سبتمبر 2011
وأردف الأب ستيفانو قائلاً: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته غير هذا من أبواب الرحمة؟
وأردف قائلاً: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته غير هذا من أبواب الرحمة؟.
قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناسَ في مدرسته الرحمةَ بالأقارب، وسمّى القرابة (الرَّحِم) وسمّى الرحمة بالأقارب (صِلة الرحم) ومهما حدثتُك عن صلة الرحم كما علَّمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مدرسته، فلن أستطيع أن أوفيها حقها، لهذا سوف أحدثك بما يحضرني. وأول ما يحضرني حديثه عن خَلْق الرحم (القرابة):
قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بالأصحاب، فقال: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه»[1].
وكان (صلى الله عليه وسلم) دائماً يعطي من نفسه المثال الأمثل ليبين للناس فضل الرحمة بالأصحاب في حفظ الصحبة، لأن الرحمة إذا ارتحلت من بين الأصحاب، تبعتها المودَّة، وإذا ارتحلت المودَّة من بين الأصحاب، حلّ مكانها الجفاء، وإذا حلّ الجفاء بين الأصحاب، ماتت الصحبة، وتفكك المجتمع، وصار يكيد بعضه بعضاً.
وأردف قائلاً: ثم ماذا علَّم محمد الناس في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناسَ في مدرسته الرحمةَ بالجار فقال: «خير الجيران خيرهم لجاره»[1].
وكان يُرغِّب ذلك إلى الناس ويقول: «من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يُؤذِ جارَه»[2].
وكان يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره»[3].
وكان يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره»[4].
* * *
قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بالأرقاء والخدم. فقد بَسَط أولاً القضية واقعاً موجوداً بين الناس، فيه حقوق وواجبات... ونبَّه إلى ضرورة العدل فيها فقال: «إن إخوانَكم خولُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم»[1].
وقال: «للمملوك طعامه وشرابه وكسوته، ولا يكلَّف إلا ما يطيق، فإن كلّفتموهم فأعينوهم، ولا تعذّبوا، عبادَ الله، خَلقاً أمثالكم»[2].
وأردف الأب ستيفانو قائلاً: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ باليتيم، فقد رغّب الناس بالتقدم لكفالة اليتيم.. حتى يضمن للأطفال الذين فقدوا آباءهم، الرعاية والتربية التي يحتاجونها حتى يبلغوا أشُدَّهم، ويصبحوا أَكْفَاء للسعي على أنفسهم، فقال: « من ضمّ يتيماً له أو لغيره، حتى يغنيه الله عنه، وجبت له الجنة »[1].
بل هو قَرَنَ كافل اليتيم إلى نفسه فقال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما شيئاً»[2].
قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بالضعفاء والمساكين والفقراء وذوي الحاجات والمرضى وأصحاب البلاء. ولو رحتُ أستعرض لك ما ورد عنه في هذا، لضاق بنا الوقت، لكن أحدثك بما يشفي غلتك.. وأوَّله حديثٌ لا يقرؤه مسكين أو فقير أو ضعيف إلا حمد الله سبحانه على ما هو فيه.
قال: ما هو؟
قلت: قال (صلى الله عليه وسلم) داعياً ربه: «اللهم أحييني مسكيناً وأمِتني مسكيناً، واحشرني مع المساكين»[2]. فمن لا يغتبط بالتشبّه برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبته يوم القيامة؟!
وأردف قائلاً: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
وأردف قائلاً: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ بالمرأة.
وأنت تعلم أن أرقى ما ترنو إليه المرأة من الرحمة هو أن تنال حقوقها المشروعة، وأن تتحقق لها العدالة الاجتماعية بينها وبين الرجل.
قال: والمساواة بينهما؟
قلت: المساواة بين الرجل والمرأة أكذوبة.
قال: كيف؟
قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علَّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس في مدرسته الرحمةَ عند إقامة الحدود.
قال: وما الحدود؟
قلت: الحدود هي العقوبات المحددة التي نصت الشريعة الإسلامية على توقيعها على أصحاب الجرائم التي تضرُّ بالمجتمع الإسلامي مثل الزنى والسرقة وشرب الخمر..
قال: هذا أمر يمكن أن يأتيه أي صاحب سلطة فيعفو عن المجرمين؛ إما رحمة بهم أو لغاية في نفسه.
قلت: على رِسْلِك.. إنَّ صاحب السلطة قد يعفو عن مجرم راغب بالعفو، لكنه لا يعفو عن مجرم راغب بالعقوبة.