Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          حمايته جانب التوحيد:

عن زيد بن خالد قال: خرجنا مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عام الحديبية، فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا الصبح ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. متفق عليه.

 

 

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
نظرته (صلى الله عليه وسلم) إلى المرض

التداوي:
حثّ محمد (صلى الله عليه وسلم) المرضى على التداوي وطلب الشفاء، ولا يمنعهم التوكل على الله من طلب الشفاء بكل سبيل مباح، ولا يصلح للإنسان أن يترك نفسه ليأكله المرض ويقضي عليه، فأخبرهم بحقيقة جليلة، وهي  أن الله جعل لكل داء شفاء، فقال (صلى الله عليه وسلم): «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء»([17]).

 وقال جابر t قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل»([18]).

وأعلمهم أن هناك داءً واحدًا ليس له دواء وهو الشيخوخة، فلما قيل له : يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: «تداووا فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم»([19]).

النهي عن التداوي بمحرم:
ومع طلبه الدائم وحثه على التداوي إلا أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يرخص التداوي بما حرّمه الله سبحانه،ومن ذلك : أن جاء رجل اسمه طارق بن سويد الجعفي وسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الخمر؟ فنهاه أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء»([20]).

ويدخل على زوجته أم سلمة - رضي الله عنها- فيجد عندها نبيذًا، وهو نوع من الخمر أحضرته للتداوي به فتقول أم سلمة: «أنها انتبذت فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والنبيذ يهدر فقال: ما هذا ؟  قلت: فلانة اشتكت فوُصِف لها قالت: فدفعه برجله فكسره، وقال: «إن الله لم يجعل في حرام شفاء»([21]). وقال أبو هريرة: «نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الدواء الخبيث»([22]).

وأعلن أن هناك من الأطعمة والأشربة المباحة الحلال ما يغني للطعام والشفاء، ومن أمثلتها عسل النحل الذي قال الله فيه: (النحل: 69). وكان ينصح به محمد (صلى الله عليه وسلم) لبعض الأمراض، فيقول أبو سعيد الخدري: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «اسقه عسلاً فسقاه»، ثم جاءه، فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقًا فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال «اسقه عسلاً»، فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «صدق الله وكذب بطن أخيك فسقاه فبرأ»([23]).

ومن أمثلتها أيضاً مثل الحبة السوداء التي قال فيها محمد (صلى الله عليه وسلم): «في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام»([24])، وفسره بأنه الموت.

وكان يأمر بالتداوي بغيرها من الأعشاب المتوافرة في وقته وزمنه، وكان يعالج بالحجامة، وكان يعالج بالكي، ولكنه كان يكرهه، فيقول جابر t سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : «إن كان في شيء من أدويتكم خير؛ ففي شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لذعة من نار، وما أحب أن أكتوي»([25]).

زيارة المريض:
لم يجعل محمد (صلى الله عليه وسلم) زيارة المريض من باب الترف والتكرم، بل أثبته حقًّا للمريض على الصحيح، وكرّرها كثيرًا فقال: «خمس تجب للمسلم على أخيه: ردّ السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز»([26]).

وكان يأمرهم بها، فيقول أبو سعيد الخدري: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «عُودُوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة»([27]) . ويقول أبو موسى الأشعري t: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):  «فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعُودوا المريض»([28]).  ويقول البراء t: «أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس ...»([29]).

وكان يرغّبهم في أجر الزيارة؛ لأنه ربما يتأفف بعض الناس،أو يتبرمون من زيارة المرضى، فكان يذكرهم بما فيها من الثواب، فتارة يقول لهم كما ينقل ثوبان مولى رسول الله(صلى الله عليه وسلم)  عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفَة الجنة. قيل: يا رسول الله وما خُرْفْة الجنة؟ قال:  جناها»([30]).

ويخبرهم أن من زار مريضًا تكفل ملك من الملائكة بالدعاء له أن يرزقه الله بالجنة، فيقول أبو هريرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من عاد مريضًا أو زار أخًا في الله ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك، وتبوّأت من الجنة منزلاً»([31]).

وتارة يخبرهم أن أي تقصير منهم في عيادة المرضى يستوجب عليهم عتابًا شديدًا من ربهم سبحانه، فيقول أبو هريرة t: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضتُ فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟» ([32]).

و تارة يسألهم حاثا إياهم على أداء هذه الواجبات لأهلها، فيقول أبو هريرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ » قال أبو بكر: أنا . قال: « فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر:  أنا . قال:« فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟» قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة».([33])

وكان يذهب بنفسه لزيارة المرضى، فذهب إلى سعد بن عبادة يزوره وهو مريض فيقول عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- : «اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى؟». قالوا:  لا يا رسول الله! فبكى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما رأى القوم بكاء النبي (صلى الله عليه وسلم) بكوا، فقال: «ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه».([34])

وعاد (صلى الله عليه وسلم) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- وكان قد أغمي عليه فقط، فيقول جابر t: «مرضت مرضًا، فأتاني النبي (صلى الله عليه وسلم) يعودني، وأبو بكر وهما ماشيان، فوجداني أغمي عليَّ، فتوضأ النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم صبَّ وضوءه عليَّ، فأفقت فإذا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث»([35]).

وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى رجل مريض من الأعراب، فعن عبد الله بن عباس t قال: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على أعرابيّ يعوده، قال:  وكان النبي (صلى الله عليه وسلم)  إذا دخل على مريض يعوده قال له: «لا بأس طهور إن شاء الله»([36]) .

وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى سعد بن أبي وقاص t يزوره فيقول سعد: جاءنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  يعودني من وجع اشتد بي زمن حجة الوداع، فقلت: بلغ بي ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟

قال: «لا». قلت بالشطر؟ قال: «لا».

قلت الثلث؟ قال: «الثلث كثير، أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعل في فـِيّ امرأتك»([37]).

وكان يؤتى بالمريض الصغير إليه (صلى الله عليه وسلم) لعلمهم حُبّه زيارة المريض، وعلّمهم أيضًا بانشغاله ورغبتهم في عدم الإثقال عليه، فيقول السائب t: ذهبتْ بي خالتي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وَجِع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة»([38]).

 

--------------------------------------------------------------------------------

 ([1])أخرجه مسلم (771).

 ([2])أخرجه مسلم (2999).

 ([3])أخرجه الترمذي (2516)، وأحمد (2664).

 ([4])أخرجه البخاري (5660)، ومسلم (2571).

 ([5])أخرجه أحمد (14726).

 ([6])أخرجه ابن ماجه (3469).

 ([7])أخرجه البخاري (5642)، ومسلم (2573).

 ([8])أخرجه البخاري (5648).

 ([9])أخرجه مسلم (2572).

 ([10])أخرجه الترمذي (2398)، وأحمد (1484).

 ([11])أخرجه الترمذي (2399)، وأحمد (7799).

 ([12])أخرجه الترمذي (2396)، وأبن ماجه (4013).

 ([13])أخرجه البخاري (5653).

 ([14])أخرجه البخاري (5652)، ومسلم (2576).

 ([15])أخرجه مسلم (2688).

 ([16])أخرجه أبو داود (5074)، وابن ماجه (3871).

 ([17])أخرجه البخاري (5678)

 ([18])أخرجه مسلم (2204).

 ([19])أخرجه أبي داود (2855)، والترمذي (2038).

 ([20])أخرجه مسلم (1984).

 ([21])أخرجه أبو يعلى في مسنده، وابن حبان، وانظر السلسلة الصحيحة للألباني حديث رقم (1633) .

 ([22])أخرجه أبو داود (3870)، والترمذي (2045).

 ([23])أخرجه البخاري (5716)، ومسلم (2217).

 ([24])أخرجه البخاري (5688)، ومسلم (2215).

 ([25])أخرجه البخاري (5680).

 ([26])أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162).

 ([27])أخرجه احمد  (11053).

 ([28])أخرجه البخاري (3046).

 ([29])أخرجه البخاري (2445)، ومسلم (2066).

 ([30])أخرجه مسلم (2568).

 ([31])أخرجه الترمذي (2008).

 ([32])أخرجه مسلم (2569).

 ([33])أخرجه مسلم (1028).

 ([34])أخرجه البخاري (1304)، ومسلم (924).

 ([35])أخرجه البخاري (5651)، ومسلم (1616).

 ([36])أخرجه البخاري (5656).

 ([37])أخرجه البخاري (5668)، ومسلم (1628).

 ([38])أخرجه البخاري (5670)، ومسلم (2345).