Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

هذا الاصطفاء والاختيار منة إلهية امتن الله بها على الأنبياء والمرسلين فلم يصلوا إليها بكسب ولا جهد , ولا كانت ثمرة لعمل أو رياضة للنفس قاموا بها كما يزعم الضلال من الفلاسفة . حيث ذهبوا إلى أن النبوة مكتسبة وأن من هذب نفسه بالخلوة والعبادة وأخلى نفسه عن الشواغل عن المشاهدة , وراض نفسه , وهذبها , تهيأ للنبوة . (عبد الرؤوف عثمان)

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية | Monthly archive

سبتمبر 2011

Rahiyma

قلت: لقد كان (صلى الله عليه وسلم) يَدلُّ الناس أولاً على الطريق إلى الرحمة... فيعلمهم أن التواضع والرفق هما سبيل الإنسان إليها.

قال: حدثني أولاً عن تعليمه الناسَ التواضع.

قلت: لقد رُوي عنه أنه قال: « إن الله أوحى إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد »[1].

وكان يضرب لهم مثلاً من نفسه فيقول: « إن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً »[2].

وكان يطلب من الناس أن لا يبالغوا في أمره و يقول: «يا أيها الناس، لا ترفعوني فوق قدري، فإن الله اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً»[3].

Rahiyma

قال الأب ستيفانو: حسبي هذا من الطريق إلى الرحمة، أريد أن أصل إلى الرحمة ذاتها، كيف كان محمد يعلّمها في مدرسته؟

قلت: لك ما تريد، لكن أودُّ أن أذكر لك أمراً أولاً؟

قال: ما هو؟

قلت: ألا تودُّ أن تعرف المصدر الذي تعلم منه محمد (صلى الله عليه وسلم) الرحمة حتى استطاع أن يعلِّمها الناس؟

قال: بلى والله؟

قلت: أنت تعلم أن الكتاب الذي أُنـزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلَّمه الإسلام كله، هو القرآن الكريم.

قال: أجل أعلم هذا.

قلت: أتدري كم مرة تكررت كلمة الرحمة ومشتقاتها , في القرآن الكريم؟

قال: لا.

قلت: اعدد معي إذاً:

Rahiyma

قال الأب ستيفانو: حدثني أولاً عن الرحمة العامة، كيف علَّمها محمد في مدرسته؟.

قلت: عنوان هذه الرحمة التي تعمُّ البشر جميعاً، هو الآية القرآنية التي سلف أن ذكرتها لك: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾[1].

وجاء عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «خاب عبدٌ وخسر لم يجعل الله في قلبه رحمةً للبشر»[2].

قال: أجل والله، خاب وخسر، هذا دعاء على القساة الجفاة. هذه واحدة، والثانية؟

قلت: وجاء عنه أنه قال: «من لا يَرحَم لا يُرحم، ومن لا يَغفر لا يُغفر له»[3].

قال: أجل والله، العين بالعين، هذا هو الجزاء العادل للقساة الجفاة. والثالثة؟

Rahiyma

قلت: إن أهم مظهر للرحمة يبديه الراعي الرحيم تجاه رعيته، هو أن يعلِّمهم بناء مجتمع الودِّ والتراحم والصفاء، وهذا هو عين ما دعا إليه محمد (صلى الله عليه وسلم) رعيته بقوله: «مَثَلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى»[1].

وكان يرشد رعيته إلى كيفية تمتين هذا البناء فيقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»[2].

قال الأب ستيفانو: هذا قول جميل، لكن كيف تطبِّقه الرعية في الواقع؟

Rahiyma

وأردف الأب ستيفانو قائلاً: حسبي ما حدثتني به عن مجتمع الرحمة الذي بناه محمد فأحسن البناء، واعدل بي الآن إلى الرحمة الخاصة التي تَوَجَّه بها محمد إلى فئات هذا المجتمع المسلِم، كيف علَّمها محمد الناسَ في مدرسته؟.

قلت: هذه الرحمة ذات أبواب.

قال:حدثني عنها باباً باباً.

قلت: حباً وكرامةً.

Rahiyma

وأردفت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمة في التعامل، وإنَّ مَن يمعن النظر في تعامل الناس بعضهم مع بعض، يدرك أن التعامل المالي هو الأساس في أغلب صور التعامل البشري على اختلافها وتنوعها، لذلك وُجِّهَت إليه في الإسلام عناية لا مثيل لها، مبنية على مظهرين من مظاهر الرحمة هما: السماحة في الخُلُق، والعدالة.

Rahiyma

وأردف قائلاً: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته غير هذا من أبواب الرحمة؟

قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناسَ في مدرسته الرحمةَ في العبادات.

قال: وهل في العبادات قسوة ورحمة؟!

قلت: أجل، فكثير من الناس يظنون أن التشديد على النفس، وإنهاك الجسم بالعبادة، والمبالغة في العزوف عن الدنيا، أمور يحبها الله سبحانه، بينما الحقيقة التي تَعلّمها الناس في مدرسة محمد، تقول غير هذا.

قال: وماذا تقول؟

قلت: تقول: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أرحم بالمؤمنين منهم بأنفسهم.

قال: كيف؟

هل كان محمد رحيما
Rahiyma

وأردف قائلاً: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته غير هذا من أبواب الرحمة؟

قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بكبار السن من الرجال والنساء. والرحمةُ بهم تعني إكرامَهم وتوقيرَهم. وقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا درجةً وصلت إلى أن قَرَن إكرامهم بإجلال الله سبحانه، فقال: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم»[1] فأي رحمة بهم بعد هذا؟!

وكان من رحمته للكبار عامةً وتوقيرهم، أنه كان يؤكد على تقديمهم حتى في الكلام، فقد روي أن نفراً انطلقوا إليه، فبدأ أصغرهم بالكلام، فقال (صلى الله عليه وسلم): «يبدأ الأكبر»[2].

Rahiyma

قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته غير هذا من أبواب الرحمة؟

قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بالآباء والأمهات، وسماها (برّ الوالدين). وحذَّرهم من القسوة عليهما، وسماها (عقوق الوالدين).

المقطع المختار من قسم مقاطع الفيديو