Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-       تحريم حلب المواشي بغير إذن:

عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  قال: لا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه! فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه. متفق عليه. المشربة: مثل الغرفة، شبه اللبن في الضرع بالطعام المخزون المحفوظ في الخزانة .

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
Rahiyma

وأردف قائلاً: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟

قلت: لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ أمام الموت. فقد روى أسامة بن زيد قال: «أرسلتْ ابنة النبي (صلى الله عليه وسلم) إليه: إن ابناً لي قُبض فأتنا. فأرسل يقري السلام ويقول: إن لله ما أخذ وما أعطى، وكلٌّ عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها. فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأُبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال. فرُفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصبي ونفسه تتقعقع كأنها في شنّ - أي صوت النّفَس عند الشهيق والزفير - ففاضت عيناه (صلى الله عليه وسلم). فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟! فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء»[1].

وروى أنس بن مالك قال: «دخلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أبي سيف القين - أي الحداد - وكان ظئراً [2]لإبراهيم - ابن النبي - فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبراهيم فقبّله وشمّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يابن عوف إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى، فقال (صلى الله عليه وسلم): إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرضى ربُّنا،وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»[3].

وروى بعض أصحابه قال: «أخذ النبي بنتاً له تقضي، فاحتضنها، فوضعها بين ثُدييه، فماتت وهي بين ثُدييه، فصاحت أم أيمن - حاضنة النبي وخادمته - فقيل: أتبكين عند رسول الله؟! قالت: ألست أراك تبكي يا رسول الله؟! قال لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بخير على كل حال»[4].

وجاء عن القاسم بن محمد عن السيدة عائشة: «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قبّل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، أو قال: عيناه تذرفان»[5].

وروي أنه زار قبر أمه ذات يوم، مع جماعة من الناس، فبكى وأبكى مَن حوله، ثم قال: «استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي. فزوروا القبور تذكركم الموت»[6].

ولما كانت زيارة القبور تورث صاحبها الرحمة ورقة القلب والخشوع أمام الموت قال(صلى الله عليه وسلم): «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنها تُرِقّ القلب، وتُدمِع العين، وتذكِّر الآخرة. ولا تقولوا هجراً»[7].

وأردفت: وما هذه العبارة الأخيرة (ولا تقولوا هجراً) إلا رحمة بالموتى! حتى لا يسبّهم أحد من زوار القبور!

فقال الأب ستيفانو: ألا ما أنبل هذا!

قلت: ومن رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالموتى أيضاً؛ ما جاء في الحديث النبوي المشهور، الذي رواه ابن عباس فقال: «مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بقبرين فقال: إنهما ليعذّبان، وما يُعذَّبان في كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستتر - وفي رواية: لا يستنـزه - من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة. قالوا: يا رسول الله لِمَ فعلتَ هذا؟ قال: لعله يخفَّف عنهما ما لم ييبسا»[8].

فقال الأب ستيفانو: أمَّا هذه؛ فرحمة للموتى ودرس للأحياء..

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] صحيح البخاري الحديث رقم /1204 - صحيح مسلم الحديث رقم /1531.

[2] ظئر الصبي هنا: زوج مرضعته.

[3] صحيح البخاري الحديث رقم /1220.

[4] السلسلة الصحيحة للألباني الحديث رقم /1632.

[5] صحيح وضعيف سنن الترمذي للألباني - الحديث رقم /989 وقال عنه: صحيح.

[6] صحيح السيرة النبوية للألباني 1/24 رواه مسلم عن أبي هريرة.

[7] صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني الحديث رقم/8713 وقال عنه: صحيح.

[8] صحيح البخاري الحديث رقم/211.