Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

 -كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا، فزارته صفية رضي الله عنها، فتحدث معها ثم قام ليصرفها. وكان ربما ناول عائشة رضي الله عنها رأسه وهي في حجرتها، فترجله. متفق عليهما. فلم يمنعه ما هو فيه من الاعتكاف والإقبال على ربه من إحسان عشرة أهله، وهديه أكمل الهدي.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية | Monthly archive

أكتوبر 2011

m031.jpg

لم يكن عند بعثته (صلى الله عليه وسلم) قانون مقدس تتحاكم إليه البشرية أو يدَّعيه أحد، وإنما كانت بقايا من الشرائع التي تعرضت إلى أشياء من التحريف و التبديل، أو ما توارثه الناس من الأعراق والعادات والتقاليد التي ليست محلَّ إجماع بشري.

m030.jpg

من العدل والإنصاف وداعي القبول أن تسمع من الطرف الآخر، فإما أن يكون خطأ تصححه، أو شبهة تردُّها، أو مكرمة تضيفُها. وهي أحد المزايا التي تصوِّر الذات من بُعد. وهي أيضاً تفريغ لاحتقانٍ قد يمنع دخول الحق إلى القلب .. وفي شهادة القوم مفاتيح لأقوامهم وعامتهم، فإن لكلمة العظماء المنصفين وَقْعَها على شعوبهم .. وهذا ليس لمزيد ثقتنا وقناعتنا، ولكن نفرح بذلك؛ لأنه أبلغ في الثناء حين يَرِدُ من المخالف.
ورد في دائرة المعارف البريطانية – الطبعة الحادية عشرة– ما نصه:

m028.jpg

معنى الرحمة في اللغة والاصطلاح

تعريف الرحمة في اللغة:

تدور مادة: ( ر ح م ) حول معنى الرقَّة، والعطف، والرَّأفة. قال ابن فارس: الرّاء والحاء والميم أصل واحد، يدل على: الرقة والعطف والرأفة. يقال من ذلك: رحمه يرحمه إذا رقَّ له وتعطَّف عليه، والرُّحْم والمرحمة والرَّحمة بمعنًى ([1]).

تعريف الرحمة في الاصطلاح:

يعرفها بعضهم بأنها: إرادة إيصال الخير ([2])، ويعرفها آخرون بأنها: خُلق مركب من الود والجزع. ولا تكون إلا لمن تظهر منه لراحمه خلَّة مكروهة، فالرحمة هي محبة للمرحوم مع جزع من الحال التي من أجلها رُحم ([3]).

m027.jpg

أولاً: من القرآن الكريم وتفسيرها :

قال الله تعالى: ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( [الأنبياء :107].

فإذا كان إرسال الرسل رحمة لقومهم، فإن رسالة النبي رحمة لمن اتبعه وعصاه.

قال الطبري: " أرسل نبيَّه محمدا (صلى الله عليه وسلم)رحمة لجميع العالم مؤمنهم وكافرهم فأما مؤمنهم فإن الله هداه به وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء من عند الله الجنة، وأما كافرهم فأنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله " ([1]).

m025.jpg

من المعلوم أن الدين كمل في زمنه(صلى الله عليه وسلم)؛ بل في آخر حياته، ولا مجال للزيادة والنقص، ولكن جاء على شكل قواعد عامة وضوابط ثابتة.. مع قابلية ذلك على ملاحظة الظروف والأحوال والأشخاص، وهذا منوط بأهل العلم والاجتهاد من فقهاء كل زمان في حدود الشريعة ومقاصدها – مما يعطيه المرونة والثبات والوفاء بكل المتطلبات من غير منكِر.
عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: " إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا " ([1]).

m024.jpg

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" الرَّاحمون يرحمهم الرحمنُ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء " ([1]).

مظاهر الرحمة:

وهذا تأكيد لسيادة خلق الرحمة بين الناس، فحين يتذكر الإنسان أن الله تعالى يرحمه إذا رحم عباده شجَّعه ذلك على العطف والرحمة بالخلق.

وعن عائشة(رضي الله عنه) قالت خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) من عندي وهو قرير العين طيب النفس فرجع إليَّ وهو حزين فقلت له: (أي سألته عن سبب حزنه). فقال: إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي" ([2]).

مظاهر الرحمة:

m023.jpg

المعاملات باب عظيم يدخل الإنسان منه على شرائح المجتمع كلها، فالتعامل حاجة ضرورية مع الناس وهو جزء من عمارة هذا الكون، وهو يتضمَّن احتياجَ الناس بعضهم إلى بعضهم مهما اختلفت أعمارهم وأقدارهم ومواهبهم ومستوياتهم، وهو أيضاً تعامل فيما جبلت النفوس على المشاحة فيه وهو المال، وهذا عرضة لأن يكون الإنسان معرضاً لشيء من الخلاف، وحتى لا يتآكل المعروف أو تنطمس روحُ الفضائل في النفس ومعاني السماحة والكرم جاءت النصوص سدى يحمي هذه المعاني، ويظللها بسياج دافئ حتى يستمر قوام الحياة، فإن في النفوس من الدخائل والعلل ما لا ينكشف إلا في التعامل، فجاءت هذه النماذج من النصوص تشيد بأصحاب الأخلاق الفاضلة في التعامل

m022.jpg

إن الارتباط الوثيق بين مفهوم الأخلاق، ومفهوم الإيمان الذي حدَّده الإسلام، وما ينبثق عنه من نظام في العبادة، يكمن في التصور الخلقي الصحيح، ففي الإيمان وطرائقه، وآفاقه تستطيع النفس الإنسانية أن تجد حاجتها المادية والروحية معاً، وليس ثمَّة طريق يبلغ بالإنسان على كماله المنشود، وصلاحه المرجوّ، وبالتالي سعادته المأمولة ، غير طريق الإيمان.

m021.jpg

عن جابر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقَعْنَ فيها، وهو يذبُّهُنَّ عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي " ([1]).

قال النووي: " ومقصود الحديث أنه (صلى الله عليه وسلم) شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة، وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم، وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه وكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك لجهله " ([2]).

m020.jpg

سبق تفسير قوله تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( [الأنبياء :107] ( فهو (صلى الله عليه وسلم) رحمة للمؤمن بسبب هدايته، وللكافر بسبب تأمينه من العذاب الدنيوي، وبسبب ما جاء في الإسلام من حفظ حقوقه ومراعاتها.

وعن جرير بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا يرحم الله من لا يرحم الناس" ([1]).

مظهر الرحمة:

المقطع المختار من قسم مقاطع الفيديو