أغسطس 2017
رزق الله عز وجل نبينا صلى الله عليه وسلم الأولاد والبنات والأحفاد، تكميلاً لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية، وأولاده جميعاً من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، إلا إبراهيم عليه السلام من مارية القبطية، وهم: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهم.
صدرت في الرياض مؤخراً موسوعة علمية ميسرة تعنى بالسيرة النبوية الشريفة ، وقد أطلق عليها معدها أ.د. أحمد بن عثمان المزيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود اسم ( موسوعة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الوقفية ) وجاء في توصيفها أنه تغطي موضوعات دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وخصائصه وشمائله وهديه وحقوقه.
وبحسب معد الموسوعة فإنها تمتازُ بكونها أوَّلَ موسوعةٍ جمعت ستةً مِن علومِ السيرةِ النبويةِ، باختصارِ ثمانيةِ كتبٍ منتقاة من أفضلِ ما كتبَه علماء سلفِنا الصالحِ، مما لقيَ قبولًا لدى الأمةِ، وقد استغرق العمل لإنجازها نحوًا مِن عامينِ .
الحمد لله الواحد القهَّار، العزيز الغفَّار، مكوِّر الليل على النهار؛ تذكرةً لأُولي القلوب والأبصار، وتبصرةً لذَوِي الألباب والاعتبار، الذي أيقَظ من خِلْقه مَن اصطفاه، فزهَّدهم في هذه الدار، وشغَلهم بمراقبته وإدامة الأفكار، وملازمة الاتِّعاظ والادِّكار، ووفَّقهم للدأب في طاعاته والتأهب لدار القرار، والحذر مما يُسخطه ويُوجب دارَ البوار، والمحافظة على ذلك مع تغايُر الأحوال والأطوار.
أحمَدُه أبلغَ حمدٍ وأزكَاه وأشملَه وأنمَاه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله، الهادي إلى صراطٍ مستقيم، والداعي إلى دينٍ قويم، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر النبيين، وآلِ كلٍّ، وسائر الصالحين.
أما بعدُ:
أيها الإخوة المؤمنون، إنَّ المتأمل في توالي الليل والنهار، وكَرِّ هذه الأيام، وتصرُّم الأعمار، وانصراف مَن ينصرف عنها إلى الدار الآخرة، ممن انتهت آجالهم، وانتهت فترة بقائهم - إنَّ المتأمل في كل ذلك يجب عليه أن يتبيَّن موضع قدمه، وإلى أيِّ دارٍ هو سائر؟ وإلى أي حالٍ هو منقلب؟
فضَّل الله عز وجل أمتنا الإسلامية على سائر الأمم، واختصها بخصائص وفضائل كثيرة في الدنيا والآخرة، وذلك إكراماً وتشريفاً لنبيها محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}(البقر
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد حفل القرآن العظيم بالثناء على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء التنبيه والأمر باتباعه والاقتداء به عليه الصلاة والسلام، وجاء بيان حسن العاقبة وطيب الحياة في الآخرة والأولى لكلِّ مَن اقتفى أثره، واتَّبع هديه عليه الصلاة والسلام.