كان أخفّ الناس صلاة على الناس. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صلى أحدُكم للناس فليخفف، فإنّ فيهمُ الضعيفَ والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليُطوِّل ما شاء ". متفق عليه. وفي رواية: " وذا الحاجة ".
ولربما دخل في الصلاة وهو ينوي الإطالة، فيسمع بكاء صبيٍّ، فيخفف من صلاته رحمة بأمّه. عن أبي قَتَادة ( الحارث بن ربعي ) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّي لأقوم إلى الصلاة، وأريد أن أُطوّل فيها، فأسمع بكاء الصبيّ، فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمّه ". رواه البخاري.
وكان أطول الناس صلاة لنفسه، وإذا حَزَبه أمرٌ فَزِع إلى الصلاة.
عن أمّ المؤمنين الصِدِّيقة بنت الصِدِّيق عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه. فقلتُ له: لِمَ تصنعُ هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! قال: " أفلا أحبُّ أن أكونَ عبدا شكورا ". متفق عليه. كيف لا، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: " وجُعِلَت قُرّة عيني في الصلاة ".
أرجو أن ننتبه لقوله صلى الله عليه وسلم: " وجعلت قرّة عيني في الصلاة "، فقرّة عينه صلى الله عليه وسلم وهو داخل في الصلاة، وذلك أثناء صلته بالله مولاه سبحانه وتعالى. أي: قرّة عينه بصلته بربّه وعبادته له، داخل الصلاة، لا بالصلاة نفسها.