Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

 -         (دلائل نبوته): عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم  صعد جبل أحد، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: (اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري. ففيه معجزتان: سكون الجبل، وإخباره بما سيكون لأصحابه، فقد استشهد عمر وعثمان رضي الله عنهما.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
مظاهر الرحمة في شخصيته

أعزائي الحضور الكرام ..

أحييكم أجمل تحية، وأرحب بكم في هذه المحاضرة التاسعة والأخيرة، أرجو أن ينال حديثي فيها الإعجاب، وأن لا يتبعه من أحد عتاب، وأعني بهم السادة الرجال في القاعة، حيث إن محاضرة اليوم تعرض لمظاهر رحمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالنساء.

قالت وهي تبتسم للحضور، يحتمل أن يبادر بعض الحاضرين فيسأل عن سبب تخصيص هذه المحاضرة لهذا الموضوع، وهو سؤال مشروع، بغض النظر عن نية صاحب السؤال، ولا أقول صاحبة السؤال، وهنا ضحك الحاضرون، وتبادلوا بعض العبارات التي لم يكن من السهولة فهمها.

صمتت الدكتورة سارة قليلاً، ثم قالت: كنت قد كتبت منذ سنوات، بحثاً عن دور المرأة في التغيِّر الاجتماعي، ولقد استرعى انتباهي آنذاك، أن المرأة لم تحظ بمنزلة رفيعة لدى كثير من العظماء، وصُنَّاع التاريخ.

كنت قد تذكرت قولاً مأثوراً نحفظه جميعاً، وهو وراء كل رجل عظيم امرأة. ولكن لا اخفي عليكم أني نظرت خلف كثير من العظماء، فلم أرَ تلك المرأة التي يتحدثون عنها.

فلا أدري هل كانت المرأة موجودة خلف هؤلاء العظماء، ثم عملوا على إخفائها، إهمالاً لها، أو أنها لم تكن موجودة أصلاً، تساؤلات مشروعة.

ليت الأمر اقتصر على هذا التجاهل، من قبل هؤلاء، وإنما رأيته يتجاوزه إلى حد الازدراء والإهمال، حتى بدا لي أن ثمة ثقافة توجه بعض هؤلاء على مرَّ التاريخ، مفادها أن العظمة والمرأة متضادان، فكأنه من أجل أن يكون المرء عظيماً، لا مناص له من أن يبتعد عن المرأة، ويبرأ منها، وأن يظهر أنها لا تعني له شيئاً، يذكر ولو في الظاهر.

لعلكم تذكرون أن بوذا، بدأ طريقه إلى العظمة والقداسة ـ كما يرى ـ ، بهجران زوجته، وظن أتباع المسيح، أنه لهذا الغرض لم يتزوج، وبنو على هذا الوهم، أوهاماً تقوم على إهانة المرأة واحتقارها، فهذا القديس بنوفنتور يقول لتلاميذه إذا رأيتم امرأة فلا تحسبوا أنكم ترون إنساناً، ولا حتى كائناً بشرياً، إنما الذي ترونه هو الشيطان بعينه.

ويبدو أن هذه الثقافة قديمة، فهذا سقراط يقول، مسكين الرجل، إنه يقف حائراً بين أن يتزوج، أو أن يبقى عازباً، وهو في الحالتين نادم .

وهذا أيضاً كونفوشيوس، فيلسوف الصين الشهير يقول على المرأة أن تطيع زوجها طاعة عمياء، وعليها أن تذوب في خدمته، حتى يتلاشى وجودها تماماً، ويبقى الرجل واحداً لا شريك له.

وهذا نابليون يقول ( إنهم في فرنسا يبالغون في تعظيم المرأة، وإنما الواجب أن لا ينظر إليهن كأنهن مساويات للرجل، فما هن في الحقيقة إلا آلات لإخراج الأطفال)(1).

كأن العقاد وقف على هذه الحقيقة المؤسفة، فقد نقل عن صاحب كتاب التاريخ الموجز للنساء ما نصه ( إن عصر الفروسية كان معروفاً بما لحظ فيه من فقدان الشباب على الجملة الاهتمام بالجنس الآخر).

لعلنا نُقُّل من الدهشة لذلك لو أننا وعينا كلمة الفروسية، وذكرنا أنها لم تكن ذات شأن بالسيدات، كما كانت ذات شأن بالخيل، على خلاف ما يروق للكثيرين أن يذكروه، فقلما بلغ الاهتمام بالمرأة، مبلغ الاهتمام بالحصان في عصر الفروسية.

ثم يسوق الأستاذ العقاد، حادثة من كتاب أغاني الآداب والتحيات، يروي فيها أن ابنة أوسيس جلست في نافذتها، ذات يوم، فعبر بها فتيان هما جاران وجربرت، وقال أحدهما ( انظر، انظر يا جربرت، وحق العذراء ما أجملها من فتاة، فلم يزد صاحبه على أن قال يا لهذا الجواد من مخلوق جميل، دون أن يلتفت بوجهه.

عاد صاحبه يقول مرة أخرى: ما أحسبني رأيت قط فتاة بهذه الملاحة، ما أجمل هاتين العينين السوداوين، وانطلقا وجربرت يقول ما أحسب أن جواداً قط يماثل هذا الجواد.

يعلق الأستاذ العقاد على هذه الحادثة قائلاً : وهي حادثة صغيرة، ولكنها واضحة الدلالة، إن قلة الاهتمام، تورث الازدراء، ثم أورد حادثة أخرى، جاء فيها أن الملكة بلانشفلور ذهبت إلى قرينها الملك بيبن، تسأله معونة أهل اللورين، فأصغى إليها الملك، ثم استشاط غضباً، ولطمها على أنفها بجميع يده فسقطت منها أربع قطرات من الدم، وصاحت تقول شكراً لك، إن أرضاك هذا ، فأعطني من يدك لطمه أخرى حين تشاء(1)

أعزائي الحضور ..

إن المتأمل في هذه الأقوال، والأخبار، يكاد ينشأ لديه شعور أن ليس للمرأة حضور في حياة العظماء، وكأن المرأة تسيء إلى العظمة إذا ذكرت معها.

لقد أثار عجبي أن مظاهر التطاول على المرأة لم تقتصر على الأفراد، حتى يقال إنها نزوات من أشخاص، لقد تجاوزت الأفراد إلى جهات مسئولة، ذات منزلة في مجتمعاتها.

فقد قرر المجمع الكنسي، المعروف بمجمع ماكون في القرن الخامس الميلادي، بحث مسألة هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه، أم أن لها روحاً، وأخيراً قرروا أنها تخلو من الروح الناجية من عذاب جهنم، ما عدا مريم أم السيد المسيح(2).

ولقد أصدر البرلمان الإنجليزي قراراً في عهد هنري الثامن عشر، ملك انجلترا، يحظر فيه على المرأة أن تقرأ كتاب العهد الجديد، ورسل السيد المسيح (3).

أذكر لكم أعزائي الحضور هذا، وأذكر بجانبه أن النسخة الوحيدة المعتمدة من القرآن الكريم كانت محفوظة عند السيدة حفصة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد وابنة الخليفة عمر بن الخطاب.

إذا صح هذا التحليل، فإنه لأمر مخجل بحق، أن نرى مثل هذا التوجه، ولا أتردد بالقول، إنه شرخ في العظمة، ويسيء إليها، فهو في أقل أحواله ينال من الدوافع، ويظهر عجزاً في الوصول إلى التكامل والتوازن، ويصبح من حق المرأة في وضع كهذا، أن تعرض عن هؤلاء العظماء، وتنزع الثقة منهم.

أين يقف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مما قيل ، هل كان كغيره من القادة، لا حظ للمرأة عنده، وهل صحيح ما يقال إن المبادئ التي جاء بها النبي محمد لا تحترم المرأة وتضطهدها.

تلك المقدمة، وهذه الأسئلة، والرغبة في تلطيف الجو بعد الطرح الأكاديمي اجتمعت كلها فجعلت الحديث عن المرأة مناسباً .

آمل أن يظهر هذا الموقف، من خلال عرضي لبعض الأحداث التي كانت المرأة فيها طرفاً، لا أود في هذا المقام الحديث عن المكانة الرفيعة التي منحها الإسلام للمرأة، بخاصة إذا قارنا هذه المكانة مع ما كانت عليه في الحضارات السابقة، فتلك أمور باتت معروفة مألوفة دلت عليها نصوص، وأكدتها أحكام يعمل بها منذ بعثة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وشهد لها خصوم النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أتباعه.

لقد رأيت ـ من خلال النظر في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أن للمرأة ـ جنس المرأة ـ مساحة في حياته، واهتماماته، لا يزاحمها فيها أحد، حتى في الأوقات الحرجة، واشد ما أثار إعجابي أن المرأة نفسها شعرت بأن لها حظوة عند النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنزلة أكثر من تلك التي يمنحها لها أقرب الناس إليها.

أعزائي الحضور ..

ذهبت المرأة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تشتكي زوجها وتبثه همومها، وذهبت أخرى تشتكي أباها، وثالثة اشتكت أخاها، ورابعة اشتكت إليه قريبها، إنها وقائع تكشف عن مدى ثقة النساء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وعن علمهن بسعة صدره تجاه مشاكلهن، وعن تعاطفه معهن، ورحمته بهن.

هذه جميلة بنت سلول، صلَّت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر، ثم خرجت وانتظرته قريباً من باب بيته، فلما رآها، قال: من جميلة؟ قالت: نعم يا رسول الله ؟ قال: ما وراءك؟ قالت: زوجي ثابت يا رسول الله ؟ قال لها: ما شأنه، قالت: لا أعيب عليه شيئاً في خلقه، ودينه، ولكني لا أحبه، ولا أطيقه. قال لها: وما ذاك، كأنه يود أن يعرف السبب إذا أمكن ذلك.

قالت له بكل صراحة، لقد نظرت يا رسول الله من نافذة بيتي فرأيته قادماً مع أربعة من الرجال، وإذا به أقصرهم، وأشدهم سواداً، وأقبحهم منظراً، فكرهته.

فلما سمع كلامها هذا، ما زاد على أن قال لها: أتردين عليه حديقته، يقصد المهر الذي دفعه لها؟ قالت نعم. فأمره فطلقها(1)

يا لها من حادثة عجيبة، ما بال هذه المرأة لم تشتك زوجها إلى أبيها، أو أخيها، أحسب أنها لا تجرؤ أن تقول لهما ما قالت للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فهو لا يخلو من إحراج لها، ويجعلها عرضة للوم أو عتاب ، لأنه تصرف لا يليق بالمرأة في عرف المجتمع.

نظرت جميلة حولها، للبحث عمن تبث له همومها وشعورها الأنثوي، فلم تجد غير النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولقد كان عند حسن ظنها، وهو كذلك ، فإنه لم يعاتبها على صنيعها، بل لم ينصحها بالعدول عن رغبتها بفراق ثابت، واكتفى بالإشارة إلى حق زوجها رحمةً به، إذ لا يعقل أن يخسر زوجته، ويخسر معها حديقته.

لقد رحم النبي (صلى الله عليه وسلم) حالها ، وتفهم شعورها، ولم يغب عن خاطره أيضاً أن يستحضر رحمته هذه، وهو يكلم زوجها ثابت بالأمر، فقد استدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال له: يا ثابت، جاءتني جميلة وقالت ما شاء الله لها أن تقول، وأنا أطلب منك أن تطلقها، وتأخذ حديقتك، قال أفعل يا رسول الله.

ولعلكم لاحظتم كيف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل له ما قالت زوجته عنه، رحمةً به وحتى لا يجرح شعوره، بقي أن أذكر لكم أن ثابتاً هذا كان الناطق الرسمي باسم النبي (صلى الله عليه وسلم) في مصطلحات العصر.

لقد كان خطيب النبي (صلى الله عليه وسلم) في المحافل العامة، وهل تعرفون من أبو جميلة هذه، إنه عبد الله بن أبي بن سلول، إنه أحد زعماء قومه، قبل مجيء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة، وأشد خصوم النبي (صلى الله عليه وسلم) في المدينة على الإطلاق، لقد كانت رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذا الموطن فوق كل اعتبار.

فلم ينتصر لزوجها ثابت، رغم قربه منه، ومحبته له، ولم ينتقم من أبيها عبد الله بن سلول، رغم عداوته له، فلم يلتفت في تلك الساعة إلاَّ إلى المرأة جميلة فقط فأنصفها.

هذه واحدة أخرى تشتكي، أباها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، إنها (1) خنساء بنت خذام، فقد جاءت إلى النبي تشتكي أباها، قائلة: إنه زوَّجها من شخص لا تحبه، ولم يأخذ رأيها، فأبطل النبي النكاح مباشرة دونما نقاش.

لقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم)بهذا التصرف، أن عهد العبودية للفتاة من قبل أبيها، أو غيره، قد ذهب دونما رجعة، ولهذا أبطل هذا النكاح، رحمةً منه بهذه الفتاة، لأنه تصور كيف ستكون حياتها مع زوج لا تحبه.

أما هند بنت عتبة، فقد جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تشتكي إليه بخل زوجها أبي سفيان، قائلة: إنه لا يعطيني ما يكفيني، ويكفي ولدى، فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) خذي من ماله ما يكفيك، ويكفي ولدك دون إذنه (2)ـ فإن رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) تأبى عليه أن تعيش في كنفه امرأة تعاني هي وولدها، ضيق العيش، وزوجها قادر على أن ينفق عليهما، لكنه يبخل.

معنا واحدة أخرى تفر من قومها ـ لأنها مسلمة وهم كفار، وكانوا يضايقونها ـ إلى النبي، إنها أم كلثوم بنت عقبة، فقد غادرت مكة مهاجرة إلى المدينة، بعد أن وقع النبي المعاهدة مع قريش، والتي كان من ضمنها أن يرد النبي (صلى الله عليه وسلم) من يأتيه مسلماً من أهل مكة.

لما جاءت أم كلثوم مسلمة لم يردها النبي (صلى الله عليه وسلم) بنص القرآن الكريم: ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ...) (الممتحنة : 10 )، وتم استثناء النساء من هذا الشرط، وقال لقريش إنما الشرط في الرجال، رحمة بهن، وتقديراً لحالهن، رغم أنف قريش(1).

أما أم هانئ بنت عم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخت علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فقد جاءت إلى النبي تشتكي أخاها علياً(2)، حيث لم يُقم لها أي اعتبار، حين أراد يوم فتح مكة أن يقتل اثنين من أقارب زوجها استجارا بها، ودخلا بيتها. فأغلقت عليهما باب بيتها.

جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) مسرعة، وقالت له، وهي غاضبة، إن ابن أمي هذا وتقصد أخاها علياً، لكنها لم تشر إليه بالأخوة، لأنها غاضبة منه، إنه يريد أن يقتل من استجارا بي، وطلبا الحماية مني، فما كان من النبي (صلى الله عليه وسلم) إلاَّ أن تبسم، وقال لها، قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، فجبر خاطرها، ولبى طلبها.

فخرجت من عنده وهي مسرورة فخورة بما حققت، ولعلها لا تدري أن رحمة النبي بالمرأة وحرصه على أن يرد لها الاعتبار الذي فقدته في الجاهلية، كان السبب فيما حصلت عليه من تلبية لطلبها.

حظيت المرأة بنظرة حانية من النبي (صلى الله عليه وسلم)، لم تحظ بها في تاريخها الطويل، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقف إلى جانب المرأة ، يهدم أعرافاً، عاشت عليها المجتمعات قروناً، ولم يألُ جهداً في وضع المرأة الموضع اللائق بها، مستخدماً وسائل عدة، لأنه كان يرحم حالها الذي آلت إليه.

بدأت معاملته الحسنة مع أهل بيته، وحث الناس على هذه المعاملة، فكان مما قال ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)(1). ونقلت عنه زوجه عائشة ، أنه ما ضرب امرأة قط في حياته كلها(2).

هذه رسالة رحمة يبعثها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى كل زوج، وأب، بل إلى كل رجل، وإلى البشر جميعاً، أضيف إليها رسالة رحمة أخرى، وتعاون تحملها معلومة أكيدة، أهديها إلى الرجال في هذه القاعة بخاصة، تقول ( كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في بيته في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة، قام إلى الصلاة )(3).

كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرحم نساءه، ويساعدهن في أعمال البيت، لشعوره بحاجة الزوجة إلى هذا العون، وهذا العمل لا يتنافي مع العظمة، ولا مع الرجولة، كما يتوهم بعض الأزواج، وأرجو من النساء أن لا يثرن مشاكل في البيت بعد سماع هذه المعلومة.

حث النبي (صلى الله عليه وسلم) على ملاطفة المرأة، وملاعبتها، حتى قال كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلاَّ أن يكون أربعة، وذكر منها ملاعبة الرجل امرأته(4).

لقد أعجبت كثيراً بتوجيه نبوي كريم، وجهه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الرجال، وكان أول من عمل به، وهو عدم الدخول على الزوجات فجأة، بعد المجئ من السفر، فقد روى عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ( لا تطرقوا النساء ليلاً، وكان يرسل مؤذن)(1) ليبلغ الزوجات أن الأزواج قدموا من السفر، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتوجه هو وأصحابه إلى المسجد، يصلي فيه قليلاً ، ثم يتوجه هو وأصحابه إلى بيوت الزوجات، اللاتي ما أن يسمعن بمقدم الأزواج، حتى تبادر كل واحدة منهن بتهيئة نفسها لزوجها، وهذا من النبي (صلى الله عليه وسلم) قمة في الذوق وغاية الرحمة والتلطف، ويُعد من التصرفات الراقية في هذا العصر.

كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يلاعب نساءه، وندع زوجه عائشة تروي لنا هذه القصة، حين تقول، خرجت مع النبي في بعض أسفاره، وأنا جاريه لم أحمل اللحم، ولم أبدن، فقال للناس تقدموا، فتقدموا، ثم قال لي تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني، حتى إذا حملت اللحم وبدنت، ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس، تقدموا، فتقدموا، ثم قال لي تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقني فجعل يضحك ويقول هذه بتلك(2).

أعزائي الحضور ..

قد يكون من العسير تفهم واستيعاب هذه المواقف النبوية مع النساء من قبل أولئك، الذين جعلوا في أذهانهم مواصفات للعظمة، من خلال زهد بوذا، وهجرانه لزوجته، أو من خلال احتقار بعض العظماء للمرأة وتجاهلها، والنظر إليها على أنها مجرد أداة للمتعة، أو آلة للإنجاب، ولهذا لا ينبغي التشاغل بها كما مرَّ بنا سابقاً.

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر إلى المرأة على أنها نصف الدنيا، حين عد النساء شقائق الرجال، فقال ( النساء شقائق الرجال)(1).

وكم أعجبني وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) للنساء بالقوارير، والقوارير جمع قارورة، وهي الإناء من الزجاج، وهو عرضة للكسر، بسبب رقته وضعفه، وهذا يقتضي معاملته بلطف والترفق به، وهكذا كان ينظر النبي إلى النساء.

تحدث أنس بن مالك، قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض أسفاره، ومعه غلام أسود يقال له، أنجشه يحدو – أي ينشد-، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( يا أنجشة رويدك ، ارفق بالقوارير )(2).

لقد قرأت في شروح هذا الحديث، فخرجت بما يلي(3) ، قال بعض الشراح، إن أنجشة كان حسن الصوت، وكان يحدو بهن، وينشد شيئاً من الشعر، وربما فيه بعض الغزل، فلم يأمن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن تتأثر النساء بما يسمعن، لحسن صوت أنجشة، ولأثر الكلام الذي يقوله، فطلب منه الكف عن هذا رحمةً منه بالنساء.

وقرأت فهماً آخر للحديث وهو أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي، وهذا يسبب إزعاجاً للراكب عليها، وربما يسقط عنها، وهذا قد يؤدي إلى سقوط النساء عن الإبل، ولهذا طلب من أنجشه أن يتوقف، وأنا أعتقد أن التوجيهين مقبولان، ولكن أياً كان، فإن الدلالة واضحة على رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالنساء وخوفه عليهن في كل الأحوال.

ونرى فاطمة بنت قيس، تأتي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تستشيره في مسألة جد شخصية، بشأن زواجها، فقد تقدم لها اثنان من الصحابة، هما معاوية وأبو جهم، فرغبت في أخذ رأي النبي (صلى الله عليه وسلم) وتوجيهه. فقال لها: لا هذا ولا ذاك، فإن معاوية لا مال عنده، وأما أبو جهم فهو شديد في معاملة النساء، وأشير عليك أن تتزوجي أسامة بن زيد(2)، فأخذت بمشورة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتزوجته.

هذا موقف يستدعي التأمل، ويثير الإعجاب، فإن هذه المرأة تعلم، كما تعلم غيرها من النساء كثرة المهام الجسام المنوطة بالنبي (صلى الله عليه وسلم). ومع هذا كان لديهن شعور بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) سوف يقتطع لهن جزءاً من وقته.

وهذه امرأة أخرى، تأتي تستشير النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمر ، فيرى أن استشارتها نابعة من رحمة كامنة في نفسها، فيفسح لها المجال، لممارسة هذه الرحمة بكل طمأنينة.

إنها أعزائي الحضور، زينب زوج الصحابي المقرب من النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن مسعود، فقد رغبت أن تتصدق بشيء من مالها، ولكنها في الوقت نفسه، ترى أن زوجها وابنها بحاجة إلى هذه الصدقة، فيتجاذبها شعوران، شعور بالرغبة في التصدق على بعض الفقراء، رغبة في الأجر، وشعور آخر بدفع هذا المال إلى زوجها وابنها رحمة منها بهما.

فما كان أمامها إلاَّ أن قصدت بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ، تسأله عن هذا النوع من الصدقة، فقرأ النبي (صلى الله عليه وسلم) رسالتها، كما يقولون، وأخبرها أن لها في صدقتها هذه أجرين أجرُ القرابة وأجرُ الصدقة (1). فرجعت مسرورة بهذا التوجيه النبوي، الذي بث فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) الرحمة بين أفراد الأسرة الواحدة، وجعل لهذه المرأة الفاضلة مخرجاً حسناً في هذا الأمر الذي كان يشغل بالها.

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) رحم أسماء وأشفق عليها، حين نصحها بعدم الزواج من معاوية، بسبب فقره، حتى لا تعيش حياة صعبة، كما رحمها مرة أخرى، حين نصحها بعدم الزواج من أبي جهم، فإنه وإن كان ذا مال، إلا أنه قاس في معاملة النساء، ولا يرضى لها النبي (صلى الله عليه وسلم) الحياة مع زوج هذه صفته.

يتفطن هذا النبي الرحيم (صلى الله عليه وسلم) إلى بعض النساء اللاتي لا يملكن الملابس المناسبة لحضور بعض المناسبات، كالأعياد ، فيقول لأم عطية(2)، وقد تحدثت معه في هذا الأمر، لتلبس المرأة أختها من ملابسها، وهذه الفتة حانية من قلب رحيم، نفذ ببصيرته إلى عالم المرأة، فوجه هذا التوجيه الحكيم، الذي جبر فيه خاطر بعض النساء، ورفع عنهن الحرج، وسن بين النساء سنة لطيفة يحسن بالنساء التنبه إليها.

عندما فتح النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة، هرب منها عكرمة بن أبي جهل، أحد أشهر خصومه، وهام على وجهه، قاصداً جهة اليمن، وإذا بزوجته أم حكيم، وكانت قد أسلمت. تذهب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وتتوسل إليه أن يعفو عن عكرمة، وتقول له : يا رسول الله، قد هرب منك عكرمة إلى اليمن، وخاف أن تقتله، فأمنه، فرحم النبي (صلى الله عليه وسلم) حالها وقدر وضعها، فقا لها بلا تردد هو آمن.

خرجت أم حكيم في أثر زوجها، فأدركته، وقد ركب البحر، فقالت له، يا ابن عم: جئتك من عند أوصل الناس، وأرحم الناس، وخير الناس، فلا تهلك نفسك.

عاد عكرمة مع زوجته، البارة الوفية أم حكيم، فدخل على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي معه، فلما دخل عكرمة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، قام النبي مسرعاً إليه ومرحباً به، لشدة سروره بقدومه. فقال عكرمة: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : صدقت أنت آمن، فأسلم وحسن إسلامه(1).

كان من منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يوسع دائرة الرحمة هذه، ليتعامل بها أصحابه مع النساء، لأنه يرغب في نشر ثقافة الرحمة بالمرأة على واسع، وهو ما تمثل في طلبه من بعض أصحابه التخلف عنه في سفر، أو قتال لرعاية النساء رحمة بهن، وتقديراً منه لظروفهن.

فقد أذن لعدد من أصحابه، بالتخلف عن القتال معه، بل طلب منهم هذا، بسبب ظروف زوجاتهم، فقد تخلف عنه عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بسبب مرض زوجته(2)، وأذن لأبي طلحة (رضي الله عنه) أن يتخلف عنه في المسير ليبقى بجانب زوجته، التي كانت على وشك الولادة (3). كذلك طلب من أبي أمامه أن يبقى مع أمه المريضة، ولا يخرج معه للقتال(4).

ورد النبي (صلى الله عليه وسلم) من هاجر إليه، دون إذن أبويه، بخاصة عندما علم النبي (صلى الله عليه وسلم) منه أن أمه بكت لفراقه(1)، وقدم على النبي رجل يطلب البيعة على الهجرة، فقال وما جئتك حتى أبكيت والديَّ، فقال: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما(2).

وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يواسي النساء اللاتي فقدن أحد أقاربهن في قتال مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان يكثر الدخول على بيت أم سليم، فقيل له لمَ تخص أم سليم، فقال: إني ارحمها قُتل أخوها معي (3).

أعزائي الحضور الكرام ..

بقيت مسألة في حديثنا، عن مظاهر رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالنساء، وأنا أعتقد أنها تدور في أذهان الكثير منكم، بخاصة النساء، أذكرها بصيغة سؤال كيف نوفق بين حرصه على رحمة النساء، ومراعاته الدائمة لشعورهن وبين ما نعرفه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إنه لما توفى كان عنده تسع زوجات.

لا يطرح الحديث عن المرأة في الإسلام، أو عن حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، إلاَّ ويطرح هذا الموضوع مباشرة، وهو ما يدعو إلى الاستهجان في رأيي.

أود أن أستأذنكم في ذكر ما يشبه الميزان في الحكم على الأشياء، وسوف أعرضه لكم من خلال فائدة تنبهت إليها وأنا أقرأ كتاباً جميلاً ذا حجم صغير، وهو كتاب الأنماط البشرية، لعالم الاجتماع الانيوزلاندي رايموند فيرث .

جاء فيه قول المؤلف ( لما نزلت إلى ميناء في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، رأيت لافتة كتب عليها لانتظار البيض فقط، ثم رأيت لافتة أخرى لا تبعد عنها كثيراً، وقد كتب عليها لانتظار الملونين فقط، والناس يتقبلون هذا الوضع بلا حرج، ولا استنكار، وقد كان هذا موضع استهجاني وعجبي، لأنني من بلد لا يعرف هذا التقليد، ولا يقر هذا التمايز (1).

ثم انتقل بنا المؤلف إلى الهند، وذكر أن الجنود الإنجليز لما وصلوا إلى الهند، تعجبوا كثيراً من وضع البقرة في المجتمع الهندي، حين كانت تتجول في الأسواق، وتعامل بكل تقدير واحترام، وقد اعتادوا أن يروها في الحقول، والحظائر للحرث والحلب.

ولما توج ملك وملكة انجلترا سنة 1937م ، وقام الجنود بذبح الأبقار، ثار الهنود ، وحصلت مصادمات لم يستوعب أسبابها الجنود الإنجليز (1).

لقد اختصر علينا صاحب كتاب الأنماط البشرية الحديث، ووفر علينا بعض الوقت، حين لفت الانتباه، إلى ضرورة استحضار الواقع الاجتماعي المألوف عند تقويم مسلك ما.

لقد كان التعدد مألوفاً، والنبي (صلى الله عليه وسلم) لم يخرج على المألوف في مجتمعه، فقد كان لا حصر لعدد الزوجات، ثم قصره الإسلام على أربعة فقط، وخص الله النبي محمداً (صلى الله عليه وسلم) بأن يبقى على ما كان عليه الوضع، لأسباب وحكم كثيرة منطقية ومعقولة.

أنا هنا أبحث مسألة يفرض علينا الإنصاف والبحث العلمي المجرد، قول الحقيقة فيها، ولكني قطعاً أحب أن أبقى الزوجة الوحيدة لا يشاركني أحد في زوجي، وهذا أقوله أصالة عن نفسي، ونيابة عن الحاضرات جميعهن. فضحك الحاضرون، وتبادلوا عبارات اختلط بعضها ببعض وتعذر فهمها.

ما رأيكم لو ذكرت لكم في هذا الموطن، بعض المعلومات الدقيقة، والتي أعرفها لأول مرة منذ عدة أسابيع، وربما لم يسمع بها بعضكم.

لقد اقتصر النبي (صلى الله عليه وسلم) على زوجة واحدة ، وقد تجاوز عمره الخمسين سنة، وهذه الزوجة هي خديجة ، توفيت وعمرها 65 سنة(1).

ثم تزوج بعدها امرأة أخرى، هي سوده بنت زمعة ، ولما تزوجها قال كفار قريش ( عجباً لأمر محمد يتزوج امرأة أرملة مسنة ليست ذات جمال)(2)، وبقيت وحيدة عنده ثلاث سنوات، وقال المقربون إن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجها رحمة بها لأنه توفى زوجها، وبقيت وحيدة ليس لها أحد.

خلاصة القول أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بلغ من العُمْرِِ 53 سنة، ولم يكن قد جمع أكثر من امرأة في بيته، ثم دعت الضرورة ، ومنها الرحمة بالنساء، وبأقوامهن أن يجمع هذا العدد عنده.

لقد كانت الرحمة حاضرة في كل قصة زواج للنبي (صلى الله عليه وسلم)، ويمكنكم أعزائي الحضور الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع إن أردتم .

واسمحوا لي أن أقول شيئاً في هذا المقام، ولا أود أن أظهر بثوب الواعظة أعزائي، إن رحمة الرجل بالمرأة واحترامه لها سواءً أكانت زوجة، أم أماً، أم بنتاً، أم أختاً، أم غير ذلك، تحكمها اعتبارات، وتمليها قناعات، رأيناها واضحة المعالم في سيرة النبي مع المرأة، وأظنها رسالة واضحة للبشرية جميعها.

 

--------------------------------------------------------------------------------

(1) عبقرية محمد، ص 172، العقاد

(1) عبقرية محمد، ص 141، العقاد

(2) المرأة بين الفقه والقانون، ص 20، د. مصطفى السباعي

(3) المرجع السابق، ص 211

(1) رواه البخاري وغيره بروايات متعددة، انظر البخاري، باب الخلع، ح رقم 5273

(1) انظر صحيح البخاري، باب إذا زوج ابنته وهي كارهة ، ح رقم 5138

(2) انظر صحيح البخاري، باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير إذنه، ح رقم 5364

(1) انظر التحرير والتنوير، ج 28، ص 155، ابن عاشور

(2) انظر صحيح البخاري، باب أمان النساء وجوارهن، ح رقم 3171

(1) رواه الترمزي، باب فضل أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)، برقم 3895، وهو صحيح، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ص 575

(2) رواه الترمذي، باب ما جاء في خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)، ح 348

(3) رواه البخاري، باب كيف يكون الرجل في أهله، ح 6039

(4) رواه النسائي، كتاب عشرة النساء، باب ملاعبة الرجل زوجته، ح 8890، والحديث صحيح، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ص17، الألباني

(1) حديث صحيح، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج7، ص223، الألباني

(2) رواه أبو داود، باب في السبق على الرجل، برقم 2578

(1) رواه أبو داود، باب الرجل يجد البلة في منامه، ح 236

(2) رواه البخاري، باب المعاريض مندوحة عن الكذب، ح 6209

(3) انظر شرح النووي على صحيح مسلم، ج1، ص 6145

(2) رواه مسلم، باب المطلقة ثلاثاً لا نفقة لها، ح 1480

(1) أصل الحديث متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، ح 1466، ومسلم في كتاب الزكاة، ح 2318

(2) رواه البخاري، باب وجوب الصلاة في الثياب، ح 351

(1) انظر السيرة النبوية، دروس وعبر، ص 616 – 617 بتصرف، الصلابي

(2) رواه البخاري، باب مناقب عثمان ، ح 3698

(3) المرأة في العهد النبوي، ص 163

(4) السيرة النبوية، ج2، ص 62، الصلابي

(1) رواه ابن ماجة، باب الرجل يغزو وله أبوان، ح 2782، والحديث حسن صحيح، انظر صحيح سنن ابن ماجة، ج2، ص 387

(2) المرجع السابق، ح 2782

(3) رواه مسلم، باب فضائل أم سليم، ح 2455

(1) انظر الأنماط البشرية ( مدخل لدراسة علم الإنسان الاجتماعي، ص 15، رايموند فيرث، ترجمة د. صبحي قنوص، منشورات جامعة فاريوش، بنغازي، ط1، 1989م

(1) المرجع السابق، ص 14

(1) انظر المرأة في العهد النبوي، ص 41، الدكتورة عصمة الدين كركر، ط1، 1993، دار الغرب الإسلامي، بيروت .

(2) انظر نساء حول الرسول، ص 83، د. بسام محمد حمامي، ط1، 1993، دار دانية، بيروت