Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

من أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
البيان الختامي لمؤتمر حوار أتباع الديانات السماوية

 بسم الله الرحمن الرحيم

البيان الختامي

للمؤتمر الدولي الثالث والعشرين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي
تحت شعار: " حوار أتباع الديانات السماوية "
في الفترة من 25 حتى 27 من شهر صفر1430 هـ الموافق 20- 22/ 2 / 2009 م
في مدينة سان برناردو دو كامبو، ساو باولو، البرازيل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا محمد و على أنبياء الله ورسله وعلى صحابة رسولنا و آله أجمعين، أما بعد:

فانطلاقاً من أهمية الحوار بين أتباع الأديان و الحضارات و الثقافات الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية واستتباعاً للمؤتمرات السنوية لمركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية و بدعوة كريمة من الأستاذ أحمد علي الصيفي مدير المركز عقد المؤتمر الدولي الثالث والعشرون لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي تحت شعار: " حوار أتباع الديانات السماوية " في الفترة من 25 حتى 27 من شهر صفر1430 هـ الموافق 20- 22 / 2 / 2009 م في مدينة سان برناردو دو كامبو، ساو باولو، البرازيل. و قد بلغ عدد المشاركين في المؤتمر أكثر من مئتين و خمسين من الرجال و النساء يمثلون أتباع الديانات السماوية في البرازيل و أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي. و قد جاء المشاركون من دول أمريكا اللاتينية و البحر الكاريبي و من ست دول إسلامية هي المملكة العربية السعودية و دولة الكويت و دولة الإمارات العربية المتحدة و دولة فلسطين و الجمهورية اللبنانية و جمهورية السودان. و كان من أبرز ضيوف المؤتمر سماحة
مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين و سماحة مفتي طرابلس و شمال لبنان الشيخ مالك الشعار و فضيلة مستشار معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل الشدي الأمين العام للمركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه و سلم ونصرته و معالي الدكتور عصام الدين احمد البشير الأمين العام لمنتدى النهضة و الحوار الحضاري بالسودان والقس بادري سانتوس كولينا ممثل الكنسية الكاثوليكية و الفاتيكان في البرازيل و المطران عطا الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس.
وقد جرى حفل الافتتاح للمؤتمر في القاعة الكبرى لبلدية مدينة ساو برناردو دو كامبو، إحدى مدن محافظة ساو باولو تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية البرازيل السيد لويس أناسيو لولا دا سيلفا، وحضور عدد من الشخصيات السياسية في البرازيل هم سعادة النائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العمال في البرلمان الفيدرالي في سنتي دي باولا وممثل رئيس البلدية السيد جوان دنتلي و سكرتير وزارة الخارجية البرازيلية و سكرتير شؤون الدولة و ستة من النواب البلديين في سان برناردو و ممثلون عن المذاهب الإسلامية و الكاثوليك و البروتستانت ومختلف و الكنائس الإنجيلية إضافة إلى عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية ورؤساء المراكز الثقافية من داخل البرازيل وخارجها، و مندوبي الإعلام المحلي و العربي، وحضور كبير للهيئات والمؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية.

وقد بدأ حفل الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد ياسر حسين مدير مدرسة أبي بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم في سان برناردو دي كامبو ثم النشيد الوطني البرازيلي . ثم تتابعت فقرات الحفل بكلمات الضيوف و كلمة فخامة رئيس الجمهورية البرازيلية لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التي شكر فيها المؤتمرين و رحب بهم و تمنى لهم التوفيق و النجاح، كما شكر المنظمين للمؤتمر على جهودهم و اختيارهم البرازيل لعقد المؤتمر. ثم ألقى رئيس المؤتمر الأستاذ أحمد بن علي الصيفي كلمة رحب فيها بالحضور و أشاد بجهود رابطة العالم الإسلامي في تنظيم مؤتمرات الحوار مما زاد من رغبة مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية لاختيار هذا الموضوع لمؤتمره السنوي.
و قد سبق المؤتمر نشاط جانبي تمثل في حفل التكريم للمجلس الفيدرالي في العاصمة البرازيلية حيث قدم رئيس المجلس وفد المؤتمر ورحب به ثم ألقى النائب الفيدرالي في سنتي دا باولا من خلال البث المباشر في قناة تي في كاميرا من قاعة المجلس كلمة عن المؤتمر لمدة خمس دقائق هنأ فيها المسلمين عموماً و المشاركين خصوصاً بهذه المناسبة. وأشار إلى عقده تحت رعاية رئيس الجمهورية ونقل إليهم رسالة الرئيس إلى المؤتمر وإلى الشعب البرازيلي. وقد لقيت الكلمة ترحيباً من مختلف القيادات الحزبية من هذا المجلس ثم كرمت بلدية غوارو لوس كبار ضيوف المؤتمر. كما استقبل محافظ مدينة سان بارناردو كبار المشاركين و جرى خلال الاستقبال تبادل الكلمات الترحيبية و الهدايا التذكارية.

وقد قدم المؤتمر برنامج الرعاية الاجتماعية للمحتاجين من الأسر التي تحظى بدعم من مركز الدعوة حيث أشرف على توزيع الدعم عدد من السياسيين و علماء الدين وكبار المشاركين. وقد ألقى بعض ضيوف المؤتمر خطب الجمعة في عدد من المراكز الاسلامية في سان باولو شملت ستة مساجد.

و في خطوة هي الأولى من نوعها شمل برنامج المؤتمر دورة نوعية مكثفة عن كيفية تعريف غير المسلمين بالرسول صلى الله عليه و سلم قدمها المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم و نصرته الإسلامي التابع لرابطة العالم حيث حاضر فيها ثلاثة من الأساتذة المتخصصين . كما جرت أنشطة مصاحبة للمؤتمر كان منها ندوات عامة و ندوات للنساء و مسابقة للقرآن الكريم.
و قد جرت المداولات و تقديم الأبحاث في موضوع المؤتمر الذي ركز على أهمية الدين في ضبط مسار البشرية و علاج المشكلات التي تعاني منها، و ذلك خلال يومين كاملين بين المشاركين المسلمين و أقرانهم من القساوسة و رعاة الكنائس في جو من الحوار الراقي و النقاش الحضاري. و قد خلص المؤتمرون إلى التوصيات الآتية:

1.التأكيد على مكانة الحوار بين أتباع الأديان و أنه من ضرورات الحياة، ومن أهم وسائل التعارف والتعاون وتبادل المصالح على جميع المستويات بين جميع البشر
2.أهمية احترام الديانات الإلهية، وحفظ مكانتها، وشجب الإساءة لرموزها، ومكافحة استخدام الدين لإثارة التمييز العنصري .
3.رفض الإساءة إلى رسل الله تعالى و أنبيائه و شجب ما يصدر في وسائل الإعلام و غيرها مما يمس أشخاص الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام جميعاً بلا استثناء.
4.الإشادة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع

الأديان و الثقافات و الدعوة إلى تفعيل هذه المبادرة في أمريكا اللاتينية و دول البحر الكاريبي بما يحقق الهدف منها و ينهض بالجاليات المسلمة فيها.
5.رفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات، والتحذير من خطورة الحملات التي تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش في أمريكا اللاتينية بخاصة و في العالم بعامة.
6.ضرورة نشر السلام واحترام خصوصيات الشعوب، وحقها في الأمن والحرية و تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والتعاون على إشاعتها في المجتمعات، ومعالجة المشكلات التي تحول دون ذلك.
7.التأكيد على أهمية الدين والقيم الفاضلة و حاجة البشر إلى استلهام الشرائع السماوية و العودة إلى خالقهم في مكافحة الجرائم والفساد والمخدرات والإرهاب و الظلم و الاحتلال، وحماية المجتمعات من الانحرافات.
8.أهمية تعزيز مكانة الأسرة في ظل طغيان العولمة و الثقافات المادية، فهي أساس المجتمع، ولبنته الأولى، والحفاظ عليها وصيانتها من التفكك أساس لأي مجتمع آمن مستقر.
9.الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث والأخطار البيئية التي تحيط بها مما يسبب الفساد في الأرض و الأذى و الهلاك للإنسان و الحيوان و النبات.
10.سلوك منهج الوسط في الدعوة و الممارسة و العلاقة بين المسلمين و الشعوب التي يقيمون معها و بيان منهج الشرع المطهر المبني على السماحة و اليسر و الاعتدال بعيداً عن الغلو و التفريط و الذوبان.
العناية بالمساجد و المراكز الإسلامية و زيادة تأهيل القائمين عليها و توفير المصادر المالية الدائمة لها من الأوقاف و الاستثمارات
11.العناية بالشباب و توفير سبل الحماية و الرعاية لهم و تنشئتهم على القيم الدينية و الخلقية الكريمة المتسقة مع الفطرة السوية و السيرة النقية
12.إعداد الدعاة و تأهيلهم بالعلم الشرعي و إتقان لغة البلدان التي يعيشون فيها و إجادة أسلوب الخطاب و مهارات التعامل و الاتصال.
13.الارتقاء بمستوى أساليب الدعوة و الخطاب بما يتناسب مع حاجات المجتمعات المعاصرة و الوسائل النافعة و التقنية المتطورة كوسائل الإعلام و الاتصال واعتماد العمل المؤسسي في الدعوة الى الله .
14.أوصى المؤتمرين باستنكار العدوان الغاشم الاسرائيلي على اخواننا في غزة وضرورة مساندة القضية الفلسطينية بكل ما نملك .
15.تكثيف المناشط الدينية و الثقافية التي ترفع من مستوى العلم و العمل و الالتزام لدى الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية و البحر الكاريبي.
والمشاركون إذ يختتمون مؤتمرهم يعبرون عن امتنانهم و شكرهم لفخامة رئيس الجمهورية البرازيلية السيد لويس إيناسي لولا دا سيلفا و يطلبون من رئيس المؤتمر رفع برقية شكر لفخامته. كما يعرب المشاركون عن شكرهم الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن
عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية و سمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبد

العزيز على جهودهما في خدمة الأقليات الإسلامية و نشر ثقافة الحوار و السلام في العالم و على المشاركة المتميزة لرابطة العالم الإسلامي بوفد من المتخصصين في موضوع المؤتمر. و يطلبون من رئيس المؤتمر رفع برقية لخادم الحرمين الشريفين و سمو ولي عهده تقديراً و عرفاناً.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

صدر في ساو باولو بالبرازيل
26 / صفر /1430 هـ
22 / فبراير /2009 م