(صلى الله عليه وسلم)

أنت ترحم نفسك ،ترحم أهلك وولدك، ترحم أباك وأمك ، ترحم إخوتك وأخواتك، وقد تكون رحيما لأصحابك، وربما ترحم عشيرتك وقبيلتك ، ورأيتك ترحم جيرانك ، نعم وقد تسع رحمتك شعبك وبلدك،وأنت الذي رأيتك إذاشتمـك أحد منهم ، أولطم خدك أو ضرب وجهك أوأهاج غيرتك أو استثار حفيظتك، أو نال منك نيلاً، أو أساء إليك سوءً ، فإذا بك تعود ليثاً عادياً وكلباًضارياً،وإذا بالتؤدد ذهب أدراج الرياح ، وإذا بصاحبه أمسى كسقط المتاع ، وإذابالعداء قد انبرى والشر قد استشرىå؛ ولكن الذى بعثه الله رحمة للعالمين رحمة للخلق أجمعين لم يكن كذلك ، إنه كان رحيمابأعدى عدوه وألد خصمه،رحيمابمن نسبوه إلى الجنون وهو أعقل الناس ، رحيما بمن رموه بالسحر والكهانة وهو أطهر الناس ، وأبعدهم من السحر وأمثاله والكهانة وأشباهها ، رحيما بمن كذبوه وهم الذين قد لقبوه بالصادق الأمين ، رحيما بمن ألقى عليه سلى جزور وهو ساجد لله ، رحيما بمن أدموه وهو داعيهم إلى الله ، رحيما بمن قاطعوه وأضربوا عنه وحاصروه ومن معه فى الشعب ، وأطفالهم يتضاغون من الجوع ، رحيما بمن سحره ليقضى عليه القضاء التام، رحيما بمن دسّ له سمّاً فى الطعام،رحيما بمن كسر رباعيته و شج رأسه ، رحيما بمن لم يتركوا طريقا إلاساروا فيه للبطش به ، رحيما بمن دبّروا له المكايد ونصبوا له الحبائل ، وتربصوا به الدوائر وأثاروا عليه القبائل , وحالوا قتله أو اغتياله. هذا هو محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين، رحمة للعالمين ، عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات . فإليك بعض الروائع من ذلك:

1 – ها هويتوجه إلى الطائف وقد اشتد أذى قريش لرسول الله  (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ، وانصرافهم عن الإسلام وزهدهم فيه  ، فإذابه يخرج إلى الطائف ، يلتمس النصرة من ثقيف ، وليدخلوا فى الإسلام .وكان له أمل فى أهل الطائف.ولاغرابة فى ذلك فإنه رضع فى بنى سعد وهم بمقربة من الطائف وفيهم مراضعه وحواضنه. فلما قدم رسول الله الطائف ،عمد إلى نفر منهم سادة ثقيف وأشرافهم فجلس إليهم ،ودعاهم إلى الله ،فكان ردهم شر رد،واستهزؤوا به صلى الله عليه وسلم وأغروابه سفهاءهم وعبيدهم،يسبونه ويصيحون به،ويرجمونه بالحجارةفعمدالي ظل نخلة ، وهو مكروب، فجلس فيه ،وكان ما لقي في الطائف أشد ما لقيه من المشركين، وقعد له أهل الطا ئف صفين على طريقه،فلما مر جعلوا لا يرفع رجليه إلا رموها بالحجارة ،حتى أدموه ،وهما تسيلان الدماء، وفاض قلبه ولسانه بدعاء شكا فيه إلى الله ضعف قوته ،وقلة حيلته وهوانه علي الناس ،واستعاذ بالله تعالى وبنصره وتأييده،فقال:

" اللهم إليك أشكو ضعف قوتى ، وقلة حيلة ، وهوانى على الناس ، يا أرحم الراحمين ! أنت رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من تكلني ؟ ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي  ،غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنوروجهك الذي أشرقت له الظلمات  ،وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل عليّ سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله "[1].

وإذا بملك الجبال  يناديه يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك.وأناملك الجبال وقدبعثنى ربك إليك لتأمرني بأمرك.فماشئت ! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين[2] ".فقال له رسول الله  (صلى الله عليه وسلم): وانظر ماذا يقول، وهو أشد يوم أتى عليه، كما قال هو نفسه صلى الله عليه وسلم - "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا " [3].

2- هذه معركة أحد ، قتل فـيها سبـعون من خيرة أصحابه  ،وحمزة  أسد الله وعم رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) ورضيعه ، دعهم، وهذا رسول الله ، كسروا رباعيته وشجوا وجهه ولكنه مازال يقول " اللهم اغفر لقومى فإنهم لايعلمون  [4]

3 – قريش فعلوا ما فعلوا ، فقيل يارسول الله ، ادع الله على المشركين : قال إنى لم ابعث لعاناً وإنما بعثت رحمة [5]

4 – ثمامة بن أثال سيد من سادات بنى حنيفة المرموقين أرسل إليه النبى  (صلى الله عليه وسلم) رسالة دعوة إلى الإسلام ، فأبى واستكبر ، ودأب يتحين الفرص للقضاء على النبى  (صلى الله عليه وسلم) ، وكادت تتم الجريمة الشنعاء لو لا أنّ أحد أعمام ثمامة ثناه عن عزمه فنجى الله نبيه عن شره .

ولكن ثمامة إذ قد كف عن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) فإنه لم يكف عن أصحابه  ،حيث جعل يتربص بهم حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم ، فأهدر النبي  (صلى الله عليه وسلم) دمه .

وبينما هو كذلك إذ أسرته سرية من سرايا رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) وهو فى طريقه إلى مكة لأداء العمرة ، فأتت به إلى المدينة وشدته بسارية من سواري المسجد ، ولما خرج النبى  (صلى الله عليه وسلم)إلى المسجد رآه مربوطا فى السارية فقال لأصحابه :

أتدون من أخذتم ؟

فقالوا: لا يارسول الله:

فقال: هذا ثمامة بن أثال الحنفى ، فأحسنوا إساره.

ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله وقال : اجمعوا ماكان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال ثم أمر بناقته أن تحلب له فى الغدو والرواح ، وأن يقدم إليه لبنها .

ثم أقبل على ثمامة يريد أن يستدرجه إلى الإسلام ، فقال ما ذا عنـدك ياثمامة؟ " فقال : عندى  يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم . وإن تنعم تنعم على شاكر . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) . حتى كان بعد الغد فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ "قال: ما قلت لك . إن تنعم تنعم على شاكر , وإن تقتل تقتل ذا دم، فقال : " ماذا عندك يا ثمامة ؟ " فقال: عندى ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر . وإن تقتل تقتل ذا دم . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أطلقوا ثمامة،فانطلق إلى نخل قريب من المسجد  ،فاغتسل . ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله، ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي . وإن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة . فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوت؟فقال:لا.ولكنى أسلمت مع رسول الله  (صلى الله عليه وسلم). ولا،والله،لايأتيكم من اليمامةحبةحنطةحتى يأذن فيهارسول الله (صلى الله عليه وسلم).[6]
5- كانت اليمامة ريف مكة ,أسلم ثمامة وأبدى ما أبدى من فرض الحظر الاقتصادي على أهل مكة,وصدق ما عزم,ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش,فكتبوا – وهم الذين حاصروه ومن معه في شعب أبي طالب وفرضوا عليهم الحصار الاقتصادي الشديد حتى أصبح الأطفال يموتون جوعا – إلى رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) أن يكتب إلى ثمامةيخلي إليهم حمل الطعام,فما تردد رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)ولا تلكأ بل أجاب إلى ماطلبوه منه وكتب إليه أن يخلي بينهم وبين الحمل [7].

6 – هذا عكرمة بن أبى جهل ، ابن ألد أعداء الله وأعداء رسوله، كان عضد أبيه فى إيذاء الرسول  (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه.

" وجد عكرمة بن أبى جهل نفسه مدفوعا بحكم زعامة أبيه إلى مناوأة محمد عليه الصلاة والسلام ، فعادى الرسول  (صلى الله عليه وسلم) أشد العداء ، وآذى أصحابه أفدح الإيذاء وصب على الإسلام والمسلمين من النكال ما قرّت به عين أبيه "[8]
وإن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة عفا عن الجميع عفواً عاماً إلا نفراً سماهم وأمر بقتلهم، كان فى طليعة هولاء النفر عكرمة بن إبى جهل ، فتسلل متخفيا من مكة ويمم وجهه شطر اليمن .

عند ذلك ذهبت أم حكيم زوج عكرمة إلى رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) فأسلمت وقالت: يارسول الله ، قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفا من أن تقتله فأمّنه ، أمّنك الله، فقال عليه السلام " هو آمن "

فخرجت من ساعتها فى طلبه حتى أدركته عند ساحل البحر وهو يقصد إلى اليمن، فقال: يا ابن عم: جئتك من عند أوصل الناس وأبرالناس وخير الناس من عند محمد بن عبد الله، وقد استأمنت لك منه فأمّنك ، وما زالت به تؤمّنه وتطمئنه حتى عاد معها. فلما دنا عكرمة من مكة قال الرسول  (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه إجلالاً وإكراماً لعكرمة: سيأتيكم عكرمة بن أبى جهل مومنًا مهاجراً فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يوذي الحي ولايبلغ الميت .

فما هو إلا قليل حتى وصل عكرمة؛ فلما رآه النبى  (صلى الله عليه وسلم) وثب إليه من غير رداء فرحاً به ، ثم عرض عليه الإسلام فأسلم .

عند ذلك قال له الرسول صلوات الله و سلامه عليه : "اليوم لا تسألني شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتك إياه"، فقال عكرمة:

إني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو مسير أوضعت فيه ، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك أو في غيبتك.

فقال رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) عليه الصلاة والسلام: "اللهم اغفرله كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد به إطفاء نورك ، واغفرله ما نال من عرضي في وجهي أو أنا غائب عنه" .

فتهلل وجه عكرمة بشراً وقال:

أما والله، يا رسول الله!  لا أدع نفقة أنفقتها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا قاتلته صدا عن سبيل الله إلا قاتلت ضعفه في سبيل الله.

 برّ عكرمة بماقطعه للرسول  (صلى الله عليه وسلم) من عهد ، فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ، وأبلى فى يوم اليرموك بلاء حسنا حتى خرّ صريعاً شهيداً ، رحمه الله ورضي عنه [9]
7- وهذا وحشي بن حرب ، قاتل حمزة، وماأدراك ما حمزة! حمزة هو ابن عبدالمطلب سيد قريش ، حمزة هو عم رسول الله قائد الجيش .

فأدمى فؤاد رسول الله بقتل عمه  في أحد ، والنبى  (صلى الله عليه وسلم) لا يزال يذكر عمه وقتله وهو تربه وأخوه من الرضاعة[10] ثم انظر إلى رحمة النبى  (صلى الله عليه وسلم) بوحشي قاتله، وهو يستدرجه إلى الإسلام .

عن ابن عباس قال بعث رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) إلى وحشي بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام, فأرسل إليه يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أوزنى يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا, وأنا صنعت ذلك فهل تجدلي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل }إلامن تاب وآمن وعمل عملا صالحافأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما { فقال وحشي يا محمد! هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلى لا أقـدر على هذا, فأنزل الله عز وجل }إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{ فقال وحشى: يا محمد: أرى بعد مشيئة, فلا أدري يغفرلى أم لا! فهل غير هذا؟ فأنزل الله عزوجل } ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هوالغفور الرحيم{ قال وحشي: هذا نعم! فأسلم, فقال الناس يا رسول الله! إنا أصبنا ما أصاب وحشى قال: هى للمسلمين عامة[11] .

8– هذا يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم, من يكون أشقى منه إذسحر رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) , وهو الذي ينزل عليه الوحي من السماء, ليشكك الناس فى كلامه ورسالته .

ولكن الله الذي يعلم السروالنجوى أعلمه بأنه فى مشط كذا وكذا فى بئر كذا وكذا  فاستخرج وبرأه الله منه ، قالت عائشة: أفلا أحرقته ، قال لا ، أما أنا فقد عافانى الله, وكرهت أن أثير على الناس شراً[12]
9- وهذه امرأة يهودية تسمى زينب بنت الحارث, لعلها أشقى من ذلك اليهودى إذ قدمت إلى رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) طعاما مسموما يوم خيبر, فأكل منها . فجيء بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . فسألها عن ذلك, فقالت أردت لأقتلك ، قال " ماكان الله ليسلّطك علىّ ، قالوا :أفلانقتلها؟قال"لا"[13]وفي رواية: فتجاوز عنها.

ومثل هذا كثير فى كتب الحديث والسيرة ، فما قدمته غيض من فيض. فأسلوب الرفق كان عليه السلام يتعايش به مع أشد خصومه وألد أعداءه، كما كان يتعايش به مع رفقته وأصحابه . فكم من موقف تكشف من خلاله نفاق المنافقين ، مما كان يحمل خيار المسلمين على الاستفزاز ويجعلهم يسلون سيوفهم ويشهرون أسلحتهم فى وجوه هولاء المنافقين .

ولكن الرسول الله  (صلى الله عليه وسلم) يسكن  غضبهم ويهدئ أفئدتهم حتى يقول الرسول  (صلى الله عليه وسلم) معتذرا عنهم: أو ليسوا مسلمين ، يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) مع أنه أعرف الناس بهم وبحقيقة حالهم. والحديث بذلك يطول فنكتفي بهذا.

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] سيرة ابن هشام2/67-68.والبداية والنهاية3/157 وأخرج الدعاء الطبراني في الكبير, ذكره الهيثمي في المجمع 6/35, وقال: فيه ابن اسحاق, وهو مدلس ثقة, وبقية رجاله ثقات.

[2] الأخشبان , الجبلان المطيفان بمكة , وهما أبو قبيس والأحمر , وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان ,والأخشب : كل جبل غليظ الحجارة , (النهاية في غريب الحديث 2/32)

[3] صحيح البخاري رقم 3231, وصحيح مسلم رقم (1795)

[4] الطبرانى فى الكبير 6/ 120رقم 5694,قال في المجمع 6/117ورجال رجال الصحيح .

[5] أخرجه مسلم وغيره وقد تقدم تخريجه انظر مسلم 2499

[6] البخاري رقم 4372ومسلم رقم( 1764) وراجع صورمن حياةالصحابة ص 58-65

[7] سيرة ابن هشام 4/284-285

[8] صور من حياة الصحابة 118 .

[9] انظر الاستيعاب 3/ 1082 .والإصابة4/538 وراجع صور من حياة الصحابة .

[10] أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب .

[11] رواه الطبراني في الأوسط انظر مجمع الزوائد 7/100- 101 , وقال فيه ابن سفيان ضعفه الذهبي .

[12] صحيح البخارى رقم 5765  و مسلم 2189

[13] البخارى رقم 2617 ومسلم 2190 . وقال أنس في أخر الحديث فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  يعني أثر تلك الأكلة , وفي مسند أحمد (2/451) عن أبي هريرةt قال:لمافتحت خيبر أهديت لرسول الله r شاة فيها سم فقال رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) :اجمعوا لي من كان ههنا من اليهود, فجمعوا له , فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إني سائلكم عن شيء= =فهل أنتم صادقي عنه ؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم, فقال لهم رسول الله r من أبوكم ؟ قالوا: أبونا فلان ,قال رسول الله r كذبتم (بل ) أبوكم فلان . قالوا : : صدقت =وبررت . قال لهم : هل أنتم صادقي عن شيء سألتكم عنه ؟ .قالوا :نعم يا أبا القاسم , وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا , فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من أهل النار ؟ قالوا : نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها , فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا نخلفكم فيها أبداً , ثم قال لهم : هل أنتم صادقي عن شيء سألتكم عنه ؟ فقالوا : نعم يا أبا القاسم, فقال : هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا : نعم , قال : فما حملكم على ذلك ؟ قالوا أردنا إن كنت كاذبا (أن) نستريح منك , وإن كنت نبيا لم يضرك .

 

تابعونا على المواقع التالية:

Find موقع نبي الرحمة on TwitterFind موقع نبي الرحمة on FacebookFind موقع نبي الرحمة on YouTubeموقع نبي الرحمة RSS feed

البحث

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

البحث

رسالة اليوم من هدي الرسول

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده. متفق عليه. لكن اعتكاف المرأة مشروط بإذن الزوج وبأمن الفتنة تماماً، ولذلك منع من اعتكاف الشابة غير واحد من أهل العلم .

فضل المدينة وسكناها

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

برامج إذاعية