سبتمبر 2016
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ:
فنسأل الله الكريم أن يُثبتنا على الإيمان، وأن يُحبب إلينا الإيمان، ويُزينه في قلوبنا، وأن يُكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين، ونسأله سبحانه أن يَملأ قلوبنا حبًّا له وطمأنينة، واستقامة على شرعه.
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل أشرح العنوان؟!..
أخاف على إشراقه أن يُمَس، و أغار على جماله أن يُنتقَص، وأعترف أني – في نفسي – قد حاولت، واستنجدتُ بمفردات اللغة فما نجحت، فيا حيرة القلم، ويا عجمة البيان !
وإذا ما عجزت عن بلوغ النجم في ذراه، فلن أعجز عن الإشارة إلى النجم في سُراه، ورُبَّ كلمةٍ يبارك الله بها فنقرأ فيها فحوى كتاب، وكم بارك الله بالسطور التي لا تُرى!.
أخي الذي تقرأ معي هذه الكلمات : ألست معي في أنّ من عرف محمداً، عرف كل خيرٍ وحقٍ وجمال؟ وظفر بكون معنوي كامل قائم بهذا الإنسان الأعظم؟ ومن شك فليدرس حياته كلها – أقول كلها – بقلبٍ منصف، وعقل مفتوح، فلن يُبصر فيها إلا ما تهوى العلا، ولن يجد فيها إلا كرائم المعا ني، وطهر السيرة والسريرة.أرأيت العطر ؟! ألا يغنيك استنشاقه في لحظة عن وصفه في كتاب!؟ فإنك ما إن تقرأ كلامه حتى يتصل بك تيار الروح العظيمة التي أودَعت بعض عظمتها في أحاديثها، فإذا بالقلب يزكو، والنفس تطيب، وإذا بأنوار النبوة تمحو عن النفس حجاب الظلمات! هكذا يخترق كلام النبوة حُجب النفس بعد أن اخترق حجب الزمان.
تَفَقُّدُ الغائب، والسؤال عنه، ومعرفة سبب غِيابه، وتقديم يد العون له إذا كان محتاجاً، وزيارته إن كان مريضاً، سُنَّة نبوية، وخُلُقٌ نبوي كريم، دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فقد كان من شمائله وأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه أنه كان: يجالس أصحابه ويمشي معهم، ويأكل من طعامهم، ويصافحهم إذا التقى بهم، ويلاطف ويداعب أولادهم، ويزورهم ويزور مرضاهم، ويتفقد أحوالهم، ويسأل عن غائبهم، فعن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم) رواه الحاكم وحسنه الألباني.
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
وقول الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فيا أيها الإخوة المؤمنون، عظِّموا ما عظَّم الله جل وعلا، وأكرموا مَن أكرمه الله، وأعظموا من أعظم الله شأنه، فإنَّ ذلك من تقوى القلوب: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
إن الحمد لله، نَحمَده ونستعينه، ونَستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ:
فإن أمة الإسلام في هذه الأيام تستقبل موسمًا عظيمًا، هو من مِنَح الله وعطاياه الجزيلة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، إنها عشر ذي الحجة التي جاءت في غضون أشهر الحج الذي كمَّل الله به دينه، وأتَمَّ به نعمته، وقد رَضِيَ لنا الإسلام دينًا.
أيها الإخوة الكرام، إن مِن مِنَحِ الله جل وعلا، وعظيم إفضاله على عباده - أن جعل لهم من مواسم الخيرات التي تُضاعَفُ فيها الأجور، وتُحط فيها الأوزار، ما يتنافس فيه المتنافسون، ويسعى إلى فضل الله فيه الساعون من عباد الله الأخيار، والله جل وعلا قد امْتنَّ بهذه المنة العظيمة، فقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].