الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كشفت المسابقة العالمية للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، عن جوانب دقيقة ومفصلة من السيرة النبوية، تبين الواقع العملي لقول الله سبحانه وتعالى فيه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الأنبياء/ . وهي بحاجة إلى أن يعرفها أبناء الإسلام قبل غيرهم، حتى يستنوا بسنته ويهتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام، فإن الكثير من غير المسلمين لا يعرفون الإسلام إلا من واقع أبنائه اليوم.
وقد كانت المشاركة في هذه المسابقة قوية وواسعة، ودلت على وجود غيرة حية في صفوف المثقفين من أبناء الأمة، في الدفاع عن دينها ونبيها، امتثالاً لقوله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم الأحزاب/ . فأحسب أن رابطة العالم الإسلامي كانت موفقة في إدراج هذا العمل ضمن البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي تبنته، معتبرة ذلك من واجبها حيال نبيها وأمتها ودينها. وأسال الله تعالى أن يجزل المثوبة للمتعاونين معها من المحسنين الذين دعموا هذه المسابقة بأموالهم، والذين سهروا عليها إعداداً وتنفيذاً، وكذلك الذين يسهمون في خدمة البرنامج بجهود تخطيطية أو إعلامية أو مادية أو غير ذلك. والله يحسن مثوبة الجميع.
د.عبد الله بن عبد المحسن التركي