Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          من تحب

أتى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:متى الساعة يا رسول الله؟ قال:(ما أعددت لها)؟ قال:ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال:(أنت مع من أحببت).  متفق عليه

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
محمد رسول الله

مدخــــل من أهداف دعوة أنبياء الله موسى وعيسى ومحمد دعوة إخوانهم من النبيين عليهم الصلاة والسلام وكذلك مسايرة أوضاع الفطرة الإنسانية، ومراعاتها في أحكامها الاعتقادية، والخلقية، والتعبدية. ولذا وُصف الإسلام بأنه (دين الفطرة) كما جاء ذلك في قوله سبحانه: [الروم:30].ومن وسائل التعامل مع الفطرة الإنسانية الإقرار بوجود النزعات والميول البشرية، فلا ينكر إنسان وجود الواقع النفسي والميول والعواطف والغرائز التي خلقها الله في البشر، وهذا يحتاج إلى الإشباع بالطرق السوية، وعلاجًا للمشكلات دون التنكر لها أو التعامل معها بمثالية أو تعال.فمن المشكلات المجتمعية التي عالجها رسول الله محمد غ مشكلة الإرهاب وهي مشكلة قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض، وقد ظهرت بعدة ألوان كالإرهاب الفكري، أو الإرهاب البدني. وضع لها النبي (صلى الله عليه وسلم) حلولًا عملية تتفق ومنهج الإسلام في وسطيته واعتداله وسماحته.كما واجه نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) مشكلة العنف الأسري التي تفشت في المجتمعات منذ زمن بعيد بحكم الطبيعة الإنسانية موجهًا المرء إلى حسن العشرة ولين الكلام والتغاضي عن الهفوات، والاهتمام بالأسرة والأبناء.ومن المشكلات التي انتشرت وخاصة في هذا العصر مشكلة القلق والاكتئاب النفسي، وقد وضع النبي لها علاجًا ناجعًا ينبع من داخل النفس البشرية من جانب، ويراعي من جانب آخر العوامل الخارجية التي تؤدي لمثل هذه الحالة؛ فيستأصلها ويقوم على تخفيفها.وكذا المشكلات المتعلقة بالزواج فقد حث نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم)على الزواج؛ لما فيه من الخير والعفة، وبقاء النوع الإنساني بإنجاب الذرية، ونهى الترهُّب فلا رهبانية في الإسلام. وعالج مشكلة الخمر والمخدرات بذكر آفاتها؛ وبيان مضارها الخلقية والسلوكية وما ينتج عنها من الجرائم، كما وضع لمتناولها عقابًا رادعًا يكفي لزجره وردعه.

وانطلاقًا من مكانة العلم والعقل في الإسلام حارب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل الخرافات التي لا تقوم على دليل أو برهان، وحارب السحرة والمشعوذين الذين يتنكبون طريق العلم والمعرفة والبرهان إلى التخمين والكذب، وجعل من يقع في مثل هذا الفعل قرينًا لمن خرج من الإسلام برمته. كما عالج رسول الله غ مشكلة الفقر واستعاذ منه، ووضع له العلاجات التي ترتقي بالمجتمع من الوقوع في براثنه، وتقية شره وذله. وفي ذلك يقول: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»([i]).وامتدت رؤيته غ إلى الكون بإطلاق لتصلح البيئة من أرضه وسمائه ومائه، وتجعل ذلك صنو الطاعة والقربى من الله تعالى. حتى أنه عليه الصلاة والسلام ليقول: «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»([ii]).

* * *

1- علاج مشكلة الإرهاب

من المشكلات التي تهدد الأمن والاستقرار العالمي: مشكلة الإرهاب، وترويع الآمنين، والاعتداء على الناس في أنفسهم وأموالهم.والإرهب مشكلة عالمية لا تختصُّ بأمة من الأمم أو شعب من الشعوب أو دين من الأديان.وقد عالج النبي غ هذه المشكلة من عدة جوانب:

أولًا: بيَّن حرمة الأموال والدماء والأنفس وخطورة التعدي عليها بغير وجه حق، فمما قاله (صلى الله عليه وسلم): «إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا»([iii])، وقال (صلى الله عليه وسلم): «يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة، ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشجب(*) دمًا يقول: يا ربّ سل هذا فيم قتلني»([iv]). وأخبر (صلى الله عليه وسلم) أن دماء الناس أول ما يحاسب عليه الإنسان فقال: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»([v])، وذلك لشدة تحريمها وعظيم إثم من ولغ فيها بغير حق.

ثانيًا: نهى الإسلام عن الاعتداء، وفي القرآن: [البقرة:190].

ثالثًا: وصف النبيُّ غ بعض أفعال الإرهاب بالكفر، فقال غ: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقابَ بعض»([vi]).

وقال غ: «سباب المؤمن فسوق وقتالُه كفر»([vii]).

رابعًا: أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قتلى الأعمال الإرهابية في النار، فقال (صلى الله عليه وسلم): «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»، قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه»([viii]).

خامسًا: نهى النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) عن قتل المعاهدين والمستأمنين من أهل الأديان، فقال غ: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا»([ix]).

سادسًا: نهى رسول الله غ عن إشهار السلاح في وجوه الناس، فقال (صلى الله عليه وسلم): «لا يُشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرةٍ من النار»([x]).

وقال: «إذا شهر المسلم على أخيه سلاحًا، فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه عنه(*)»([xi]).

وقال غ: «من حمل علينا السلاح فليس منا»([xii]).

سابعًا: نهى رسول الله غ عن الغدر والخيانة حتى مع الكفار، فقال غ: «لكلّ غادر لواء يوم القيامة يعرف به»([xiii]).

وقال غ: «الإيمان قيدُ الفتكِ، لا يفتك مؤمن»([xiv]).

وقال غ: «إيما رجلٍ أمَّن رجلًا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا»([xv]).

وحذر غ من نقض العهود فقال: «ما نقض قوم العهد إلا كان القتلُ بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلّط عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حُبس عنهم القطر»([xvi]).

ثامنًا: نهى النبيّ (صلى الله عليه وسلم) عن ترويع الناس وإخافتهم بغير حق فقال غ: «لا يحلُّ لرجلٍ أن يروّع مسلمًا»([xvii]).

تاسعًا: بين النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) للناس نعمة الأمن فقال: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»([xviii]).

وفي القرآن منَّ الله على المؤمنين بنعمة الأمن فقال: [العنكبوت:67]، وقال: [قريش:3-4].

عاشرًا: حث النبيُّ غ على رحمة الخلق والشفقة عليهم فقال (صلى الله عليه وسلم): «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»([xix]).

* * *
--------------------------------------------------------------------------------

(*) تشجب: تسيل.

(*) يشيمه عنه: يبعده عنه.

 

--------------------------------------------------------------------------------
1-رواه مسلم (2663).
2-رواه أحمد في مسنده (3/184).
3-رواه البخاري (65)، ومسلم (2137).
4- رواه الترمذي (2955)، وأحمد (1840).
5- رواه البخاري (6357)، ومسلم (3178).
6- رواه البخاري (118)، ومسلم (98).
7- رواه البخاري (46)، ومسلم (97).
8- رواه البخاري (30).
9-رواه البخاري (2930).
10-رواه البخاري (6545)، ومسلم (4742).
11-رواه البزار (3641).
12- رواه البخاري (6366)، ومسلم (143).
13- رواه البخاري (6450)، ومسلم (3269).
14-رواه أحمد (1356)، وأبو داود (2388).
15-رواه ابن ماجه (2679)، وابن حبان (5982)، واللفظ له وحسنه الألباني.
16-رواه الحاكم (2577)، وقال الألباني صحيح.
17- رواه أبو داود (4251)، وأحمد (21986).
18- رواه الترمذي (2268)، وابن ماجه (4131).
19- رواه الترمذي (1847)، وأبو داود (4290).