سبتمبر 2017
وقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فيا أيها الإخوة المؤمنون، امتثلوا آداب القرآن الكريم وما جاء به النبي الأمين، فإنها آداب كريمة وأخلاق سامية شريفة، من تمسك بها هُدِي إلى الخير وآل وإلى كل بر.
روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار].
للإيمان لذة وحلاوة في قلوب أصحابه، وهذه اللذة وتلك الحلاوة إنما يستشعرها المؤمنون الصادقون، ولهذه المحبة أسباب يتوصل بها إليها، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وجعل أول هذه الأسباب أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
كان من ملامح الدعوة في العصر المكي أمر الله للمسلمين بكف اليد، وعدم مقابلة العدوان بالعدوان، بل كان الأمر المباشر هو الصبر على الأذى وتجرع ألم القهر.
روى ابن جرير في تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}(النس
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة المؤمنون، إنَّ في كتاب الله جل وعلا من الهُدى والبينات ما يكفل لمن تدبَّرهُ وعمِل بما فيه، الفوزَ والفلاح، والحياة الطيبة، والسعادة الأبدية في الدار الآخرة، مع ما يُعجَّل له في الدنيا من طيب الحياة والأنس والبهجة التي لا يمكن تحصيلها بأي متاع من مُتع الدينا، وإنما هو بهذا الزاد العظيم المستمد من كتاب ربنا جل وعلا، وسنة نبيه المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام.
نعم الله علينا كثيرة، وفضائله وفيرة، لا أول لمبتداها، ولا آخر لمنتهاها.. فهي لجسامتها لا يحدها حد، ولكثرتها لا يبلغها عد، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم}.
والمسلم دائما في حاجة لتذكر هذه النعم ليعرف قدره، ويشكر ربه؛ فإن الشكر قيد النعم {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
والنعمة التي أريد أن أحدثك عنها اليوم واحدة من أجل هذه النعم، نعمة لا يتفكر فيها عبد إلا زاد لله حبه، وكثر منه حياؤه، وانكسر بين يدي ربه، وتواضع له سبحانه. ألا وهي نعمة الستر.
فالستر نعمة عظيمة، ومنة جسيمة، لو كشفها الله عنا لافتضحنا، ولما نظر أحدنا إلى وجه أخيه، ولعمت العداوة والبغضاء بين الخلق أجمعين.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "اعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنما يعجبون بستر الله عليك"، ولو أن الله نشر ما ستر لما نظر أحد إلى أحد، ولما استمع أحد إلى أحد.