Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-        وصايا نبوية للنجاح:

مفاتيح النجاح في قوله (صلى الله عليه وسلم): (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، أي خذ بالأسباب كافة، الإيمانية والمادية، فإن الفلاح معقود بقوة الإيمان وصدق الإرادة وعلو الهمة، ولذلك قال في أول الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف). رواه مسلم.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
(تواضعه صلى الله عليه وسلم)

(مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان سيد الجزيرة

العربية،فإنه لم يفكر في الألقاب،ولا راح يعمل لاستثمارها

بل ظل على حاله مكتفياً بأنه رسول الله وأنه خادم المسلمين

ينظف بيته بنفسه ويصلح حذائه بيديه..)

ايفلين كوبولد

1- التواضع في الهيئة والألقاب.

*لم يكن متميزاً عن أصحابه في هيئته أو مجلسه، فكان الداخل في المسجد لا يعرفه حتى يسأل فيقول:أيكم محمد؟

(وعن عبد الله بن عمرو قال:دخل عليَّ رسول الله فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف،فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه) البخاري ومسلم.

*(وكان صحابته لا يقومون له لما عرفوا من كراهيته لذلك..)

عن أنس رضي الله عنه قال:جاء رجل للرسول فقال: يا خير البرية،فقال رسول الله :(ذاك إبراهيم عليه السلام) رواه مسلم.

النفس المتواضعة أشبه بالأرض الخضراء،مستوية الأرض،سهلة المرتع،اجتمع فيها خيرات الأرض والسماء،فكلٌ يدنو منها،هذا يجني من ثمار شجرها،وذاك يرتوي من ماء نبعها،وآخر يقيل في ظلها،ورابع يرعى من كلئها،بل وحتى طيور السماء تحوم وتحلق حولها وتهاجر إليها.

الشخصية المتواضعة لا تعرف التصنع والتكلف في الهيئة والحركة والمجلس،إذ أن مِداد إيمانها يضفي لسمتها توهجاً،ولسنا محياها بريقاً وتميزاً.

تواضع تكن كنجم لاح لناظر**على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تكن كدخان يعلو بنفسه ** على طبقات الجو وهو وضيع

2- التواضع في الفراش والأثاث.
عن ابن عباس-رضي الله عنه-قال:مكثت سنه أُريدُ أن أسال عمر بن الخطاب عن آية....الحديث وفيه:- (وإنَّهُ_أي رسول الله لعلى حصير ما بينه وبينه شيءٌ وتحت رأسه وسادةٌ من أدَم حشوها ليفُ..فرأيتُ أثر الحصير في جنبه فبكيتُ،فقال:(ما يبكيك؟)فقلت:يا رسول الله،إن كسرى وقيصر فيما هما فيه،وأنت رسول الله،فقال:(أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) للبخاري.

- إنَّ من الأسرار العجيبة عند التأمل في لحظة وداع الحياة الدنيا،نجد تشابهاً كبيراً بين حال من حُرِم متاعها وقَلبُه متقطع حسرة،وبين من كان مستغرقاً في ملذاتها!!

- إنَّ أكثر ما يحمل الناس على السعي وراء متاع الحياة الدنيا،هو التغاير والتنافس مع النظراء والأنداد فإذا كان عمر

-رضي الله عنه-ساق لرسول الله نظيرين تقاسما ملك الدنيا أنذاك (كسرى وقيصر) فإن هذا لم يهتز له رسول الله قيد

أنملة-فكان جوابه-بلهجة الواثق بربه( أما ترضى أن يكون لهم الدنيا ولنا الآخرة).

و أخيـــــــراً...

كيف يهنأ قلب ويرتاح ضمير من يتوسد الفراش الوثير ويلتحف الأغطية الثمينة ويتقلب في الأسرة المذهبة في حين هناك آلاف العورات المكشوفة فقراً والعظام الهزيلة جوعاً والبطون المنتفخة سُقماً؟؟

3- التواضع في ثيابه.

ففي حديث مسلم عن عائشة رضي الله عنها،قالت:(خرج النبي ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود..)

عن أبي بردة قال:(أخرجت إلينا عائشة رضي الله عنها كساءاً وإزاراً غليظاً فقالت قبض رسول الله في هذين)متفق عليه.

ولبس الجميل( فعن البراء بن عازب قال:رأيته في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه) متفق عليه

قالت أم سلمة رضي الله عنها:(كان أحب الثياب إلى رسول الله القميص) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة

قال(ابن القيم)رحمه الله(لبس رسول الله البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقميص والسراويل والإزار والرداء والخف والنعال) زاد المعاد

- إذاً كان من هديه أنه كان يلبس ما يلبس الناس كافة،فلم يتميز عنهم بلباس خاص به صلوات ربي وسلامه عليه،ولِمَ التميز بشارة اللباس؟!

أو ليس التقوى خيرٌ من ريش الزينة وبهرجها؟

وقد حذر نبينا التميز في اللباس بتعمد مخالفة ما اعتاد عليه الناس لمجرد(أنا ابن اعرفوني) فقال :(من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة في الآخرة)..

ومما جاء في فتاوى ابن تيمية(138/22)"وتكره الشهرة من الثياب،وهو المترفع الخارج عن العادة،و المتخفض الخارج عن العادة؛فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين...،وخيا الأمور أوسطها"

- ولو تأملنا في حالنا اليوم لرأينا عجباً،فهناك لباس خاص بالدعاة في بعض بلاد المسلمين ولباس(الكشخة)وهو في الغالب يتسم بوصفي الغلاء أولاً ومسايرته للموضة ثانياً ويأتي بعد تصنيف الناس حسبما يلبسون:فهذا يبدو عليه الغِنى واليسار وذاك الفقر والإعسار،وهذا يبدو-من هيئة لباسه-الانفتاح والميل إلى التطوير والتجديد،أما ذاك فهو منغلق تقليدي جامد،و هذا متكلف وذاك متواضع وهذا يحب الحياة متفائل وهذا سوداوي متشائم،وهذا يتسم بالرسمية في تعاملاته وذاك بالبساطة والأريحية،وهذا جدي وعملي،وذاك مرح ودود وهذا صارم وحازم وذاك حالم ناعم..

أما الألوان فالناس فيها أنماط وأنواع وإن كانت التجارب الحياتية أثبتت الالتصاق الوثيق بين الباطن والظاهر والتأثير القوي الذي يجمعهما،ومن قبلها جاءت النصوص القرآنية في تقرير ذلك كما قال تعالى حكاية عن قارون المتغطرس( فخرج على قويه في زينته)..القصص آيه (79)

ومن المهم الإشارة إلى المثل الشائع على الألسن(كل ما تريد وألبس ما يريده الناس) وإن كان المثل معمولاً به إلى حد بعيد،شاء الناس أو أبوا،فقد رضي منا الكثيرون مراعاة جانب الناس في لباسهم إما مجاراة لأعرافهم وعاداتهم أو خوفاً من تقييمهم ونقدهم أو طلباً لاستحسانهم وإعجابهم،أو محاكاة وتقليداً لما تمليه علينا خطوط الموضة.

وقد يبدو هذا المثل مناسباً إذا كانت الأعراف الاجتماعية منضبطة وفقاً لشرع الله عز وجل .

ولا يمنع ذلك من وجود دوافع نفسية تقف وراء خروج البعض بلباسهم عما اعتاد عليه الناس،إما رغبة منه في لفت الأنظار إليه أو لمجرد الاستمتاع بالجديد وتململه من المألوف القديم أو قد يكون تعبيراً سافراً عن سخطه تجاه المجتمع وضوابطه..

4- مسكن النبي صلى الله عليه وسلم.

* كانت بيوته سقفها من جريد وكانت تسعه أبيات،أبوابها من خشب،أما الحجرات وهي أمام الغرف فأبوابها الستور،أما مساحة هذه البيوت فكانت غير واسعة ففي الصحيح أن النبي كان إذا أراد السجود في صلاة الليل غمز عائشة رضي الله عنها فكفت رجليها ريثما يسجد فإذا قام بسطها.

ولما هدمت البيوت بكى أبناء أصحاب رسول الله حتى أخضلت لحالهم،وقالوا: ليتها تترك ولم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويروا ما رضي الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيديه..

- وقفة مع العبارة الأخيرة(ومفاتيح خزائن الدنيا بيديه)تنفي عن رسوله صفة العجز عن بلوغ مصاف أثرى ملوك الأرض،لو أراد!!ولكنه أدرك بوعي قيمة هذه الحياة الدنيا،ولذا وصفها لصحابته،وضرب لها أمثالاً(بالظل الزائل) (وجدي أسك)،وصرح بأنها(لا تساوي عند الله جناح بعوضة)...

ثم أن إدراكه لم يقف عند الخطوة الأولى،فهذه الخطوة قد اهتدى إليها بعض رواد الديانات الوثنية أيضاً،ودينهم مردود إليهم،وإنما هذا الإدراك اليقيني قاده-بوحي من ربه-إلى خطوات أخر:-

1- الإيمان الكامل بأن وراء هذه الحياة القصيرة حياة أزلية باقية(والآخرة خير وأبقى) الأعلى (17)

(وإنَّ الدار الآخرة لهِيَ الحيوان لو كانوا يعملون) العنكبوت (64)

2- التزود والاستعداد وأخذ الأهبة للحياة الباقية،مع الالتفات للحياة الدنيا بحسب قيمتها ومدة بقائنا فيها،فهي في الحقيقة قنطرة أو قل معبراً للحياة الآخرة.

3- إدراك الوظيفة الكبرى والمهمة العظمى التي لأجلها خلق البشر(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات(56)

أي نفي وصف العبثية عن إيجاد الخلق ورفض حكم الهزلية

على مسرحية الحياة(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون (115)

وخلاصة الكلام..

أن معرفة القيمة الحقيقية للحياة الدنيا تجعلنا لا نلتفت إليها،فلا نفرح للموجود ولا نحزن للمفقود..أما البديل فهو حاضر في وعينا وإن كان غائب عن أعيننا،إنها الحياة الآخرة،فلم لانشتغل باعمارها،وتشييدها،وتزيينها بأجود الخامات وأغلى المعادن وأنفس الأحجار؟!تحاط بها الجنان الغناء وتجري في شقوقها الأنهار الصافية متعددة النكهات، وتحلق في سمائها طيور خضر ترتع في رياض الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديلها .

-يرى عدد من المهتمين بالعمارة والتخطيط أن هناك علاقة وثيقة بين البناء وأسلوب تشييده وزخرفته وبين ما يتمتع به أبناء عصره من رخاء وفن بل وعادات وتقاليد وأنماط حياة، فالأسقف المرتفعة والاسطوانات العريضة والجدران المنحوتة أو المنقوشة والنوافذ الضيقة والمرتفعة تشير إلى قوم تمتعوا برغد في الأرزاق وبسطة في الأجسام وقوة في العزائم وتعلق بالدنيا كبير هذا فضلآ عن الحذر و الغيرة على المحارم و الخصوصية !وقس على ذلك .ولكن حجرات النبي صلوات ربي وسلامه عليه التي اتسمت بالبساطة المتناهية أثبتت أن العيش لهدف،يؤثر في سلوك صاحبه ونظرته للأشياء،بحسب قيمة هذا الهدف وأهميته،فمن كان هدفه كخير الخلق وسيد الأنبيا تشييد صرح هذا الدين العظيم،والإحسان إلى الخلق بإنقاذهم من ويلات الشرك إلى نعيم التوحيد،فإنه -وبلا شك- سيجند كل إمكانياته وقواه نحو هذا الهدف،وعلى رأسها(المال) فلِم تبديده وتضييعه قبل بلوغ الهدف؟فهل يعي أثرياء العالم الإسلامي-المشغوون بالتسابق لشراء أفخم القصور في أجمل البقاع- تلك الحقيقة؟

_لقد عاش رسول الله بصحبة نسائه حياة أسرية هانئة،فلم تكُ البيوت الضيقة قط سبب في ضيق النفوس ونكدها،وكما قيل"ما ضاق مكان بمتحابين وما وسعت الدنيا بأكملها اثنين متباغضين"وإن كان تعويل الخلافات الأسرية على ضيق مساحة البيوت،فإن اتساع البيوت وكثرت مرافقها قد يكون سببآ في ضعف العلاقات الأسرية أيضاً.فنخلص من هذا إلى أن الأسرة المتحابة إذا ضمها مسكن واسع كان ذلك من نعم الله الوافرة ومن أسباب السعادة الغامرة,

_على صغر مساحة بيوت النبي إلا أن الضياء المنبثق منها قد غمر الكون من حوله..فتأمل!!

5_ - التواضع في مركبه.

عن أسامة بن زيد-رضي الله عنهما-(أن رسول الله ركب على حمار على إكافٍ علية قطيفة فَدَكيِّةٌ وأردف أسامة وراءه) الفتح جـ/ا (5964)

- لقد جرت عادات الناس منذ القدم على تصنيف المركوبات من الدواب،وكانت الحمير في مؤخرة القائمة..فلم يمنع ذلك خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه وسيد ولد ابن آدم من ركوبه،وهو لو شاء لامتطى أنفس النوق وأمهرها.

- إنها النفس البشرية الحرة الأبية، النفس التي تحررت من أغلال المعايير الجاهلية وتعالت على موروثاتها السطحية لترسم لنفسها وللبشرية من بعدها منهجاً شريفاً لا ينتهي طرفه عند مرمى البصر بل يتجاوزه لما وراء الحِس.

- ولا زالت ظاهرة التفاخر أو التصاغر بالمركوبات سمة المجتمعات اليوم، يجد الراغب في مخالفتها عنتاً ومشقة شديدين قد يبدو أقلها رمية بالبخل أو التخلف عن مواكبة روح التمدن.

- ولا نشك أن هناك شعوراً بالنشوة والزهو يعتري مَنْ يقتني المركبة الفاخرة ولكنه شعور ناقص مشوب بالخوف والحذر،كما الفرح بسائر نعيم الدنيا.

إذا طاب لي عيش تنغصت طيبه
بصدق يقيني أن سيذهب كالحلم
ومن كان في عيش يراعي زواله
فذالك في بؤس،وإن كان في نعم

6- (صلوات ربي وسلامه عليه) في بيته.
وأخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ما كان النبي في بيته؟قالت:كان في مهنة أهله،تعني خدمة أهله) و جاءت في روايات أخرى (كان يخصف نعله،ويحلب شاته،ويخيط ثوبه)..

لو/أن الزوج أول ما يدلف داره يغلق دونه مشاغله وهمومه، ليشاطر أهل البيت أعمالهم ويعينهم في تحمل أعبائهم بما يقدر عليه لكان أسلوباً صادقاً للتودد والتقرب من الزوجة.

لو/كان ذلك هو حال أغلب الأزواج لرسموا بصنيعهم صورة حية وقدوة صالحة للإقتداء لدى الأبناء،أغنتهم عن كثير من الخطب الرنانة والدروس المطولة في تفعيل مبدأ التعاون أو "قضاء الحوائج".

لو/كان كل فرد من الأسرة يعرف وظيفته وكل تقاسم واجبه، لنفضنا غبار الكسل عن سواعدنا ولدحرنا داء العجز عن هممنا ونشأنا أقوياء الأبدان مستعدين لمواجهة ما يستجد من تجارب الحياة.

لو/كان الزوج ممن يلتزم بهذا الخُلق النبيل وتبعه ابناؤه،ولو بالشيء البسيط لقويت الصلات الأسرية،ولما شعر بعض أفرادها لاسيما الإناث بالغبن من جراء ما يحظى به الذكور من إمتيازات.

لو/كان الزوج ممن يمارس بعض المهام المنزلية،ولو باليسير،لقويت الدافعية للعمل عند الزوجة،ولساورها شعور جميل بالرضا،أثناء ممارستها لأعمالها المنزلية.

لو/كان الزوج ممن لا يتنزه عن القيام بشيء من الأعباء المنزلية لزاد تقدير الزوجة لذاتها،ولما راودتها مشاعر سلبية نحو نفسها كالتهميش والدونية.

لو/كنا كما كان رسول الله في بيته مُقِلاً من تكاليفه،خفيفاً في حضوره،سهلاً في شئونه،متواضعاً في تعامله،لما احتاجت بيوت المسلمين اليوم لصرف ملايين النقود لاستقدام الخدم والصبر على بلواهم ومر التعايش معهم.

- ومَنْ قال أن الزوج لا يتحمل جزءاً من تكاليف الواجبات المنزلية والقيام بشيء من الأعباء البيتية؟مَنْ قَصَر وظيفة الزوج على مجرد إنهاء وظيفته وتوفير نفقة البيت ثم يقضي سائر سحابة نهاره فيم لا طائل من ورائه؟

في حين عمل المرأة المنزلي لا ينفك ولا ينتهي بانتهاء النهار حتى تبدأ جولة شاقة أخرى ليلاً في السهر على رعاية أطفالها بعيداً عن مسامع الزوج خوف إيقاظه؟

أو ليس عدم التناسب في توزيع الأدوار سببٌ في توتر العلاقات الزوجية؟وتصاعد الضغوط وتبادل التهم وتراكم الإساءات؟

7- تواضعه صلى الله عليه وسلم في زاده

* ما رواه عمر بن أبي سلمة (كنتُ غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة،فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) الفتح 5416

* عن عائشة رضي الله عنها قالت:(ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البُر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض) البخاري

* وأخرج مسلم أن النبي صلى الله عليه دخل ذات يوم على أهله فقال:(هل عندكم من شيء؟)قالوا:لا،قال:(فإني اذاً صائم)..

* أخرج البخاري (قام النبي صلى الله عليه وسلم يبني بصفيه،فدعوت المسلمين إلى وليمته،أمر بالأنطاع فبُسِطَت،فألقى عليها التمر و الإقط والسمن)..

* عن أنس رضي الله عنه أن أُم سليم- أمه عمدت إلى مُدِّ من شعير حِشته وجعلت منه خطيفة،وعصرت عكة عندها ثم بعثتني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته- وهو في أصحابه- فدعوته،فقال:(ومن معي) فجئت فقلت:إنه يقول ومن معي،فخرج إليه أبو طلحة،قال:يا رسول الله،إنما هو شيء صنعته أم سليم،فدخل فجيء به وقال:(أدخل علي عشرة) فأدخلوا فأكلوا حتى شبعوا،ثم قال:(ادخل عليَّ عشرة)فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا،ثم قال:(أدخل علي عشرة)حتى عد أربعين،ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام،فجعلت أنظر هل نقص منها شيء؟)..

الفتح/كتاب الأطعمة

- لم يجيء ترتيب الأحاديث السابقة اعتباطاً،بل للإشارة إلى وسائل الترشيد البنَّاء للطعام:-

الأول:- تربية النشء أولاً على آداب الطعام الواجبة والمستحبة وهذا لا يتأتى إلا بالتواضع معهم بمجالستهم ومخالطتهم فمن آداب الطعام التسمية التي تطرد مشاركة الشياطين الطعام،وتجلب البركة لليسير منه..

الثاني:- الاقتناع بالقليل ومن ثم الرضا به لاسيما من قبل الأولياء والآباء وذوي الهيئات،بعدم التبرم والغضب وإثارة المشكلات الأسرية.

الثالث:- تحويل الرضا إلى شكر وعبادة كالصيام.

الرابع:- تحويل الحالة الفردية إلى ظاهرة اجتماعية بالقدوة الحسنة وذلك باستغلال المناسبات الاجتماعية الهامة كوليمة العُرس مثلاً.

الخامس:- تدعيم مبدأ التكافل الاجتماعي بالثبات عليه لا في حال الغِنى واليسار بل وتطبيقه حتى في وقت الفقر والإعسار.

ونخلص إلى السادس:- وهو الحذر من الإسراف في الطعام ويكون بأحد شيئين:-

1- الإكثار منه كماً.

2- الإكثار منه نوعاً.

ويندرج تحته الحذر من الأطعمة المُعَقَّدة في تركيبها.

- لقد أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم وظيفة الزاد،إذ هو ما يزود الجسد بالقدرة البدنية،ويمده بالطاقة الحيوية التي يقوى معها على آداء وظيفته في الحياة.وإن كان للعلماء السابقين كلام نافع في مراتب الشبع*إلا أن العقل يقتضي تحصيل القدر الكافي من الطعام الذي يعين على المنافع السابقة،وأما ما زاد فهو من قبل التفكه.

- عالمنا الإسلامي المترامي الأطراف ينشطر أفراده تجاه الغذاء إلى صنفين:شعوب تعاني الفقر وتكابد الجوع وويلات سوء التغذية..

وشعوب تعاني من الإسراف في أنواع الأطعمة وما نجم عن ذلك من أمراض البدانة وفرط الشره..وقليل مابين ذلك..

وكل من الوضعين السابقين يفضي إلى تعطّل الطاقات،وموت

الهمم،وضياع المصالح،وإهدار الثروات،وضعف الإنتاج،و استباحة المحرمات،وسهولة السقوط بيد الأعداء..**

- إن ثقافتنا الإسلامية بشأن آداب الطعام،إن تأدبنا بها تغنينا عن مئات التجارب البشرية التي تُعني بالحمية الغذائية والتي ثبت بعد ضررها البدني والنفسي..

- مشيته صلى الله عليه وسلم.

كانت مشية الرسول مشية رجل مُليء حيوية ونشاطاً،ولذلك كانت أقرب إلى السرعة منها إلى الاعتدال..كما وصفه الواصفون..

ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه(كان الرسول الله إذا مشى تكفأ) وفي زيادة عند الترمذي (تكفؤاً كأنما انحط من صبب).

إن الذي ينحط من أعلى إلى أسفل تتصف مشيته بالقوة والنشاط وشيء من السرعة (يتكفأ) أي يرتفع عن الأرض فلا يمشي مشية المتماوت رجلاه تمسحان الأرض مسحاً.

- إذا عرفنا أن المشي من أكثر حركات البدن تنبيء عما يتمتع به صاحبها من وضوح هدف،وطاقة فاعلة،وعزيمة قوية،ونية صادقة،فلا تعجب من تفاوت الناس واختلافهم في أساليب مشيهم!

- وأيضاً حركة المشي تكشف بعضاً من أدواء القلوب وعلل النفوس،كالكبر والتعالي أو الغضب وسرعة الانفعال أو الطيش وخفة العقل،أو الغواية والفتنة أو الخوف والذل،أو الضعف والاضطراب..الخ

9- تواضعه مع الأجير والخادم.

روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد-أو شاباً-ففقدها رسول الله،فسأل عنها أو عنه،فقالوا:مات.قال:(أفلا كنتم آذنتموني،قال:فكنهم صَغَّرُوا أمرها أو أمره،فقال:دلوني على قبره فدلوه فصلى عليها،ثم قال:إنَّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها،وإنَّ الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم).

- (أسئلة صريحة):

س1- هل لمهنة التنظيف أهمية بحيث أننا لا نستطيع الاستغناء عنها لجزء من النهار؟

س2- ما الآثار السيئة الناجمة عن فقدان مَنْ يقوم بهذا الدور؟

س3- ما المنافع التي يجنيها من ولج أو مكث لبرهة في مكان نظيف(دار،مكتب،مجد،شارع،مدرسه،شفى...ألخ)؟

س4- ما المكانة الاجتماعية والأدبية التي يحظى بها عامل النظافة بيننا؟

- إن من الأسباب المعينة على التواضع في تعاملنا مع الأجير وأصحاب الحرف البسيطة:-

أ/تذكر قوله عز وجل(إنه لا يحب المستكبرين).النحل23

ب/تذكر أن من أمامك شخص له كيان وفكر وعاطفة وبأس وفوق هذا فالله عز وجل كرمه وسخر له.

ج/ثم تذكر محاسنه وسوابقه وفضائله وإن لم تجد فقد يكون له حسنة خفيت عليك تفوق ما ظهر من طاعتك.

د/تذكر عيبك وغفلتك ونقصك واشتغل بها.

هـ/تذكر أن الأيام دول.فإذا كنت اليوم مرفوع وغيرك موضوع(وإن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه)البخاري إذاً(فلا تحقرن أحداً مهما هان،فقد يضعه الله موضع مَن يرتجى وصاله،ويخش فِعاله."السباعي")

وأخيـــــــــراً...

ومن لم يجّرب ليس يعرف قدره

فجّرب تجد تصديق ما قد ذكرناه