هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
وَسَافَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ وَأَفْطَر، وَخيَّر الصَّحَابةَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، وَكَانَ يَأْمُرُهُمْ بِالْفِطْر إِذَا دَنَوْا مِنْ عَدُوِّهِمْ؛ لِيَتَقَوَّوْا عَلى قِتَالِه.
وَأَمَّا إِذَا تجرَّد السَّفَرُ عَنِ الجِهَادِ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي الفِطْرِ: ((هِي رُخْصَةٌ، فَمَنْ أَخذَ بِها فَحَسَنٌ، وَمَنْ أَحبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاح عَلَيْهِ)).
وَسَافَر رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَعْظَمِ الْغَزَواتِ وَأَجَلِّها: فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَفِي غَزَاةِ الْفَتْحِ.
وَكَانَ مِنْ هَدْيَه - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ يُدْرِكَهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِه، فَيَغْتَسِلُ بَعْدَ الْفَجْرِ - أَيْ بَعْدَ الأذَانِ - وَيَصومُ.
وَكَانَ يَقَبِّلُ بَعْضَ أَزْوَاجِه وَهُوَ صَائِمٌ فِي رَمَضَانَ[1]، وَشبَّه قُبْلةَ الصَّائِمِ بِالمضْمَضَةِ بِالماءِ.
هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَنْ أَكَل أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا:
قَالَ الْإِمامُ ابْنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وَكَان - صلى الله عليه وسلم - يُعَجِّلُ الفِطرَ، وَيحضُّ عَليهِ، وَيَتسَحَّرُ، وَيَحُثُّ عَلى السُّحورِ، وَيُؤخِّرُه، وَيُرغِّبُ فِي تَأْخِيرِهِ".
وَكَانَ يَحضُّ عَلى الفِطْرِ بِالتَّمْرِ، فَإِنْ لَم يَجِدْ فَعلَى المَاءِ، هَذا مِنْ كَمالِ شَفَقَتِه عَلى أُمَّتِه، وَنُصحِهِمْ، فَإِنَّ إِعطَاء الطَّبِيعةِ الشَّيءَ الحُلْوَ مَع خُلوِّ المعِدَةِ أَدْعَى إِلى قَبُولِه، وَانْتِفاعِ القُوَى بِهِ، وَلَاسِيَّما القُوَّةُ البَاصِرةُ، فَإنَّها تَقْوَى بِهِ.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه قال : ( الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور )(2) ويبدأ بالسواك (1) إلى خاتمة سورة آل عمران (1) ثم يتوضأ وضوءاً حسناً (1) وكان إذا دخل الخلاء قال ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) (1) وإذا خرج قال ( غفرانك )(6) وكان يستنجي بالماء تارة(1) ويستجمر بثلاثة أحجار &n
كانت الصلاة قرة عينه وراحته ومفزعه عند الملمات (1) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يشوص فاه بالسواك(1) ويصلي إلى سترة ويدنو منها (2) وكان يضع الحربة بين يديه كالسترة فيصلي إليها (2) وأمر المصلي بأن لا يدع أحداً يمر بين يديه وأن يدافِعه (2) وكان يستقبل القبلة ثم يقول (الله أكبر) (2) رافعاً يديه ممدودة الأصابع إلى فروع أذنيه محاذياً منكبيه مستقبلاً بها القبلة(1) ثم يضع كفه اليمنى على ظهر اليسرى على صدره(3) وينظر إلى موضع سجوده ولا يخلف بصره موضع سجوده حتى يخرج من الصلاة (رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني) ثم يستفتح قائلاً (اللهم باعد
وكان إذا سلم من صلاته قال (أستغفر الله) ثلاثاً ثم يقول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)(2) ثم يقول(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ)(1)(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل ولـه الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين لـه الدين ولو كره الكافرون)(2) ويقول (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)(2) وندب أمته إلى أن يقولوا في دبر كل صلاة
كان رسول الله إذا لبس الثوب قال(الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)(3) وكان إذا لبس ثوباً جديداً سمّاه باسمه عمامة أو قميصاً أو رداءاً ثم يقول (اللهم لك الحمد كما كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له)(3) وكان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص (3) والحِبَرة (1)"القميص : مخيط له كمان وفتحه للرقبة وهو أشبه ما يكون بالثوب المعروف .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسن الناس خُلقاً(1) فلم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخّاباً بالأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو &nbs
د. عبدالكريم بن عبد الله الخضير