الرحمة المهداة
وفيه خمسة فصول
الفصل الأول &n
الفصل الثاني : آداب الغزووتغييرمفهو
الفصل الثالث
الفصل الرابع : رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأسارى
الفصل الخامس: نظرة على غزواته (صلى الله عليه وسلم)
الفصل الأول
حقيقة الجهاد
إذا كان هذا هو المقصود من الجهاد، فلا محالة أن يكون له حدود وآداب لابد من رعايتها، نعم،صحيح! إن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكتف بتقرير النية في الجهاد وإخلاصها لله ،ثم أرسل زمام المجاهدين وأباح لهم أن يفعلوا ما يشاءون بجامع أنهم لايريدون بذلك إلاوجه الله. لا،كلا!بل قد حدد للقتال حدوداً ولأهل الحرب حقوقا.أراك تتساءل متعجبا:للحرب حدود ،ولأهلها حقوق ؟نعم، هي كذلك ! وحق لك أن تتعجب, ولماذا لاتتعجب وقد سمعت بهذا أول مرة في تاريخ البشر؟
أراك توشك أن تقول ،إذا كان أمر الحرب هذا فعلى الحرب وأهلها السلام. نعم،لأنك لا تعرف إلا حروبا دامية طاحنة ،تشعل فيها النيران وتخرب البلدان ويحرق الحيوان ،وتقطع الأبدان، وتستهدف فيها الأبرياء وتجري أنهار الدماء، تقذف فيها الصواريخ والقاذفات قنابل مدمرة تجعل العامر في ثوانٍ خراباً.
ا إن رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأسارى مما يعتز به التاريخ الإسلامي.
قد أعد الشيخ القاضي سليمان سلمان المنصور فوري الهندي المشهور بكتابه رحمة للعالمين جدولاً للغزوات والسرايا التي وقعت من سنة اثنتين من الهجرة إلي سنة تسع من الهجرة. عرض فيه عدد الفريقين مع أسماء القائدين وخسائرالفريقين من القتلى والجرحى والأسرى، والنتيجة, وذكر السبب الذي من أجله بعثت السريةأو نشبت الحرب,وجملةهذه الغزوات والسرايا اثنتان وثمانون, وبعد أن درس هذه الغزوات والسرايا دراسة حسنة يقول :
إن جميع الأنبياء والمرسلين كانوا رحمة لأممهم وأقوامهم، لا نفرق بين أحد من رسله، ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم لما كان مبعوثاً إلى الناس أجمعين, عمت رسالته الأمم كلها ووسعت رحمته الشعوب جميعها، ولم يدّع أحد من الأنبياء أنه أرسل إلى الناس جميعا. وبالعكس من ذلك يخبرنا القرآن والحديث والتاريخ أن كل أحد منهم كان مبعوثاً إلى قومه خاصة.