أبريل 2011
Conference On The impact of western acquaintance with Prophet Muhammad (PBUH) in building bridges of coexistence with the Islamic World.
Excel Hall, London, November 26th, 2006
إن محمداً صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين ، فهورحمة في ما فرض من الأحكام، رحمة في ماسن من السنن والآداب، رحمة فيما شرع و أمر, رحمة فيما نهى عنه و زجر "فالشريعة كلها مبنية على الرحمة في أصولها وفروعها، وفي الأمربأداء حقوق الله وحقوق الخلق، فإن الله لم يكلف نفسا إلا وسعها، وقال (يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر) وقال: (ماجعل عليكم في الدين من حرج) ولما ذكر أحوال الطهارة وتفاصيلها قال: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم، وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
وفيه عشرة فصول
الفصل الأول: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالصبيان
الفصل الثاني: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالجواري والبنات
الفصل الثالث: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأيتام
الفصل الرابع: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأرامل
الفصل الخامس: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالنساء
الفصل السادس: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالشيوخ والضعاف
وذوي الحاجات
الفصل السابع: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بأهله
الفصل الثامن: رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالسائل و المسكين
وكان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالصبيان ولا سيما الجوارى والبنات إذ الإساءة إليهن أكثر.ومن أشد الإساءات أن بعضهم كانوا يئدون بناتهم ويأنفون ولادتهن، يقول تعالى:
"وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، ايمسكه على هون، أم يدسه في التراب, ألا ساء ما يحكمون1".
اليتيم من حيث كونه يتيما أحق الناس أن يرحم، إذ ليس له من يكفله وينفق عليه، أو يقوم بتربيته ويصلح اعوجاجه، فكفالة اليتيم والقيام بأمره والرعاية بمصالحه أمر محبب لدى النفوس الطيبة وأصحاب الفطر السليمة، ومحمود فى المجتمع البشري الصالح. ولكن المجتمع الذى بعث فيه نبي الرحمة، اليتيم واللقى الضائع شيء واحد، ماله مغصوب، سبيله مسدود، حقه مهضوم، بل كله مظلوم، إلى أن جاء محمد بن عبدالله رحمة للعالمين ونزل عليه أكثر من عشرين آية في كفالة اليتيم ورعاية حقوقه والإحسان إليه ببالغ من التأكيد والتشديد والتخويف.