Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

كان منبره صلى الله عليه وسلم ثلاث درجات.ولم يوضع المنبر في وسط المسجد وإنما وضع في جانبه الغربي قريبا من الحائط وكان بينه وبين الحائط قدر ممر الشاة. متفق عليه

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
التغيير الاجتماعي

القبيلة:
جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى مجتمع قبلي كانت القبيلة فيه تمثِّل كل شيء، كان الرجل يموت ويحيا من أجل قبيلته، كانت القبيلة هي التي تمثِّل الوحدة الأساسية والكيان الذي يجتمع الناس حوله.

والحروب والصراعات والمعاهدات والسلم كلها تتم من خلال القبيلة، بل إن الدين الذي يختاره الإنسان لنفسه يتأثر بالقبيلة، فقد كان لكل قبيلة أصنام خاصة بها تعبدها وتلجأ إليها.

جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى هذا المجتمع القبلي وهو يحمل الدعوة إلى تصحيح العقيدة وتعليم الناس عبادة ربهم، وفي الوقت نفسه جاء بإصلاح الأوضاع الاجتماعية.

كان محمد (صلى الله عليه وسلم) واقعيًّا يدرك طبيعة المجتمع وتعقيداته، ومن هنا فالتغيير الذي ينشده لا ينبغي أن يتجاهل المجتمع وخصائصه.

جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) فرأى أن النظام القبلي رغم سلبياته ليس شرًّا محضًا جاء فلم يقوِّض النظام ويهدمه من أساسه؛ فهو إلغاء لمزايا هذا النظام، وهو مطلب غير واقعي.

جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) فأبقى على نظام القبيلة، وتعامل معه كما هو عليه ولكن:

وجَّه هذا النظام توجيهًا إيجابيًّا فجعله وسيلة لتعزيز وحدة المجتمع وتماسكه، ووسيلة للمحافظة على كيان المجتمع.

وفي المقابل عالج السلبيات المتأصلة فيه.

وقضى على التعصب والعنصرية، وقضى على عدِّ القبيلة مرجعية دينية وفكرية.

وفي العام الثامن من هجرته إلى المدينة فتح محمد (صلى الله عليه وسلم) مكة التي أخرجه أهلها منها وحاربوه ثماني سنوات.

وخاطب الناس وأكَّد على نقد هذه القيم السلبية، وأكد على أن الناس متساوون في أصل البشرية فهم جميعًا أبناء آدم.

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس! إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وتعاظمها بآبائها. فالناس رجلان: بَرّ تقيّ كريم على الله، وفاجر شقيّ هيِّن على الله. والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب.  قال الله: (الحجرات:13) ([1]).

كما ألغى محمد (صلى الله عليه وسلم) القيم القبيليَّه التي تفاضل بين الناس على هذا الأساس، وجعل الناس متساوين في الحقوق والواجبات.

وجعل تأهيل الإنسان وقدرته هي المعيار في تولي المسؤوليات والمهمات في المجتمع بِغَضّ النظر عن انتمائه القبلي.

وحين أرسل (صلى الله عليه وسلم) جيشًا إلى الروم في غزوة مؤتة أمَّر على هذا الجيش زيد بن حارثة، وهو مولًى، والمولى تعدّه العرب أقل شأنًا من أهل القبائل، فضلاً عن القبائل الشريفة، ثم جعل البديل له إن قُتل جعفر بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب t من بني هاشم من قريش، وهم أشرف قبائل العرب، وأعلاهم منزلة ومكانة،كما كان في الجيش العديد من شرفاء العرب وأصحاب المكانة العالية.

قتل زيد بن حارثة t في غزوة مؤتة، وحين أراد محمد (صلى الله عليه وسلم) إرسال جيش آخر ولى ابنه أسامة بن زيد ومنزلته الاجتماعية كمنزلة والده، بالإضافة إلى أنه كان شابًّا يافعًا، لكنه كان مؤهلاً لأداء هذه المهمة.

كان محمد (صلى الله عليه وسلم) بهذه القرارات يؤصل مبدأ وحدة المجتمع، وجعل الروابط القبلية في إطارها الصحيح، فلن ترفع الإنسان قبيلته ما لم يرفعه ويزكِّيه عمله وعطاؤه.

وكما قضى محمد (صلى الله عليه وسلم) على النعرات القبلية في الحقوق والمسؤوليات، فقد ألغى هذا الاعتبار في العقوبات؛ فالناس متساوون أمام الشريعة التي كانت هي قانون المجتمع.

ومن هنا أنشأ محمدٌ (صلى الله عليه وسلم) مجتمعًا بمعايير تختلف عن ذلك المجتمع، واستطاع إحداث ذلك التغيير الاجتماعي ودمج العرب ومن بعدَهم ممن دخل في الإسلام من غيرهم في مجتمع واحد.

تعزيز المسؤولية الاجتماعية:

إن تجمُّع العديد من الأفراد داخل إطار سياسي لا يكفي لتكوين مجتمع متماسك.

والمجتمع ليس مجرد مجموعة أفراد بل هو نظام يتفاعل فيه أفراده؛ ليحققوا هذا الكيان.

كانت العرب قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) يعيشون لذواتهم، اللهم إلا ما يفرضه الانتماء القبلي، و كانت هموم أحدهم لا تتجاوز ذاته وشؤونه الخاصة.

جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) فأكد على قيم المجتمع، وربَّى أتباعه على أن يكون أحدهم عضواً في المجتمع، وأن انتماءه للمجتمع يمنحه حقوقًا لا تحصل له بمفرده، لكن هذا الانتماء يفرض عليه في الوقت نفسه التزامًا ووجبات تجاه المجتمع.

وأكَّد محمد (صلى الله عليه وسلم) على أن المجتمع لُحْمَة واحدة، وكيان واحد، وأن كل فرد يعيش في المجتمع فهو مسؤول عن مصالح المجتمع يدافع عنها ويتبناها.

وحتى يجلِّي محمد (صلى الله عليه وسلم) هذه الصورة لأتباعه ضرب لهم مثلاً يحكي علاقة الفرد بالمجتمع، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما- قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): مثل المدْهِن في حدود الله والواقع فيها مَثَل قوم استهموا سفينة، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها،فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به،فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة ،فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: تأذيتم بي، ولا بد لي من الماء. فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجَّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم([2]).

وهذا الوصف يعني أن الفرد مسؤول عن الإسهام في حماية المجتمع مما يسيء، وعن الإسهام في رد المفسدين عن التأثير السلبي في المجتمع.

وأن الأفراد جميعًا سيدفعون ثمن ما يصيب المجتمع من نتائج سلبية؛ ولن يقف الأثر عند حدود من فعلوا ما يسيء وحدهم.

الإصلاح الاجتماعي:

مهما ارتقت المجتمعات وسمت فإنها ستبقى مجتمعات بشرية،لا تسلم من الضعف والقصور، ولا تنجو من الوقوع في الخطأ.

ولقد سعى محمد (صلى الله عليه وسلم)  إلى بناء أسس المجتمع المترابط، وقضى على كثير من النزعات والصراعات، ولكن حتماً تقع أخطاء بشرية، ومن هنا كان يبادر إلى الإصلاح فيما ينشأ من خلافات.

يروي لنا سهل بن سعد t أن أهل قباء اختلفوا وتنازعوا فيما بينهم حتى تراموا بالحجارة، فأُخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذلك فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم([3]).

وحين يكون الخلاف حادًّا كان يبادر إلى ذلك؛ فقد انطلق ليصلح بين فئتين من أصحابه، حتى إنه تأخر عن الصلاة فأمَّ الناسَ صاحبُه أبو بكر t([4]).

التكافل الاجتماعي:

لم تكن مسؤولية رعاية المجتمع عند محمد (صلى الله عليه وسلم) قاصرة على الدولة والحاكم فقط، بل أرسى معالم التكافل الاجتماعي بين الناس، وأكَّد مسؤولية الفرد في الإسهام في الدور الاجتماعي.

وتحكي لنا السيرة العديد من المواقف العملية التي كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يؤكد فيها على مسئولية الناس في التكافل الاجتماعي، ومنها:

عن أبي سعيد الخدري t قال: بينما نحن في سفر مع النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ جاء رجل على راحلة له. قال: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالاً. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من كان معه فضل ظهر فَلْيَعُدْ به على من لا ظَهْر له، ومن كان له فضل مَن زاد فليعد به على من لا زاد له».  قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل([5]).

وفي موقف آخر يتفاعل محمد (صلى الله عليه وسلم) مع ما رآه من حال المحتاجين، ويطلب من أصحابه المشاركة في رعاية هؤلاء،فعن جرير بن عبد الله قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحثَّ الناس على الصدقة، فأبطأوا عنه حتى رُئي ذلك في وجهه. قال: ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصُرَّة من وَرِق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا، حتى عُرف السرور في وجهه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فعُمِل بها بعده كُتِب له مثل أجر مَن عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعُمِل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء»([6]).

كما يجعل محمد (صلى الله عليه وسلم) من العبادات الموسمية أداة من أدوات التكافل الاجتماعي ورعاية المحتاجين.

فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دَفَّ أهل أبيات من أهل البادية حضرة الأضحى زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ادخروا ثلاثًا، ثم تصدقوا بما بقي».

فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله، إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الوَدَك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): وما ذاك؟  قالوا: نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. فقال: «إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت؛ فكلوا وادخروا وتصدقوا»([7]).

في تلك المواقف نرى التوازن في منهج محمد (صلى الله عليه وسلم)، فهو لم يجعل المحتاج والفقير يعيش في المجتمع دون أن يجد من يقوم عليه ويعوله، وفي الوقت نفسه لم يضيع حق الغني فهو محتاج إلى ماله؛ فيأمر محمد (صلى الله عليه وسلم) الناس بأن يتصدقوا بالفضل والزائد من أموالهم وحاجتهم، لا أن يكون ذلك سببًا لافتقارهم هم.

إن هذا الذي ينفق الفضل من ماله إنما يقدِّم لنفسه فهو سيلقى أجر ما ينفق عند الله أضعافًا كثيرة، كما قال الله عز وجل:  (البقرة: ٢٦١).

وهو فرد في هذا المجتمع، فكما أنه اليوم يحسن إلى محتاج، فقد يكون غدًا هو المحتاج، حينها سيجد من يرعاه ويحسن إليه.

ويؤكد القرآن الكريم على أخلاقيات الإحسان والإنفاق، وأنه لا ينبغي أن يتحول إلى وسيلة لإذلال الناس وإشعارهم بالمهانة  (البقرة: ٢٦٢ – ٢٦٤).

النصرة:

واحتياج الفرد في المجتمع لا يتوقف عند مجرد الحاجة المادية، بل قد تحصل له مواقف يحتاج فيها إلى من يقف معه ويؤيده.

ومن هنا يؤكد محمد (صلى الله عليه وسلم) على أن من حق كل فرد في المجتمع على أخيه أن ينصره،فعن أنس t قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا».

وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) يعرفون عنه أنه لا يقف مع الظالم، ولا يدعو إلى التعصب معه، فتساءلوا: يا رسول الله! هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: تأخذ فوق يديه([8]).

وهكذا يجعل محمد (صلى الله عليه وسلم) الفرد في المجتمع متمتعًا بحق النصرة: إن كان مظلومًا أن يُعَان على أخذ حقه ممن ظلمه، وإن كان ظالمًا أن يُنَاصح، ويُبَيَّن له عاقبة الظلم وشؤمه، وهذا نَصْر له، حيث إن الظالم ربما كان أحوج إلى النصر من المظلوم، فهو سيدفع ثمن هذا الظلم عاجلاً أو آجلاً.

لقد غيَّر محمد (صلى الله عليه وسلم) هذه القيم السائدة في مجتمعه، بعد أن كان الضعيف يضيع حقه نتيجة بطش الآخرين وتسلطهم، وبعد أن كان الفرد يقف مع قريبه أو صديقه وينصره بغضَّ النظر عن كونه على حق أو باطل، ظالمًا أو مظلومًا.

جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) فأكَّد القيمة الإيجابية في النصرة، ووسع دائرتها لتشمل أفراد المجتمع كافة ، دون أن يكون مصدرها الانتماء القبلي فحسب، وهذَّب هذه الدوافع فألغى التعصب الأعمى والوقوف مع الظالم.

التواصل:

ومما أكَّده محمد (صلى الله عليه وسلم) في مجال البناء الاجتماعي التواصل بين الأقارب والقيام بحقوقهم.

فأكد محمد (صلى الله عليه وسلم) على صلة الرحم، وهم أقارب الإنسان، وجعل هذا الأمر عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل.

ولم يكتفِ بأن يطالب الإنسان بصلة من يعرفهم من أقاربه، بل جعل محمد (صلى الله عليه وسلم) من مسؤولية الإنسان أن يتعرف على أقاربه؛ ليقوم بواجبه نحوهم، فعن أبي هريرة t عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم»([9]).

وفي مقابل التأكيد على صلة الرحم وذوي القرابة؛ فإن محمدًا يحذِّر من الصورة المقابلة، وهي الإساءة والقطيعة؛ فالإساءة مذمومة، وحين تكون لمن تجب صلته تصبح أشد ذمًّا،فعن جبير بن مطعم t أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: « لا يدخل الجنة قاطع»([10]).

ويؤكد محمد (صلى الله عليه وسلم) على أن صلة ذوي الرحم ليست مقابل إحسانهم، بل هي حق مكتَسب لهم؛ لكونهم ذوي رحم.

ويؤكد على رعاية هذا الحق والقيام به حتى لو أن الآخرين قد قصَّروا،فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعَت رحمه وصلها»([11]).

وعن أبي هريرة tأن رجلاً قال: يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ.  فقال: «لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»([12]).

ويبين محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الإحسان إلى القريب فيه أجران: أجر الإحسان والصدقة، وأجر الصلة. فعن سلمان بن عامر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة»([13]).

ومن شأن هذا التوجيه أن ينظم دائرة مسؤولية التكافل الاجتماعي داخل المجتمع، فيجعل المسلم مسؤولاً عن التكافل في مجتمعه بعامة، لكن المسؤولية آكد في شأن قرابته.

الشفاعة الحسنة:

ومن صور الإحسان التي دعا إليها محمد (صلى الله عليه وسلم): الشفاعة الحسنة، فقد لا يملك الإنسان الإنفاق أو لا يستطيع قضاء حوائج الآخرين، لكنه يمكن أن يكون وسيطًا بينهم وبين من يستطيع ذلك،فعن أبي موسى t عن النبي (صلى الله عليه وسلم)  قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، ثم شبَّك  بين أصابعه، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) جالسًا؛ إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: اشفعوا فَلْتُؤجروا، ولْيَقْضِ الله على لسان نبيه ما شاء»([14]).

المعسر:

كما أكَّد محمد (صلى الله عليه وسلم) على قيمة من القيم الاجتماعية، ألا وهي التيسير على المعسرين؛ والمعسر هو مَن عليه حقوق والتزامات وديون لا يفي ما لديه من مال بسدادها، فعن عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة طلب غريمًا له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: إني معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإني سمعت رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) يقول: «من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فَلْيُنَفِّس عن معسر أو يضع عنه»([15]).

وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى، فقال عز وجل:  (البقرة:280).