Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، والهرم ، وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها . رواه مسلم

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
arrahma.jpg

إذا بحثنا عن محمد إجمالياً نجده يتصف بالرحمة الخالصة[1]

"وإذا اَقتَرَبتُم مِنْ مدينةٍ لِتُحارِبوها فاَعْرُضوا علَيها السِّلْمَ أوَّلاً، فإذا اَستَسلَمَت وفتَحَت لكُم أبوابَها، فجميعُ سُكَّانِها يكونونَ لكُم تَحتَ الجزيةِ ويخدِمونكُم، وإنْ لم تُسالِمْكُم، بل حارَبَتكُم فحاصَرتُموها فأسلَمَها الرّبُّ إلهُكُم إلى أيديكُم، فاَضْرِبوا كُلَ ذكَرٍ فيها بِحَدِّ السَّيفِ، وأمَّا النِّساءُ والأطفالُ والبَهائِمُ وجميعُ ما في المدينةِ مِنْ غَنيمةٍ، فاَغْنَموها لأنْفُسِكُم وتمَتَّعوا بِغَنيمةِ أعدائِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم، هكذا تفعَلونَ بجميعِ المُدُنِ البعيدةِ مِنكُم جدُا، التي لا تخصُّ هؤلاءِ الأُمَمَ هُنا، أمَّا مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ التي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكًا، فلا تُبقوا أحدًا مِنها حيُا، بل تُحَلِّلونَ إبادَتَهُم[2]"

هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!

 

ينبع جمال المنهج الإلهي في الرحمة بغير المسلمين من كونه ليس قانونًا بشريًا يصطلح الناس على إقراره أو إلغائه.. ولكن من كونه قانونًا إلهيًّا سماويًّا، يتعبَّد المسلمون لربهم بتطبيقه..

يقول تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[3]".

ألا ما أعظمه من إلهٍ، وما أرحمه من ربٍّ!!

و"أن تبرُّوهم" - كما يقول ابن كثير في تفسيره – أي: تحسنوا إليهم[4].

والبرُّ درجة أعلى من القسط، بدليل أن الله عز وجل أضاف القسط إليها فقال: "أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ".

ولاحِظْ أن الله عز وجل جاء بكلمة لا تُستخدَم إلا في أعظم صور التعامل وأرقاها.. فهي تستخدم في وصف صورة التعامل بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  عندما سُئِل: ‏أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ:"الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا"، قَالَ السائل: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ.."[5].

 

فهذه هي الدرجة التي يريد الله منا أن نتعامل بها مع غير المسلمين في حالة عدم حربهم لنا..

وإذا كان هذا القانون معجزًا في سُمُوِّه ورُقِيِّه، فقد كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم  معجزة أيضًا في تطبيق هذا القانون وممارسته..

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] هنري ماسيه (مستشرق فرنسي): الإسلام ترجمة :بهيج شعبان ـ عويدات للطباعة والنشر،1988 صـ 55

[2] التوراة، سفر التثنية، إصحاح20، 10-18.

[3] (الممتحنة: 8).

[4] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 4/447.

[5] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة على وقتها (504)، ومسلم في الإيمان، باب كَوْن الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (85)، والترمذي (2948)، والنسائي (610)، وأحمد (3890).