربع هواه على عرش قلبه وسيطر على
جوارحه فتراه أحد اثنين إما رخواً منقاداً أو مندفعاً عجولاً.

- إن
تصحر القلب وجفاف المشاعر وما ينجم عن ذلك من سلوكيات شاذة كالعنف والظلم
والاستبداد بالرأي وتهميش الآخر..الخ أحد المشاهد المؤلمة المتكررة في
البيوت..

- ولأن الشيء بالشيء يذكر،ففي المقابل هناك صنف ممن انساق
وراء عواطفه،باذلاً المال والنفس والأهل قرابيناً بين يديّ محبوبة وهو مع
ذلك مستصغرٌ ما يقدمه،مستعظمٌ لما يظفر به من فتات موائد محبوبه والحق كل
الحق ما نطق به محبوبه والباطل ما قال بخلافه سواء كان المحبوب شخصاً كزعيم
أو زوجة أو ولد..أو كان مؤسسة كحزب أو منهج..

والناس لهم فيه آراء ومشارب فمنهم من يرميه بالذل والضعف ومنهم مَنْ يلصق به السحر والشر وقد يكون أعدلهم من يصفه بالتهور والجهل..

والوقوع في أحد أقصى طرفي غوائل العاطفة له مسبباته وليست مبرراته..

أحدها
جهل المرء بعيب نفسه وحاجتها العاجلة إلى مبادرات جادة للتقويم والإصلاح
ولا يتم ذلك إلا بصدق النية ومضي العزيمة أولاً ثم بإتباع الخطوات التالية:

1-
الدراسة المتأنية والقراءة المتدبرة لكتاب الله عز وجل،فهو لا ريب المربي
الأول،مع عرض الآيات التربوية على النفس لتزكيتها ومحاسبتها،ومعالجة النفس
كلٌ بحسبها فإن كانت تتسم بالقوة والجفاء،فإنها تعـرض على آيات الوعيد
والترهيــب بالتذكير بمصـائر المانعين والجافين.وإن كانت تـوصف بغلبة
العاطفـة و استئساد الهوى فآيات وصف تبروء و تناكر أهـل

النار من بعضهم كفيلة بإعادته لرشده.

2- الاقتداء بإمام الهداة وخير الأنبياء في شتى ميادين حياته، والتبصر في مواقفه الحكيمة، وعواطفه الرشيدة في الأمور كلها.

3- مصاحبة النفس بالمحاسبة والتقييم تارة وبالمكافأة والتشجيع تارة أخرى.

4- التبصر في عواقب الأمور كلها، والتفكر في عوائدها.

 

3- التعبير الحركي عن حبه.

حق
(لعائشة ) رضي الله عنها أن تفخر بقربها من الرسول وشدة حبه لها،فقد عرفت
منزلتها عنده وسكناها قلبه من تصريحه بذلك ومن جميل أفعاله معها..لقد أغدق
عليها من فيض حبه وغمرها بوافر حنانه ما ارتوت منه واكتفت، فارقها صبية في
ربيع العمر(ابنة الثامنة عشر) حتى لحقت به وهي امرأة في العقد السادس من
العمر- ولقد احتفظت عائشة بأجمل الذكريات وأعطرها نقلتها مشاهد حيّة بحياة
قائدها، تتسلل إلى مغاليق القلوب الضامئة وتبعث الحياة في الأجساد الخامدة،
وتهتز لها، وتربو الأراضي الهامدة..

وإليك صور تعبيره عن حبه:

أ- القرب من المحبوب والأنس به.

عن
عائشة رضي الله عنه قالت (كان الرسول ما من يوم إلا وهو يطوف علينا
جميعاً، إمراة إمراة، فيدنو ويلمس من غير مسيس حتى يفضي إلى التي في بيتها
فيبيت عندها).

وعن عائشة رضي الله عنها (أن رسول كان يسأل في مرضه
الذي مات فيه يقول:أين أنا غداً؟يريد يوم عائشة رضي الله عنه وفي رواية
(استبطاء ليوم عائشة) فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة
حتى مات عندها) صحيح البخاري باب مرض النبي .

وعن ذكوان أن عائشة رضي
الله عنها كانت تقول:إن من نِعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي وبين
سحري ونحري وإن الله جمع بين ريقي وريقه يوم مات ودخل علي عبد الرحمن بن
أبي بكر وبيده السواك وأنا مسنده رسول الله فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه
يحب السواك،فقلت :آخذه لك؟فأشار برأسه أن نعم،فلينته،وفي رواية (فقضمته
وطيبته ثم دفعته إلى الرسول فاستن،فما رأيت رسول الله استن استناناً قط
أحسن منه) الفتح جـ1

- إن من السنن النبوية التي أغفلها بعض المعددين
من الأزواج هو الطواف بنسائه حتى ينتهي عند من حان دورها في المبيت،وهذا
لا شك خير من تركها أياماً وذلك بحسب عدد نسائه إلى أن يحين دورها،فهدييطرد
عن نسائه الوحشة بعده،وخوف التغير والتقلب،كما أن ذلك يعينه في تفقد
حوائجهن وقضائها أولاً بأول.

- إنَّ المحب الصادق يُعرف بارتياحه لبقائه بقرب محبوبه واستئناسه بذلك، واستطالته لزمن الفراق والبعد ولو قصر!!

-لا
ينبغي أن يفوتنا التأمل في تحريه الشديد للعدل بين نسائه في القسم
والمبيت على الرغم من شدة مرضه وثقل بدنه وضعف حركته،فصلوات ربي وسلامه
عليه فأين هذا المنهج النبوي ممن كان الحب لزوجه سهل التقلب،سريع العطب،فما
أن يتزوج بأخرى،حتى يميل لها بالكلية،ويهجر الأولى، فلا يزورها نهاراً ولا
يبيت عندها ليلاً،كوى قلبها بجمرات الظلم، ووأد أحاسيسها بمعول
التجاهل،ودفن شبابها في غياهب الجحود،فكان حريّ به أن يبعثه الحكم العدل
سبحانه وتعالى وقد أمات أحد شقيه،فغابت عنه القدرة وفقد معه الإحساس.

-
إن التقارب الجسدي والنفسي بين الزوجين يجعل قنوات التواصل بينهما في
أوجها، فهاهي عائشة رضي الله عنها قرأت عيني الرسولالمصوبة نحو سواك أخيها
فلم تخطئ الرسالة ولم تسئ الفهم.

- ولم يكن هذا حال رسول الله مع
أزواجه فحسب بل كان شديد القرب من صحابته يجالسهم ويخالطهم،قد يُعَلِّم
أحدهم علماً وكفه بين كفيه الشريفين متودداً،ويضرب بيده على صدر من أصاب
الإجابة مهنئاً،وقد يلصق بدنه الشريف بظهر صحابي مداعباً،ويرتحل بغلته
بصحبة صبياً متواضعاً، ويحمل صغيراً بين كتفيه ملاعباً..

1- إشارة إلى حديث ابن مسعود (علمني رسول الله التشهد كما يعلمني السور من القرآن وكفي بين كفيه) البخاري

2- (إشارة إلى سؤاله أبي بن كعب عن أعظم آية في كتاب الله؟فقال أبي)آية الكرسي)فقال:ليهنك العلم أبا المنذر)رواه مسلم.

3- عن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان أسمه زاهراً..

كان رسول الله يحبه وكان رجلاً دميماً،فأتاه النبي وهو يبيع متاعه،فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال:من هذا؟

أرسلني
فالتفت فعرف النبي  فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي  حين
عرفه،فجعل النبي يقول من يشتري هذا العبد؟فقال:إذاً والله تجدني يا رسول
الله كاسداً،فقال النبي :ولكن عند الله ليس بكاسد..

4- كما في حديث ابن عباس(يا غلام إني أعلمك كلمات.....).

5-
روى الطبراني عن جابر قال:دخلت على النبيوهو يمشي على أربعة(أي على يديه
ورجليه)وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول)نعم الجمل حملكما،ونعم العدلان
أنتما).

ب- المداعبة والملاطفة والمؤانسة.

(كانت عائشة رضي
الله عنها إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه موضع فمها وشرب،وكان إذا تعرقت
عرقاً،وهو العظم الذي عليه اللحم،أخذه فوضع فمه موضع فمها وكان يتكئ في
حجرها)البخاري.

(ومما جاء عن عائشة رضي الله عنها كان النبي يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه) البخاري ومسلم.

(قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يتكئ في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن) البخاري ومسلم.

-
الشرب والأكل من موضع فمها،التقبيل،المعانقة،الإتكاء في حجر الآخر،القرب
والملامسة....لم تفش عائشة رضي الله عنها سراً لخصوصيات الرسول حينما باحت
ببعض جوانب علاقتها الحميمة به ،إنما هو نشر الوحي،وتبليغ الرسالة وأداء
الأمانة وتنويهاً بأهمية تلك التفاصيل الدقيقة في إحكـام

أهم العلاقات البشرية وأدقها..

إن السلوكيات السابقة يصلح تسميتها بـ (مقويِّات الحب) لأنها تعني العشرة التالية:

1- إني لا زلت أحتاجك.

2- قلبي لا زال ينبض بحبك.

3- بدني يشتاق دوماً لقربك.

4- إني أجد فيك ما يشدني إليك ويجذبني نحوك فأنت لا تزال مثيراً بالنسبة لي.

5- هب لي من فيض حنانك وعطفك.

6- إني وحيدك المدلل.

7- إني قانع بك.

8- إني راض عنك.

9- لم يتطرق الملل الزوجي لعلاقتنا بعد مازلت استمتع بجوارك.

وأخيراً..

10- أنت نصفي الحلو.

- إنَّ إعراض أحد الزوجين عن (مقويِّات الحب)السابقة قد يُعزى لأحد الأسباب:

1- ما جبل عليه من صلف وغلِظه.

2- شيء من الكراهية أو النفور الذي يشعر به أحدهما تجاه الآخر.

3- أو لأنه عاش في محضن أسري يخلو من ممارسة السلوكيات السابقة (انتفاء القدرة).

4- مفاهيم تربوية خاطئة تتعلق بالممارسات السابقة،إذ لا يسمع للمعارضين إلا قاموساً من"العيب"و"قلة الحياء" ونحوه.

5-
طبيعة الحياة القاسية التي يعيشها أحد الزوجين،إما جرياً وراء كسب أو
سعياً لقضاء دين...الخ مع عجزه عن التحرر من دائرة المشكلة والتخلص من
دخانها.

- إن (مقويات الحب)مسؤولية مشتركة مبنية على مبدأ

(الأخذ والعطاء)وإلا فإن إهمال(مقويات الحب)قد يكون

تقصيراً
مشتركاً يقع فيه الزوجان معاً أو قد يمارسه أحدهما كالزوجة مثلاً دون
مبادلة بالمثل من قبل الزوج،فيبعثها الملل أو الشعور بالفشل في كسب الآخر
إلى ترك ذلك بالكلية أو قد يكون السبب لجفاف قلبها وتصحر مشاعرها أنها لم
تجد ما يغذيه ويسقيه (نساؤكم حرث لكم).البقرة(223)

- إذا
كانت(مقويِّات الحب)تعني المعاني العشرة الجميلة السابقة فإن إهمالها حتماً
يأتي بأضرارها، فتركها يعني الاستغناء عن الزوج،وضعف حبه،قلة الشوق،عدم
الانجذاب، افتقاد العلاقة للحب و الحنان أو الدلال،عدم اقتناع أحدهما
بالآخر أو عدم الرضا به،الملل الزوجي وأخيراً لا مناصفة بيننا في شيء ولا
يكمل أحدنا الآخر.

وقد يبدو ذلك كله هيناً ولكن حينما تدفع تلك الحاجات النفسية الأزواج إلى البحث عنها خارجاً، ومن ثم الوقوع في

مزالق الخيانات الزوجية والتي تبدأ غالباً بشرارة (الحاجة

للإشباع العاطفي)ثم ينتهي بحريق يلتهم ولا يذر.

جـ - إشراكها في أسباب السعادة

مثل:(اصطحابها للولائم والسفر)

(عن
أنس أنه جاء لرسول الله فارسياً كان طيب المرق،فصنع لرسول الله،ثم جاء
يدعوه،فقال):وهذ؟)لعائشة فقال:(لا،فقال:رسل الله (لا) يعني رفض الذهاب
لوحده،فعاد يدعوه فقال:رسول الله (وهذه؟)قال:نعم في الثالثة فنطلقا
يتدافعان حتى أتيا منزله)رواه مسلم(237).

(قالت عائشة رضي الله عنها:كان رسول الله إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول اللهمعه) البخاري ومسلم.

(عن
عائشة رضي الله عنه قالت:كان رسول الله إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت
القرعة على عائشة و حفصة فخرجتا معه جميعاً،وكان رسول الله إذا كان بالليل
سار مع عائشة يتحدث معها،فقالت حفصة لعائشة:ألا تركبين الليلة بعيري،وأركب
بعيرك فتنظرين وأنظر قالت:بلى،فركبت عائشة على بعير حفصة وركبت حفصة على
بعير عائشة فجاء رسول الله إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلّم ثم سار معها حتى
نزلوا فافتقدته عائشة فغارت فلما نزلوا جعلت رجلها بين الإذخر وتقول يا رب
سلط علي عقرباً أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً).صحيح
البخاري/كتاب النكاح /مسلم جـ15 ص21.

إنَّ نسيج الحب بين الزوجين إذا
كان محكماً متقناً لا تمزقه أنانية أو نرجسية من أحدهما،اكتسيا بحلة
السعادة وتزينا بلباس الرضا والانسجام (هن لباسٌ لكم وأنتم لباس
لهن).البقرة آيه(187)

إذ أن ما يزيد الثقوب كثرة واتساعاً في الحياة المشتركة بين الزوجين أمران أولهما:قدرة أحدهما على الاستمتاع بمفرده.

ثانيهما:ظنه بأن الآخر منغصاً لهذه المتعة.

وإن كان لا أعيب على من يسرد أدلته ويسوق براهينه

لإلصاق تهمة التنغيص في شريكه،ومدافعاً عن حقه في التمتع

لوحده.

إلا
أن تهمة الأنانية تضل تلاحق نفراً من الأزواج،رزقوا بشركاء جمعوا محاسن
الخلق وعلى رأسها الصبر على نقصه،والتودد له،والاستماتة لكسب رضاه،في حين
نجده لا ينطبق على وصفه إلا كما قال الشاعر:

يا فاعل الخير مع من لا يُقدِّر كواقد الشمعِ في دارٍ لعميان

فالزواج
الناجح ليس تتويجاً لقصة حب ناضجة بقدر ما هو بداية لفصول متتالية من
رواية واقعية اتصف أبطالها بالتجديد في الحب والعطاء واتسمت أحداثها بتقاسم
السعادة وتقبل التضحيات والعقلانية في رسم المواقف.

تتتابع فصولها في هدوء وإنسيابية،يتنـزه الداخل في أروقتها بإعجاب،لا يسمع وهو يتنقل بين أحداثها إلا رفيف حمامة السلام.

حياتهما ثرية بالخبرات زاخرة بالتجارب،ومع تساقط أوراق

عمر أبطالها،إلا أن أعشاش الحب لم تبرح مكانها،يزدادان معاً

تلاحماً
وانسجاماً،لا يعكر عليهما صفو حياتهما إلا مجرد التفكير في الفراق
القهري،تختم الرواية بمشهد مهيب لخاتمة حسنة لزوج وديع،أما الزوجة الولهى
تتوشح بالصبر الجميل، تعانق ذكرى الحبيب الراحل،تنثر في الأجواء طيب سيرته
وتخلد للأحفاد حميد عشرته،تعلل النفس بدنو الرحيل وقرب اللقاء.

4- الابتسامة عند لقيا المحبوب.

عن جرير بن عبد الله البجليقال:(ما حجبني النبي منذ أسلمت ولا رآني إلا ابتسم في وجهي)أخرجه البخاري ومسلم2475.

-
مما يجعلنا نزداد معه إعجاباً وإكباراً بشخصية رسول الهدى محمد هو قدرته
الفذة على إطلاق ابتسامة من نوع خاص،على الرغم من عظيم شواغله وكثرة
أعبائه،إذ علََََّمنا البشر أن الابتسامة تخطيء طريقها إلى محيا من كان
يحمل عبئاً.

ويا أسفا ألا أطيق ابتسامةً

إذا حظيت للهم حولي غياهب

أما ابتسامته الشريفة-كما جاء في وصفها مشرقة(تبرق معها أسارير وجهه)*أي تلمع معها كل أطراف وجهه الشريف..

صادقة لا يراد بها عرض من الدنيا قريب..

وادعة لا تأتيه تكلفاً ومصانعة..

ثم هي عامة كالغيث الذي يعم بنفعه الجميع..

وبعد فهي حاضره في كل وقت..

- إن الابتسامة الحلوة العذبة تنم معاني إنسانية وقيم بشرية كثيرة كالشجاعة في مواجهة أحداث الحياة.

وكالقدرة على كظم الغيظ وإخفاء السر وتحمل الألم.

والرغبة الصادقة في الاستمتاع بجماليات الحياة والتناغم

والانسجام مع تناقضاتها وقبول أحداث الحياة وأشخاصها.

والحكمة والكياسة في التعامل مع رواد الشغب ومثيري الأكدار.

والرضا بقدر الله عز وجل والاستسلام لقضائه.

وفوق هذا كله فالابتسامة الوضيئة تشف عن حب صادق عميق وسع الناس و أرواهم.

وهي أنجح وأسهل وسيلة لتسويق الحب.

5- نصح المحبوب وتوجيهه وتأديبه.

روى
معاذ أن النبي أخذ بيده وقال:(يا معاذ والله إني لأحبك،والله إني
لأحبك،فقال:أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول:اللهم أعني على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك)صحيح البخاري رقم7969.

ما أسعد الواحد منا بنصيحة
إذا ما رافقها لمسة حنان بيده،وهمسة رقيقة تبوح بحبه وتكريم لطيف يهتف
باسمه،إنها مقومات بين يدي النصيحة تجد لها في القلب قبولاً وانشراحاً وفي
الجوارح طاعةً وانصياعاً.

ثم تأمل معي-أخي القارئ-في نصيحة خير
الناصحين فقد سماها.تأكيداً لأهميتها.وصاية،م قرنها بدعوة معاذ للثبات
والمداومة عليها أدبار كل الصلوات إذ ليست الغنيمة بفعل الطاعة فحسب وإنما
بالثبات عليها.

- ما أبعد المسافة بين هدية في النصيحة، وبين حال مَنْ

يزعم أنه ناصح فلا يُشم إلا نتن تهكمه و فوقيته على المنصوح

الذي يزداد منه ومن نصحه بعداً ونفوراً.