الرحمة في حياة الرسول
إذا بحثنا عن محمد إجمالياً نجده يتصف بالرحمة الخالصة[1]
كان محمد شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الأخرى[1]
في عهد الملك "لويس الرابع عشر" (1638 – 1715م) أجريت مذابح رهيبة ضد البروتستانت، فسيق الكثيرون إلى الإعدام.. ومن نجا من القتل خيرهم الملك بين الارتداد عن البروتستانتية إلى الكاثوليكية وبين الهجرة من فرنسا، فهاجر نصف عدد البروتستانت – أي نحو نصف مليون – ذهبوا إلى هولندا وإنجلترا وبروسيا وأمريكا[2]..
هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!
كان محمد في الدرجة العليا من شرف النفس[1]
في يوم 21 ديسمبر 1988م انفجرت طائرة ركاب وهي تحلق فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية وأسفر هذا الحادث عن مقتل 259 شخص كانوا على متن الطائرة، منهم 189 أمريكي، وقد تم توجيه الاتهام إلى الحكومة الليبية بأنها وراء هذا الحادث، فتم فرض عقوبات اقتصادية على ليبيا بدأ في عام 1992م، مما سبب أكبر معاناة للشعب الليبي بأكمله، كما خسر الاقتصاد الليبي قرابة 24 مليار دولار حتى عام 1998م عندما بدأت الحكومة الليبية تفكر جديًا في الخروج من هذه الأزمة[2].
مما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما جاء رحمة للبشرية، وإنقاذًا لها من براثن الغواية والضلال، وإخراجًا لها من الظلمات إلى النور، وحتى يصل بالبشر جميعًا إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة، وقد صرَّح صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر حين قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"[1].
ومن المعلوم أن العالَمَ عامةً والعرب خاصة في زمن نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبل بعثته قد ذاق من ويلاتِ الحروب الكثير والكثير، وكانت القبائل العربية تتقاتل فيما بينها لأتفه الأسباب، بل من دون أسباب أصلاً على حَدِّ قول شاعرهم:
"إن سمعت عن إحدى مدنك، التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولاً، فضربًا تضرب كل سكان المدينة بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة، وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاً إلى الأبد لا تبني بعد، لكي يرجع الرب عن حموّ غضبه ويعطيك رحمة[1]"
هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!
إن من يراجع آيات القرآن الكريم يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن الأصل في التعامل مع غير المسلمين هو تقديم السلام على الحرب، واختيار التفاهم لا التصارع، ويكفي أن كلمة السلم بمشتقاتها قد جاءت في القرآن الكريم مائة وأربعين مرة، بينما جاءت كلمة الحرب بمشتقاتها ست مرات فقط!! (انظر شكل 2).
بدأ الاستعمار البريطاني لدولة ماليزيا في منتصف القرن السابع عشر وبالتحديد في عام 1665م،
واستمر الاحتلال البريطاني جاسم على ماليزيـا لمدة تقترب من ثلاثة قرون حتى حصلت على استقلالها في عام 1957م، فما الذي يدعو دولة عظمى في ذلك الوقت على الإقدام على غزو دولة صغيرة -330.343 ألف كم2- وتقع في قلب جنوب شرق آسيا وعلى بعد آلاف الأميال، ولا تشكل بل لا تستطيع أن تشكل أي تهديد لدولة مثل بريطانيا العظمى التي لم تكن تغرب عنها الشمس[1]؟!
هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!
جاء في رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "المقوقس"- عظيم القبط بمصر- سنة 7هـ، 628م :
"إن لك دينًا- [أي النصرانية]- لن تدعه إلا لما هو خير منه، وهو الإسلام، الكافي به الله ما سواه وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا لك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكننا نأمرك به[1].
لعل الكثير مِمَّنْ يقرأ عنوان هذا الفصل يتعجّب قائلاً: وهل في الحرب رحمة؟!
كان محمد دائمًا يعمل على حقن الدماء[1]
كان محمد حليمًا رقيق القلب عظيم الإنسانية[1]
وحتى الحماة افتضح كونهم مسيئين!!
في عام 2002م، علم المجتمع الدولي باستغلال الشابات في مخيمات اللاجئين في غرب أفريقيا، وما كان صادماً حقاً هو أن ذلك الاستغلال كان يجري على أيدي موظفي الأمم المتحدة وموظفي الإغاثة، وأفراد حفظ السلام الدوليين -وهم نفس الأفراد المكلفين بحماية اللاجئين- وقد اكتشف المحققون أن الموظفين كانوا يقايضون الإمدادات والخدمات الإنسانية -من قبيل القمح والأدوية وحصص الإعانات ودورات التعليم- في مقابل ممارسة الجنس مع فتيات المخيمات[2].
هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!