Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          كان من هديه صلى الله عليه وسلم في العطاس أنه إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض به صوته)زاد المعاد

يشهد المنصفون أن كل معاني الرحمة تتجلى في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتمثلها بسلوكه ودعوته (د.سليمان العودة)

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
وعد الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بإرضائه في أمته

الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع

وقوله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعدُ:

فإنَّ المتأملَ في سيرة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، يجدُ فيها من العِبَر ومن العِظاتِ والذكرى ما تَطمئن به القلوب، وتتجه إلى علاَّم الغيوب، وقد حفل القرآن الكريم بتسجيلِ عددٍ من جوانب سيرة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وجاءت الإشارات المتعددة، والتصريح المتكرِّر بهذه المواقف التي تبيِّن مدى عظمة نبينا محمدٍ عليه الصلاة والسلام عند ربه جلَّ وعلا، وأنَّ الله تعالى خصَّه بخصائص لم تكنْ لأحدٍ من الأنبياء من قبلِه، ولا تكون لأحدٍ من الخلائق، فهو أفضل الخلق أجمعين، ومكانته بالموضع الذي لا يَخفى، حتى إنَّه عليه الصلاة والسلام لما كان في ليلة المعراج، وصعدَ مع سيِّد الملائكةِ ومقدمِهم جبرائيل عليه السلام سماءً سماءً، وكلُّ أهلِ سماءٍ يُرحِّبون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعظِّمون شأنه، حتى إذا تجاوز جبرائيل ومعه النبيُّ صلى الله عليه وسلم السموات السبع، وبلغ إلى موضعٍ يسمعُ فيه صريف الأقلام، وما يأمرُ الله به ملائكتَه، إذا بجبرائيل عليه السلام أدبًا مع ربه جل وعلا، ثمَّ مع النبي الكريم - لا يجاوز موضعًا جاوزه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ومما جاء في القرآن الكريم من إظهار حفاوةِ الله جل وعلا وإجلالِه وتوقيرِه للنبي صلى الله عليه وسلم - ما جاء في سورة الضحى؛ حيث يقول ربنا جل وعلا: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 1 - 5].

قد ذكر العلماء رحمهم الله أنَّ سببَ نزولِ هذه السورة ما كان من زعم المشركين، حينما ترصَّدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعلموا انقطاعَ الوحي وتلبُّثَه يومين أو ثلاثة، فقالوا: إنَّ محمدًا قد هجره ربه، قد قلاه ربه وأبغضه: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ﴾ [الضحى: 3]: ما تركك وما هجرك، ﴿ وَمَا قَلَى ﴾ [الضحى: 3]: ولم يبغضك، فكيف يكون ذلك وأنت المقدَّم من الخلائق عنده جل وعلا؟!

﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]: كل ما ستستقبله من أمورك في هذه الدنيا، خيرٌ مما مضى، والدار الآخرة أعظمُ وأجل.

﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]: فأعطى الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم من العطايا الجزيلة والمنحِ العظيمة ما لم يُعطهِ أحدًا من الخلائق، فجمع عليه سبحانه، جمع على النبي صلى الله عليه وسلم غنًى في قلبه يُغنيه عن كنوز الدنيا، ولذلك لما خُيِّر أنْ تسير معه الجبال ذهبًا، فإذا به عليه الصلاة والسلام يتواضع، كما يدل عليه الحديث الآخر أنَّه عليه الصلاة والسلام خُيِّر أنْ يكون مَلِكًا رسولًا أو عبدًا رسولًا، فإذا به يتواضع عليه الصلاة والسلام ويقول: (بل نبيًّا رسولًا أعيشُ كما يعيشُ العبد، وآكلُ كما يأكلُ العبد).

اختار أن يكون عبدًا لله جل وعلا والعبودية هذه أعظمُ المنازل وأجلُّها: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [الإسراء: 1]، ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ﴾ [الجن: 19]، فهذه المنزلة - منزلة العبودية - هي أعلى المنازل وأعظمُها!

﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]: وأرى اللهُ جل وعلا نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم ما تَقرُّ به عينُه من الهداية للناس، ودخولهم في هذا الدين أفواجًا: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾ [النصر: 1، 2]، وهو القائل سبحانه مطمئنًا هذا النبي الكريم وكل مَن سار على دربه في الدعوة إلى الله جل وعلا: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].

وهو القائل سبحانه: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].

فاطمأنت هذه النفس النبوية، تلك التي كانت تهفو إلى نجاة الخلائق، وإلى دخولهم في دين الله أفواجًا، فبذل عليه الصلاة والسلام من المساعي العظيمة، وواصل الليل بالنهار واليوم بعد الآخر، يومًا بعد الآخر؛ حرصًا على هذه الأمة أن تدخلَ في دين الله، وأن تنجو من عذاب الله، وأن يكون مآلها إلى جنات النعيم، حتى إنه سبحانه وتعالى سلَّى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم عما يجده في نفسه من الحسرة على الذين لا يدخلون في دين الله، فقال سبحانه: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6].

لعلك بسبب أسفك وتحسُّرك أن تُهلك نفسك حسرةً على ألا يدخلوا في دين الله، فلا تفعل يا رسولنا، فلن يؤمن أحد إلا بقضاء الله وقدره، إنْ عليك إلا البلاغ وعلينا الحساب، فعليك البلاغ وعلينا الحساب.

ولم يَزَل نبينا صلى الله عليه وسلم يتقرب إلى ربه جل وعلا في شأن نجاة هذه الأمة، ويدعو ربه سبحانه في أن يَهديهم وأن يُجنبهم الفتن، وأن يُجنبهم الشر فيما بينهم، ومما يدل على هذا المعنى ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36]، وقول عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118].

فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: (اللهم أُمتي، أمتي))، وبكى، فقال الله عز وجل: (يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسَلْه: ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم - فقال الله جل وعلا: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سنُرضيك في أُمتك ولا نَسوؤك)، قال العلماء: وهذا تفسير لقول الله جل وعلا: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].

وعطاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس عطاء الدنيا، فما كان هذا حرصه، وهو القائل: (لو كان لي مثل أُحدٍ ذهبًا، ما يسرني ألا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدَيْنٍ)، ينفقه في سبيل الله وفي حاجات الناس.

إنما كانت هِمة النبي صلى الله عليه وسلم وهمُّه في نجاة هذه الأمة - أن يُعطيه الله تعالى من أُمته في النجاة ما يكونون فيه في الآخرة في جنات النعيم.

وهذا الحديث فيه أيضًا بيانُ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، وأنه كان لديه هذا الهم متواصلًا في الدنيا، ولسوف يكون هذا الهم أيضًا في الآخرة حينما تقف الخلائق في موقفها العظيم، وتذهب إلى الأنبياء والرسل نبيًّا بعد آخر، كلٌّ يقول: (نفسي، نفسي، لا أسألك اللهم اليوم إلا عن نفسي)، حتى إنَّ عيسى عليه السلام ليقول: (يا ربِّ نفسي، نفسي، لا أسألك عن مريم)، لكن هذا النبي الكريم حينما يستشفع به الخلائق عند الله جل وعلا لفصل القضاء، يقول: (أنا لها، أنا لها)، فيقوم ويشفع للخلائق جميعًا؛ لفصل القضاء فيما بينهم، ثم يكون له المقام المحمود والشفاعة العظمى، وما بعدها من شفاعات في دخول أُمته الجنة وإنجاء فئام منهم من النار بفضل الله، وأيضًا ما يكون من إخراجه لفئامٍ من أُمته، ممن قال: لا إله إلا الله من النار.

وهذا الحديث أيضًا وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه جل وعلا: (يا رب أُمتي، أُمتي) - فيه أيضًا ما يُبيِّن مكانة هذا النبي الكريم عند الله جل وعلا، فإن الله بشَّره وأخبره: (إنا سنرضيك في أُمتك ولا نَسوؤك).

وتأمَّل هذا التوافق بين الآية الكريمة: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]، وهذا الحديث: (إنا سنرضيك في أُمتك ولا نَسوؤك)، وكلاهما يدل على هذه المنقبة العظيمة والمنزلة الكريمة للنبي عليه الصلاة والسلام.

ولذا قال العلماء: إن هذا الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (يا رب أُمتي، أمتي)، وقال الله له: (سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)، قال العلماء: إنه أرجى حديث وأرجى بشارة لهذه الأمة، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يتحقق رضاه بأن تدخل أُمته الجنة وتنجو من النار، ولذلك فإنه يكون من ظهور هذا الفضل وتحقيق إرضاء هذا النبي الكريم يوم القيامة - أن الله تعالى يخرج من النار مَن كان في قلبه أدنى مثقال ذرةٍ من إيمان، فلا يزال يخرج من النار من الأعداد العظيمة ما الله به عليم.

ومن قبلُ كان أهل الجنة الذين يدخلونها مائة صف، فبكرامة هذا النبي وكرامة أمته، فإن الداخلين من هذه المائة ثمانون صفًّا، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، ونسأله سبحانه أن نكون في أول هذه الصفوف ووالدينا وأهلينا، وذريَّاتنا وإخواننا المسلمين.

أقول ما سمِعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعدُ:

﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]: إن الله جل وعلا يعلم أن هِمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هي الآخرة، وإرضاء الله جل وعلا لهذا النبي الكريم، إنما هو بالأصالة في شأن الآخرة وأما الدنيا فهي تَبَعٌ.

ومن هنا فإن المسلم ينبغي أن يكون همُّه وعينه بالدرجة الأولى نحو الآخرة، كيف يكون نجاؤه فيها؟ كيف يكون راضيًا في الآخرة؟ لأن معظم الناس إنما سعيهم أن يرضوا ويطمئنوا بالدنيا وفي الدنيا، وأما الآخرة فإنها تأتي في درجة ثانية بالنسبة لكثير من المسلمين، وربما لا تكون في الحسبان أصلاً بالنسبة لعامة الناس ممن لم يدخل في دين الإسلام.

المسلم لا شك أن إيمانه بالآخرة يفرض عليه العمل لها، لكن واقعنا نحن أهل الإسلام يُبيِّن أن همَّنا للدنيا أكثر من همِّنا للآخرة، وهذا خطأٌ فادح؛ لأن من جعل همه الآخرة، جاءته الدنيا تبعًا لها، وساق الله له من الدنيا ونِعمها ما لا يخطر له على بال، بخلاف من جعل الدنيا همَّه، فإنه يتعب ويكدح، ويفوِّت كثيرًا من فرص الآخرة، ولا يأتيه من الدنيا إلا ما قسم له، كما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت الآخرة همَّه، جمع الله عليه قلبَه، وأتتْه الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه، لم يأته منها إلا ما قُدِّرَ له)، أو كما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

والمعنى في ذلك أن المؤمن ينبغي أن يكون همُّه الأكبر شأنَ الآخرة، ولا يضيع شأن الدنيا، وخاصة فيما أُوكِل إليه من مسؤوليات، ولكن ينبغي أن يكون الهم الأكبر كيف ينجو في الآخرة؟ كيف يَرضى في الآخرة؟ كيف يخرج من الدنيا بلا تبعات يسأله فيها الخلائق، ويسأله فيها الخالق جل وعلا؟!

ولذلك فإنَّ مما يدل على هذا المعنى ما كان من الموعظة التي قالها قوم قارون لقارون، لما رأوا بغيَه وتكبُّرَه، قالوا له: وأقرَّ القرآن مقولتهم: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77].

الهم الأول والأكبر إنما هو للآخرة، كيف ترضى فيها؟ كيف تنجو؟

﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]؛ لأن الاعتناء بالدنيا الاعتناء المعقول الذي قرَّره الشرع، مما يؤدي بك إلى الرضا في الآخرة، وهو قنطرة للآخرة، لا أن يكون الإنسان مفرطًا في الحقوق والواجبات، ولذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على مَن ضيَّع وقال: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع من يقوت).

والمقصود أيها الإخوة الكرام أنَّ هذه الدلالة الكريمة في قول الله جل وعلا: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]، مع ما فيها من التكريم للنبي صلى الله عليه وسلم وعِظم شأنه عند الله جل وعلا - تُبيِّن أن الرضا الحقيقي إنما هو مَن رَضِي في الآخرة ونجا فيها وعمِل لذلك، فإنه ينال من الفضل والسعادة ما نسأل الله تعالى أن يشملنا به جميعًا.

ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله نبينا محمدٍ، فقد أمرنا الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين، وعن عموم صحابة نبيك والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهدِهم لما فيه خير العباد والبلاد.

اللهم انفع بهم العباد والبلاد، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعِد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم جنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم مَن أراد بهذه البلاد فتنة، فاكفنا شرَّه، واجعل كيده في نحره يا رب العالمين.

اللهم احقن دماء إخواننا المسلمين في سوريا.

اللهم ارفع ما نزَل بهم من الضرِّ والبلاء يا حي يا قيُّوم.

اللهم اغفِر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا.

ربنا هَبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرَّةَ أعينٍ، واجعلنا للمتقين إمامًا.

اللهم بمنِّك وفضلك لا تدَع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا هَمًّا إلا فرَّجته، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم أغِثْ عبادك وبهائمك وبلدك الميِّت، اللهم أغِثْ قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالخيرات والأمطار برحمتك يا أرحم الراحمين.

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/107028/#ixzz4ISzlMVaR