مارس 2014
أصدرت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي العدد الثاني من مجلتها "رحمة للعالمين".
وأشار الأمين العام المساعد للهيئة الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع إلى أن المجلة قد صممت موضوعاتها لتكون متناسبة مع الخلفية الثقافية لغير المسلمين والإجابة عن العديد من التساؤلات المطروحة في أوساط غير المسلمين عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن القرآن الكريم وعدد من شرائع الإسلام. وملاحظة كتابتها بأسلوب سهل وميسَّر.
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى إخوانه من النبيين ، وعلى جميع الآل والأصحاب ، أما بعد:
فقد تابعت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته ما تم الإعلان عنه من قبل إحدى الشركات الإعلامية الأمريكية من إنتاج فيلم يحكي قصة رسول الله نوح عليه السلام ، وعزمها على عرضه في عدد من الدول نهاية الشهر الحالي.
تعدُّ السيرة النبوية تجسيداً حيًّا لتعاليم الإسلام، فلا يستغني عن دراستها والنظر فيها أي عالم أو طالب علم، فهي دوْحة عظيمة فيها كل الثمار اليانعة، كلُّ يقطف منها ما يناسبه، وكيف لا تكون كذلك وهي ربانية المصدر قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً }(النساء:170)، ثم هي سيرة أعظم مخلوق وُجِدَ على ظهر هذه الأرض منذ آدم إلى يوم القيامة، والذي قال عنه ربه ـ عز وجل ـ: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4)، والذي لن ندخل الجنة إلا بطاعته، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
لم تكن رسالة الإسلام لجيل من الناس دون جيل، ولا يختص بها مِصْر دون مصر، ولا عصر دون عصر، شأن الرسالات التي تقدمتها، بل كانت رسالة عامة للناس جميعا أبيضهم وأسودهم، عربًا كانوا أو عجمًا، وقد صرح القرآن الكريم بأن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسول الله إلى الناس جميعاً ، قال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }(الأعراف: 158)، و