فكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس. حضر المواقف الصعبة، وفرّ عنه الكُماة والأبطالُ غير مرّة، وهو ثابت لا يبرح، مُقْبِل على العدوّ لا يتزحزح. قال عنه أشجع الشجعان ومجندل الفرسان علي بن أبى طالب رضي الله عنه: كنّا إذا حمي الوطيس واحمرّت الحِدَقُ نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أقربنا إلى العدو.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أجمل الناس، ومن أجود الناس، ومن أشجع الناس. رواه البخاري.
وروى ابن كثير في تفسيره خبر غزوة حنين، ثم قال: قلت: وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامّة. إنّه في مثل هذا اليوم، في حومة الوغى، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع هذا على بغلة، وليست سريعة الجري ولا تصلح لِفرّ ولا لِكَرٍّ ولا لهرب. وهو صلى الله عليه وسلم مع هذا يُرْكضها إلى وجوههم ( إلى وجوه الأعداء ) ويُنادي باسمه ( أنا النبيّ لا كَذِبْ أنا ابن عبد المُطّلب ) ليعرفه من لم يعرفه …
وما هذا كلّه إلاّ ثقة بالله، وتوكّلا عليه وعلما بأنّه سينصره ويتمّ ما أرسله به. ويظهر دينه على سائر الأديان.
- أسامة الحمصي -