Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-        تحريم الغش:

قال (صلى الله عليه وسلم): (من غش فليس مني). رواه مسلم . والغش مجمع على تحريمه شرعاً، وعلى ذمه عقلاً، ولذلك يتركه العقلاء من الأمم كلها ولو لم يكونوا مسلمين. وفي الحديث الصحيح أن من خصال المنافق: (إذا ائتمن خان). متفق عليه.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
m030.jpg

قد أعد الشيخ القاضي سليمان سلمان المنصور فوري الهندي المشهور بكتابه رحمة للعالمين جدولاً للغزوات والسرايا التي وقعت من سنة اثنتين من الهجرة إلي سنة تسع من الهجرة. عرض فيه عدد الفريقين مع أسماء القائدين وخسائرالفريقين من القتلى والجرحى والأسرى، والنتيجة, وذكر السبب الذي من أجله بعثت السريةأو نشبت الحرب,وجملةهذه الغزوات والسرايا اثنتان وثمانون,  وبعد أن درس هذه الغزوات والسرايا دراسة حسنة يقول :

        ويستطيع الباحث أن يعلم من هذه الشجرة أن جميع هذه القبائل كانت أولاد رجل واحد وهو إلياس بن مضر, الذي هو جد أعلى لقريش .وأن جميع الحروب التى خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانت نتيجة غضب إخوته الجديين.

      أما اليهود فكانوا مع قريش حسب معاهدتهم معهم, كما كانت تركيا مع ألمانيا في سنة 1914الميلادية .ولماظهر أن الغزوات والسرايا, أي الحروب التي خاضها رسول الله صلي الله عليه وسلم ما وقعت إلا ضد رجال نسل واحد أي بني إلياس بن مضر، وهذا النسل يتعلق به الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا، لا يمكن أحداً أن يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أشعل نيران الحرب في العرب أوأنه خاض الحروب لإكراه الناس على اعتناق الإسلام, لأنه لو كان الأمر كذلك لوقعت حرب عدوانية أو دفاعية ضد قبيلة من مئات القبائل العربية غير هذه القبيلة .وهذا دليل واضح قاطع وحقيقة ثابتة لا يحتاج معها إلى أدلة أخرى أقامها العلماء, ولا يزالون يقيمونها حتى اليوم لتبرير الغزوات النبوية وهذه الأدلة بمكانها تستحق القبول والتقدير ومع ذلك فإن فلسفة التاريخ تستدعي منا بعد أن نبين كيف كانت تشترك هذه القبائل فى الحرب, وكيف ومتى صارت فريقا محاربا للمسلمين؟إذا انكشف ذلك أصبح دليلنا في درجة برهان.ثم كشف ذلك بشيء من التفصيل وقال:

     ولما تحقق كون هذه القبائل الفريق المحارب ظهر للباحث السبب المعقول لماذا ظاهر المسلمون ضد قبيلة كذا ؟ولماذا أسروا رجال قبيلة كذا ؟كما أنه سيعرف أسباب وقوع وقعة خيبر وفتح مكة ومعركة حنين والطائف .لأن هذه هي القبائل التي سبق لها قتال المسلمين فى أحد والخندق.

      وبالجملة فليست هناك قبيلة أو طائفة سبق المسلمون إلى قتالها وإنما قاموا بالرد عليها والدفاع عن أنفسهم حين تكررت حملاتها .

      وبعد كل هذه التفصيلات يمكن أن يكون اعتراض المعترض قد زال ،ولكن إذا كان في قلبه شك بعد،فإني لأقول له أن يعتبر جميع أرقام الجدول ،التي يبلغ عددها اثنين وثمانين رقما "الحروب"ويعتبرهاكلهاحرباً عدوانية ،ويعتبر كذلك أن المسلمين هم الذين بدءوا الحروب كلها،ومع ذلك كله يجب علينا أن ننظر في نتائج هذه الحروب. فالجدول الذي أثبتناه قد ظهر منه أن خسارة المسلمين وخسارة الفريق المحارب كانت حسب مايلي:

اسم الفريق
 الأسير
 الجريح
 القتيل
 الجموع
 خسارة المسلمين والفريق الحارب بالملاحظة
 
المسلمون
 1
 127
 259
 387
 عدد الجرحى ليس بصحيح
 
المخالفون
 6564
 0
 759
 7323
 
 
المجموع الكلي
 6565
 127
 1018
 7710
 عدد الأسرى والقتلي صحيح تماماً
 

 

   عدد قتلى كل من الفريقين 1018قتيل،وإذا قسمناه على 82خرج معدل حرب واحدةنحو ثلاثة عشر قتيلاً [1]هل يمكن عاقلا أن يقول عن هذه الحروب إنها كانت ذات تأثير بالغ في إكراه الناس على ترك الأديان العميقة الجذور واعتناق الدين الجديد ولا سيما فى بلاد ضارية وحشية مثل جزيرة العرب؟

        وعدد أسرى الأعداء يبدو كبيراً أي 6564أسير،ولكن هذا العدد أيضا ضئيل بالنسبة لشبه جزيرة العرب .وبما أن العدد الكبير(6000)من جملة هذا العدد يتعلق بغزوة واحدة ،غزوة حنين, فمعدل الأسرى في باقي الحروب يكون سبعة.وليس هذا العدد من القوة بحيث يكره البلاد كلها على ترك الدين.

        وقد تحقق لنا عن 6564أسير أن الرسول  (صلى الله عليه وسلم) كان أطلق منهم 6347رجل شفقة ورحمة بدون شرط إلا الأسيرين[2] اللذين قتلا جزاء بماكسبا من الجريمة وقد بقى 215أسيرا لم أعرف مصيرهم .والأمل كبير فى أن يكمله عالم ثاقب الفكر والنظربعدي. وأنا متأكدومؤمن بأن الرجل الكريم الذي أحسن إلى 6347رجل لا بد أن يكون 215رجلا قد تمتعوا بلطفه وكرمه.

        والغالب أن يكون هؤلاء قد أسلموا وبقوا في المسلمين فلم يعدوا من المعتقين.

        العدد المذكور أعلاه يدل على أنه قد ضحى بثمانية عشر وألف نسمة لتحويل العرب الوحوش إلى العرب المتحضرين ، والعرب الملحدين الوثنيين إلى العرب المسلمين الموحدين، وللقضاء على أحداث القتل والنهب وتعزيز الأمن العام فى بلاد أكبر من فرنسا بضعفين وإحلال الأخوة والروحانية محل العداوة والبغضاء المتوارثة، وإثبات الديمقراطية مكان الاستبداد. وبالعكس من ذلك انظر إلى العدد الهائل الذي ذهب ضحية فلسفة فرنسا وأمريكا فى سبيل إنشاء الديمقراطية وانظر إلى الدماء التي سفكتها إنكلترا لكسب البرلمان.

        وانظر إلى خسائر نتجت عن الحرب العالمية الأولى التي استمرت من 14/من شهر أغسطس سنة 1914م إلى 3/من شهر مارس سنة 1917م على معظم أجزاء العالم المتمدن .ذكر أن إنكلتراإنماكانت تهدف بهذه الحرب إلى تأمين حريةالحكومات الصغيرة وكيانها،ولهذاالهدف العادي هلكت آلاف النفوس وفنيت الأموال الطائلة وغرقت مئات الطائرات في البحر وتدهورت التجارة العالمية وفسدت مرافق الحياة ومظاهر الترف, ومع ذلك كله فإن الشعب الإنجليزي مستعد بعد للتضحيات تحقيقاً للغرض المنشود. [3] 

        وانظر إلى مدى نجاح الرسول  (صلى الله عليه وسلم)حيث إنه ضحى بثمانية عشر وألف رجل فحسب في تحقيق المصالح الروحية والخلقية والمادية والقومية التي لم تحققها أمة ولا دولة حتى اليوم[4].

        و أما الدكتور محمد حميد الله فلا يربي عدد القتلى من الفريقين عنده على أكثر من سبعين و مئتين، فيقول:إن الحروب التي قادها الرسول  (صلى الله عليه وسلم) شيء غير عادي خارق للعادة، واجه الرسول  (صلى الله عليه وسلم)ضعفي أو ثلاثة أضعاف عدد جيشه، و نال الفتح في كل مرة تقريباً، ولو استعرضنا مدى سعة دولته التي ابتدأت بمدينة مشتملة على أحياء واتسعت بمعدل مئتين و أربعة و سبعين ميلا مربعاً، يومياً، ولما لحق بالرفيق الأعلى كان بيده أكثر من مليون ميل مربع، ولكن تقف حائرًا إذا عرفت أنها حصيلة تضحية نفوس معدودة، إنه لم يقتل من الأعداء أكثر من مئة و خمسين، و استشهد من المسلمين رجال بمعدل جندي واحد شهرياً خلال عشر سنين[5].

        دعنا عن حروب رجال الدنيا واذكر الحروب المزعومة القداسة ، فهذه حروب "مها بهارت[6]" لا يقل عدد المقتولين فيها عن عشرة ملايين نسمة, وكذلك أهلكت الهيئات الدينية المقدسة فى أوروبا نفوسا يربو عددهم على مئات آلآف نسمة.

        وقد ذكر المسترجان ديون بورت في كتابه "أبالوجي أف محمد إيند قرآن"( Aplogy of Muhammad and Quran) عدد النفوس التي أعدمتها محاكم التفتيش اثني عشرمليون نفس،قتل المسيحيون بأيدي المسيحيين.

        ودولة أسبانيا وحدها أهلكت ثلاثمائة ألف وأربعين ألفا من المسيحيين،اثنان وثلاثون ألفا منهم أحرقوا أحياءً.[7]

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] في الأصل 41/ 11:8 , والصواب ما أثبتناه نتيجة القسم , والنتيجة 41/ 12 .

[2] كذا قال : ولعله أراد بالأسيرين عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث اللذين قتلا يوم بدر, والتحقيق أن الأسرى الذين قتلوا أربعة :ثلاثة هم عقبة والنضر وطعيمة بن عدي يوم بدروواحديوم حمراءالأسد.ذكره الطبراني في الأوسط(انظرمجمع الزوائد 6/89-90) وقال الهيثمي :وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه ,وبقية رجاله ثقات. فبقى بعد ذلك 213 أسيراً لم يعرف مصيرهم.

[3] المجموع الكلي لقتلى الحرب العالمية الأولى ثمانية وثلاثون مليوناً وسبعمائة وثلاثون ألف نسمة .زد إلى ذلك الخسارة للحرب العالمية الثانية أن 17مليونا من الجنود و18مليونا من المدنيين قتلوا فيها .

[4] رحمة للعالمين 2/258-263بتصرف

[5] عهد نبوي كي ميدان جنغ ص 7 (ساحات القتال للعهد النبوي)

[6] حروب عظيمة جرت بين زعماء البرهمية في العهد القديم في الهند

[7] إعجاز التنزيل ص 461و 474 (نقلاً عن رحمة للعالمين 2/263-264)بتصرف يسير