Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          قصة حية:

عن عبد الله بن  مسعود   رضي الله عنه قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى ، إذ نزل عليه : (والمرسلات ) وإنه ليتلوها ، وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اقتلوها . فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وقيت شركم ، كما وقيتم شرها .
رواه البخاري

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
محمد رسول الله

1- حياةُ رسولِ اللهِ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) في سطور نسبه (صلى الله عليه وسلم): هو أبو القاسمِ محمدُ بن عبدِ الله، بنُ عبدِ المطلب، بنُ هاشمٍ بن عبد مناف، بنُ قصي، بن كُلاب، بن مُرَّة، بن كعب بن لؤي بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معدّ، بن عدنان، وعدنان من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

أمُّه (صلى الله عليه وسلم):

وأمُّ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) هي آمنةُ بنتُ وهبٍ بن عبدِ منافِ بن زهرة بن كُلاب.

ولادته (صلى الله عليه وسلم):

وُلِدَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) بمكةَ في العامِ الذي غزا فيه أبْرهةُ الأشرمُ مكةَ لهدمِ الكعبةِ، وهذا العامُ يوافقُ سنةَ (570-571م).

وقد وُلدَ يوم الاثنينِ من شهرِ ربيعٍ الأولِ من هذا العامِ.

وفاة والديه وجده (صلى الله عليه وسلم):

ومات أبوه عبدُ اللهِ وهو حَمْلٌ في بطنِ أمهِ، ثم ماتتْ أمهُ وهو في السادسةِ من العمرِ، فكفلهُ جدُّه عبدُ المطلبِ الذي ماتَ هو الآخرُ ورسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ابنُ ثمانِ سنين.

رَضَاعهُ (صلى الله عليه وسلم): أرضعته ثويبةُ جاريةُ أبي لهبٍ، وأرضعته حليمةُ السعديةُ.

نشأته (صلى الله عليه وسلم):

ونشأَ (صلى الله عليه وسلم) يتيمًا يكفلهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ، فلما ماتَ كفلهُ عمُّه أبو طالبٍ، واعتنى به وشمله بالعطفِ والرعايةِ.

وطهّره اللهُ ﻷ من دنسِِ الجاهليةِ ومن كلِّ عيبٍ، ومنحه كلَّ خلقٍ جميلٍ، حتى لم يكنْ يُعرفُ بين قومِه إلا بالأمينِ، لما شاهدوا من أمانتهِ وصدقِ حديثهِ وطهارتهِ.

وسافرَ (صلى الله عليه وسلم) إلى الشامِ مع عمهِ أبي طالبٍ في تجارةٍ له.

ثم خرجَ ثانيًا إلى الشامِ مع ميْسرةَ ـ غلامِ خديجةَ رضي الله عنها ـ في تجارةٍ لها وذلك قبلَ أن يتزوجها، فلما حدَّثَها ميسرةُ عن صدقهِ وأمانتهِ وما بَهَرهُ من شأنهِ وخلقهِ رَغِبتْ في التزوجِ به.

فلما بلغ خمسًا وعشرين سنةً تزوجَ (صلى الله عليه وسلم) خديجةَ بنتَ خويلدٍ، وكانت في الأربعين من عمرها.

ابتداء الوحي:

فلما بلغَ أربعين سنةً عام 610م اختصَّه اللهُ بكرامتهِ، وابتعثه برسالتهِ.

أتاه جبريلُ عليه السلام وهو بغار حِراء ـ جبلٍ بمكة ـ وكان اللهُ قد حببَ إليه الاختلاءَ بنفسهِ للتأملِ في هذا الغارِ.

نزلَ عليه جبريلُ بغارِ حراءِ فقالَ له: اقرأْ. قالَ: لستُ بقارئٍ. فغطَّاه الملَكُ حتى بلغَ منه الجهدُ. ثم قالَ له: اقرأْ. فقالَ: لستُ بقارئٍ. فعلَ ذلك ثلاثًا. ثم قال له: [العلق:1-5].

فرجعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إلى خديجةَ ل يرتجفُ، فأخبرها بما حدثَ له، فثبَّتته وطمأَنته وقالتْ له: كلا، واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدًا، إنك لتصلُ الرحمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتقري الضيفَ، وتُكسبُ المعدومَ، وتُعينُ على نوائبِ الدهرِ.

ثم فتر الوحيُ لحكمةٍ يعلمها اللهُ ﻷ ثم نزلَ على النبيِّ مرةً أخرى ومعه التكليفُ الأكيدُ والأمرُ الجازمُ بالدعوةِ والبلاغِ وتحملِ المسؤوليةِ، فأنزل عليه قولَه: [المدثر:1-5].

فأمره اللهُ تعالى في هذه الآياتِ أن يُنذرَ قومَه ويدعوَهم إلى عبادة اللهِ وحده، فدعا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) الكبيرَ والصغيرَ والحرَّ والعبدَ، والرجالَ والنساءَ، والأبيضَ والأسودَ، فاستجابَ له البعضُ، وكَفَرَ به الأكثرون.

مراحل دعوته (صلى الله عليه وسلم):

ابتدأَ (صلى الله عليه وسلم) الدعوةَ سرًّا، واستمرَّ على ذلك ثلاثَ سنين يدعو الرجلَ تلو الرجلِ، فلما نَزَلَ عليه قولُه تعالى: ﴿ﭞ ﭟ ﭠ﴾ [الحجر:94]، جَهَرَ بدعوتِه، فكان يذهبُ إلى الناسِ في أسواقِهم وأنديتِهم وأماكنِ تجمعِهم يدعوهم إلى اللهِ تعالى.

صبره (صلى الله عليه وسلم) على الأذى:

لَقِيَ (صلى الله عليه وسلم) صنوفَ الأذى والشدائدِ من قومهِ وهو صابرٌ محتسبٌ، فلما أكثروا من إيذاءِ أصحابِه، أمرهم أنْ يخرجوا إلى أرضِ الحبشة عام 615م، فرارًا من الظلمِ والطغيانِ فهاجروا لأن بالحبشة ملك نصراني عادل.

هجرته إلى المدينة:

ثم خرجَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) مع صاحبهِ أبي بكرٍ فتوجَّهَ إلى المدينةِ مهاجرًا عام 622م، تاركًا بلدَه الذي وُلِدَ وترعرعَ فيه بعد ثلاثَ عشرةَ سنةً من التكذيبِ والاضطهادِ والمعاناةِ، إلى دارٍ أخرى تلقَّاه أهلُها بالرَّحبِ والسَّعةِ، فآمنوا به وصدقوه، وبذلوا أنفسهم وأموالهم في حمايته ونصرة دينه.

وفي المدينةِ أقامَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) دولةَ الإسلامِ ووضعَ أولَ دستورٍ مَدَنيٍّ عَرَفه التاريخُ وهو ما يُعرفُ بدستورِ المدينةِ، وقد أقرَّ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) فيه مبدأَ التعايشِ السِّلمِّي بين الأفرادِ والجماعاتِ والأديانِ وحَفِظَ فيه للأقلياتِ حقوقَها في سابقةٍ لم يَعْرفْ التاريخُ مثلَها في هذا الوقتِ.

ومن نصوص هذا الدستور المدنيِّ:

هذا كتابٌ من محمدٍ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) رسولِ اللهِ بين المؤمنينَ والمسلمينَ من قريشٍ وأهلِ يثرب ومن تبعهم فلحقَ بهم وجاهدَ معهم.

§ إنهم أمةٌ واحدةٌ من دونِ الناسِ.

§ وإن المؤمنين لا يتركون مُفرحًا(*) بينهم أن يعطوه بالمعروفِ.

§ وإنَّ المؤمنين المتقين أيديهم على كلِّ من بَغَى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلمٍ(*)، أو إثمًا أو عدوانًا أو فسادًا بين المؤمنين، وإنَّ أيديَهم عليه جميعًا ولو كان وَلَدَ أحدِهم.

§ ولا يَقتُل مؤمنٌ مؤمنًا في كافرٍ، ولا يَنصْرُ كافرًا على مؤمنٍ.

§ وإنَّ المؤمنين بعضُهم مَوالي بعضٍ دونَ الناسِ.

§ وإن من تبعنا من يهودَ، فإنَّ له النصرةَ والأسِوةَ، غير مظلومين ولا متناصرٍ عليهم.

§ وإن المؤمنين المتقين على أحسنِ هديٍ وأقومِهِ.

§ وإنَّ اليهودَ ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

§ وإنَّ يهود بني عوفٍ أمةٌ مع المؤمنين، لليهود دينُهم وللمسلمين دينُهم، مواليِهم وأنفسِهم، إلا من ظَلَمَ نفسَه وأثمَ فإنه لا يوتِغُ(**) إلا نفسَه وأهلَ بيتِهِ.

§ وإنَّ على اليهودِ نفقتَهم، وعلى المسلمين نفقتَهم.

§ وإن بينهم النصرَ على من حاربَ أهلَ هذه الصحيفةِ، وإن بينهم النصحَ والنصيحةَ والبرَ دون الإثمِ.

§ وإنه ما كان بين أهلِ هذه الصحيفةِ من حَدَثٍ أو اشتجارٍ يُخاف فسادُه فإنَّ مردَّه إلى اللهِ، وإلى محمدٍ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم).

§ وإنَّ بينهم النصرَ من دَهَم يثربَ.

§ وإنه لا يحول هذا الكتابُ دون ظالمٍ أو آثمٍ، وإنه من خرجَ آمنٌ، ومن قعد آمنٌ بالمدينة، إلا من ظَلَمَ وأثم، وإنَّ اللهَ جارٌ لمن برَّ واتقى، ومحمدٌ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم).

أبرز ما كان يدعو إليه محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إنَّ أهمَّ ما بدأَ به النبيُّ محمدٌ دعوتَه هو إفرادُ اللهِ تعالى بالعبادةِ، وتركُ عبادةِ مَنْ سواه، ودعا كذلك إلى تعزيزِ القيمِ الخُلقية مثل: الصدقِ والعدلِ والمساواةِ والرحمة والوسطيةِ.

كما أعلى من شأنِ الأخلاقِ الحسنةِ وجعلها من أهمِّ ما يَتقربُ به الإنسانُ إلى ربه، وأكَّد على كونِ الدنيا مزرعةً للآخرةِ، وأنَّ الإنسانَ مستخلفٌ فيها ليعمرَها بكلِّ مفيدٍ ونافعٍ.

وأمرَ النبيُّ بأداءِ الحقوقِ لأصحابها أيًّا كان هذا الصاحبُ مؤمنًا أو غيرَ مؤمنٍ إنسانًا أو حيوانًا. ومن أهمِّ ما أولاه العنايةَ في حقوقِ الإنسانِ حريةُ المعتقد وعدمِ إكراهِ أحدٍ على دخولِ الإسلامِ تنفيذًا للأمرِ الإلهيِّ القاضي بأنه ﴿ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾.

أولادُه (صلى الله عليه وسلم) وبناتُه:

كلُّ أولادهِ (صلى الله عليه وسلم) من ذكرٍ وأنثى فمن خديجةَ بنتِ خويلد، حاشا إبراهيمَ فإنه من ماريةِ القبطية التي أهداها إليه المقوقسُ مَلِكُ مصرَ.

فالذكورُ من ولده: القاسمُ وبه كان يُكَنَّى، وعاش أيامًا يسيرة، وإبراهيمُ ولد بالمدينةِ وعاش عامين إلا شهرين ومات قبله (صلى الله عليه وسلم) بثلاثةِ أشهرٍ.

وعبدُ الله وهو الملقب بالطاهرِ والطيِّبِ، وقد مات في حياتِه (صلى الله عليه وسلم) أيضًا.

وأما بناتُه (صلى الله عليه وسلم) فهن: زينبُ، ورقيةُ، وفاطمةُ، وأمُّ كلثومِ.

أزواجُه (صلى الله عليه وسلم) :

ولما بلغَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) سنَّ الخامسةِ والعشرين تزوجَ من السيدةِ خديجةَ بنتِ خويلدٍ ل، وكانَ لها حينئذٍ من العمرِ أربعونَ عامًا، وظلَّ معها طيلةَ خمسٍ وعشرينَ سنةً، لم يتزوجْ عليها غيرَها حتى توفيتْ وقد ناهزتِ الخامسة والستين عامًا، وكانَ عمرُه خمسينَ سنةً، وتزوجَ بعد ذلك بالعديدِ من النسوةِ لم يكنْ منهنَّ بكرًا إلا عائشةَ ل. وقد كانَ زواجُهُ منهنَّ بعدَ هذا العمرِ له حكمٌ عديدةٌ منها:

1- غاية تعليمية: لتخريج بضع معلمات للنساء يعلمهنَّ الأحكام الشرعية، وخاصة التي تتعلق بهنَّ.

2- غايةٌ تشريعيةٌ: لإبطالِ بعضِ العاداتِ الجاهليةِ المستنْكرةِ كعادةِ التبني كزواجِهِ من السيدةِ (زينبَ بنتِ جحشٍ).

3- غايةٌ اجتماعيةٌ: وهذه واضحةٌ تمامًا في تزوجِهِ من السيدةِ عائشةَ ابنةَ وزيرِهِ الأولَ أبي بكرٍ الصديقِ، ثم زواجِهِ من السيدةِ حفصةَ ابنةَ وزيرِهِ الثاني عمرَ بنِ الخطابِ.

4- غايةٌ سياسيةٌ: فقد كانَ زواجُهُ من السيدةِ (جويريةَ بنتِ الحارثِ) سيدةَ بنيِ المصطلقِ، وكذا زواجهُ من السيدةِ (صفيةَ بنتِ حييِّ بنِ أخطبَ) سيدةَ بني قريظةَ.

وبذلك يظهرُ نبلُ رسولِ اللهِ، وسموُّ غرضِهِ، وجميلُ قَصْدِهِ في زيجاتِهِ كلِّها، إذ لم يكنْ للهوى سلطانٌ على قلبِهِ ولم يكن زواجه عليه الصلاة والسلام بهذا العدد من النساء مستغربًا في مجتمعه، فقد كانت هذه عادة اجتماعية مألوفة.

وفاتُه (صلى الله عليه وسلم):

مكثَ (صلى الله عليه وسلم) بالمدينةِ عشرَ سنينَ، وتُوفيَ وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ سنةً، وغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وعمّهُ العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ وآخرون، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ بيض.

وصلَّى عليه المسلمون أفذاذًا، لم يؤمَّهم عليه أحدٌ لعظمِ قَدْرِهِ، ولأنَّه هو الإمامُ حيًّا وميتًّا (صلى الله عليه وسلم).

ودُفنَ (صلى الله عليه وسلم) في الموضعِ الذي توفَّاه اللهُ فيه، فلما دُفِنَ قالتِ ابنتُهُ فاطمةُ لأنسٍ: كيفَ طابتْ أنفسُكم أَنْ تحثوا الترابَ على رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم).

وقالَ أنسٌ: لما كانَ اليومُ الذي قَدِمَ فيه رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) المدينةَ أضاءَ منها كلُّ شيءٍ، فلما كانَ اليومَ الذي ماتَ فيه أظلمَ منها كلُّ شيءٍ.

* * *

 

--------------------------------------------------------------------------------

(*) المفرح: المثقل بالدين والكثير العيال.

(*) ابتغى دسيعة ظلم: أي طلب شيئًا على سبيل ا لظلم.

(**) لا يوتغ: لا يهلك.